مهى دلال

تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول والمنتدى الرقمي اللبناني إلى السيدة مهى دلال
من عمق الوجدان اللبناني، خرجت إلى العمق العربي والآفاق الدولية لتلامس آفاق حدود الأيقونة في حضور المرأة الكوني وفي حضارة الإنسان.
لم تكن منطقة البقاع الغربي، يومًا، مساحة انتماء فحسب، بل كانت الرافد الذي سقت شخصيتها من ينبوعه فاكتست سحرًا وجاذبية، واكتسبت رسوخًا في القيم والأخلاق وتجذّرًا في العمق الوطني وترسّلاً في العطاء الإنساني.
كلّها عناوين تختصر هذا التقاطع المثمر في مسيرة مهى دلال الذي جعل لشخصها هوية تخطت بشفافيتها حدود بلاد الأرز ولامست العالمية.
لا يمكننا سبر أغوار حياة السيدة المعطاءة، الناشطة الإجتماعية والثقافية، إلا ونعبر بداية في أفق هذا الشغف المتملك بروحها، قصدنا به تلك النزعة التطوعية، لخلق المبادرات الآيلة إلى خدمة الإنسان في المطلق، خارج إطار انتمائه الديني أو العرقي أو الجغرافي. هي التي تمرّست على الحضور الدولي في الكثير من مؤتمرات منظمة الإغاثة الدولية لحقوق الإنسان.
من هذا المنطلق، استحقت لقب سفيرة في حركتها قبل أن تُمْنَحَهُ شهادة من المنظمة العالمية للسلام والأمل، ومن الشبكة العربية في البقاع وجبل لبنان. لا بل توجتها جامعة المواهب العالمية الثقافية في كندا بدكتوراه فخرية كانت جواز سفرها إلى عوالم العطاء الإنساني بطابعه الدولي.
على مستوى الشرق الأوسط، برزت رمزًا من رموزه الإستثنائية في دنيا المرأة العربية.
فإذا بها ترافق رجالات السلك العربي في الكثير من المناسبات، وفي تجوالهم على بعض من القادة السياسيين والإجتماعيين. وتسجل حضورًا متمايزًا في افتتاح المعرض اللبناني السعودي والعيد الوطني السعودي عشية الإحتفال به في قصر بيت الدين.
قامة لبنانية تركت أعمق الأثر في عالمنا العربي فاختيرت أمًا مثالية من جانب اتحاد منظمات الشرق الأوسط، وأفضل شخصية عالمية في الشرق الأوسط لسنتين متتاليتين.
وتبدو مسيرتها الوطنية نموذجية من حيث تجسيدها صورة المرأة القيادية الفاعلة في أصعب المراحل. ما دفع بمتقاعدي الجيش اللبناني إلى منحها لقب أرزة لبنان.
تجدها تناضل وتبادر وتقف في الخطوط الأمامية إذا ما ارتبطت المبادرات بمساعدة الفقراء أو بدعم أصحاب الدخل المحدود، أو تأييد المرأة المطالبة بحقوقها وتعديل القوانين المجحفة نحوها، أو احتضان الأطفال ونشر ثقافة سلامتهم وحمايتهم إنطلاقًا من رؤية المجلس الأعلى للطفولة. وتأتي البيئة أيضًا على جدول اهتماماتها وفي سلّم اولوياتها.
تألقت ثقافة وقيادة، وأثبتت قدرة المرأة في أحلك الظروف وأظهرت كفاءتها وطاقاتها العالية.
كانت من الأصوات الكاتمة لدوي المدافع وعجيج العنصرية والتعصب والتطرف.
نظمت من وحي نبض قلبها سيمفونية سلام رفرفت بها فوق الحواجز والمعابر وخطوط التماس والتباعد والعزلة، وأنعشت ثقافة التعايش السلمي الوطني والسلام العالمي.
تتابع مسيرتها بمساعدة الناس بإنشاء مكتبة عامة مجانية لنشر الثقافة.
كما هي بصدد افتتاح مستوصف مجاني ليكون حافز للإهتمام بالصحة
ولم تكتفي بذلك بل ساعدت في الحصول على مطبخ للمقطرات والمربيات ليكون عون للسيدات في مجتمعها.
إعداد: أنطوان فضّول