فادي روحانا صقر

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى المحامي فادي روحانا صقر.
ولد في قرطبا، قضاء جبيل، في العام 1955.
متأهل من زينة بويز ولهما ثلاثة أولاد نجيب وإميل وباولا ماريا.
ينتسب إلى عائلة عُرفت بحضورها السياسي وريادتها الاجتماعية وتفاعلها الإيجابي البنّاء داخل منطقة احتضنت عبر الزمن مختلف أطياف المجتمع اللبناني بمذاهبه المتنوعة ومشاربه المتعددة وانتماءاته السياسية والثقافية المتشعبة.
خيارات عاشها سنة بعد سنة، وتحولت مع الزمن إلى قناعات، لا بل ثوابت لم تتمكن الحرب وتداعياتها من إضعاف توهّجها.
توزعت دراسته بين مدرسة الجمهور ومدرسة الفرير فرن الشباك ومدرسة مار يوسف عينطورة.
أما تحصيله الجامعي فأنجزه بين لبنان وأوروبا في الجامعة الأميركيّة في بيروت وفي جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين وفي الجامعة اللبنانيةّ وجامعة ساري في المملكة المتّحدة، حاصدًا وفرة في الشهادات في مجالات الكيمياء والرياضيّات والاقتصاد والماليّة وختاماً في الحقوق.
في مراحل حياته المهنيّة الأولى، اعتنق الحياة الأكاديميّة والصحافة والاستشارات الماليّة والاقتصاديّة: هكذا درّس مواد الاقتصاد والرياضيّات وإدارة الأعمال وعلم الديموغرافيا والترجمة في الجامعة الأميركية وفي جامعة الكسليك والجامعة اليسوعية.
وعمل في الصحافة السياسيّة والاقتصاديّة تحريراً وتحليلاً في صحيفة L’Orient Le Jour وفي الصحافة الاقتصاديّة في مجلّة Le Commerce Du Levant وفي مجلّة Les Dossiers de L’Orient-Le Jour الّتي أسّسها بالاشتراك مع الصحيفة المذكورة.
كذلك، امتهن الاستشارات الماليّة والاقتصاديّة وأسّس شركتين تعملان بهذا القطاع وهما: Consolidated Consultants and Controllers (CCC) Sarl و United Business Consultants (UBC) Sarl وفي الختام، كرّس حياته المهنيّة للمحاماة متسلّحاً بعلمه المتشعّب وبثقافته الواسعة، وأثبت فادي روحانا صقر حضورًا واعدًا في المحاماة جعله من الأسماء اللامعة في الحقل القانوني والحقوقي.
وهو محام بالاستئناف، منتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، يجمع علم القانون إلى علم الاقتصاد والماليّة.
تبحّرٌ في عالم القوانين والتشريعات جعل منه موسوعة امتلك معرفة عميقة واطلاعًا واسعًا.
وهو لم يحصر ثقافته بالمكتبة الحقوقية بل واكب التيارات الفكرية المعاصرة بمجملها، تاركًا وراءه مؤلفات عدة منشورة باللغتين الفرنسية والانكليزيّة، منها:
Rural Development In Lebanon (1979) Traité Des Entreprises (Organisation & Exploitation), Tome I & II (1980) Liban Banques 1982 إلى جانب إنجازاته الكبيرة في المحاماة، حيث تنطق اجتهاداته بسعة اطلاعه وتعكس ثقافته ذات الأفق العالمي، نشط على أكثر من صعيد وفي الكثير من القطاعات والنواحي الإجتماعية والثقافية.
فهو لم يقف على الحياد أمام ارتدادات الحرب اللبنانية وانعكاساتها على مختلف الأصعدة والقطاعات، بل نشط وزوجته في الجمعيات الاجتماعية وقام بمبادرات ذات وجه خيري، وبأنشطة خيرية ثقافية وفنية.
ومن عالم القانون والاقتصاد والمال دخل معترك السياسة مواكباً التطوّرات الّتي عرفها لبنان والمنطقة والعالم، فتولّدت لديه رؤية إصلاحية شاملة وعصرية برزت ملامحها في العديد من المؤتمرات التي اشترك فيها والمحاضرات التي ألقاها والخطوات التي خطاها والبرامج التي اقترحها.
ولم يكن غريباً على الحياة العامّة، فمنذ طفولته تمرّس في الشأن العام إلى جانب والده المرحوم الدكتور نجيب روحانا صقر، الطبيب الإنساني المتميّز في عمله ومهارته الطبّيّة ومحبّته للناس وتفانيه أمامهم، ورئيس البلديّة صاحب المشاريع والإنجازات السبّاقة لعصره والّذي ترك من بعده أثراً عميقاً لدى كلّ من عايشه أو عرفه، فغاب باكراً.
ومن ثمّ غاص بالسياسة إلى جانب عمّه المرحوم إميل روحانا صقر، القاضي والنائب والوزير، ورافقه في تحرّكاته وشاركه الهم العام وتطلّعاته ومشاريعه والتزاماته وقيمه الّتي تشبّث بها، وسار على خطاه.
وانتسابه إلى عائلة عريقة أعطت منذ أجيال في السياسة الوطنيّة والعلم والفكر الحر، وملازمته كالظل عمّه النائب والوزير الراحل وصاحب المواقف الجريئة والمنزّهة وضعه على تماس مع الواقع الوطني بكل تشعباته.
وفي هذا الحقل له اليد الطولى في الكثير من المبادرات والخطوات الإصلاحية والتنمويّة.
واقع الحرمان الذي تلمسه في أكثر من منطقة لبنانية، ترك لديه أعمق الأثر وولّد في داخله حسًا إنسانيًا تجلى في درجة اهتمامه بتحسين أوضاع المجتمع عمومًا وجرد جبيل بنوع خاص.
إلى ذلك حمل قضية وطنه ورفعها عالياَ مدافعًا عن أحقية وجود لبنان ومشروعية استقلاله وسيادته وحرية وكرامة أبنائه.
خاض الإنتخابات النيابية في السنوات 1996 و2000 و2018.
المحامي فادي روحانا صقر، عَلَمٌ آمن بمناقبية العلم سبيلاً لخدمة لبنان.
صاحب رؤية مستقبلية.
مثقف يدرك أن الفكر يقود العالم والثقافة تبني على الصخر.
في حركته السياسية تطلّع نحو تمتين أسس قيام الدولة المستقلة وتطوير مفهومها وأدائها وتصحيح العلاقة بين الحاكم والمحكوم بحسن اختيار الكفاءات العملية الناجحة مقرونة بنظافــــة الكــــف والشفافية والتمثيل الصحيح.
قاوم الفساد والتخلّف والرجعية والتزمت وتداعيات الحرب على طريقته، ونشط في زمن الإحباط، وفي فترة الجمود، وناضل على أكثر من مستوى حتى بدا رجلاً كبيرًا تجاوز بمفرده مؤسسات وإدارات.
وعُرّف عنه بالآدمي على غرار والده وعمّه.
(إعداد أنطوان فضّول)