عمر كركلا

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الفنان عمر كركلا
الفنان عمر كركلا شخصية فنيّة لبنانية كبيرة ذات حضور عالمي ممزوج بشعبية واسعة ومواهب عديدة ومقدرة مذهلة.
ولد في مدينة بعلبك – مدينة الشمس والتراس والاصالة والحضارة.
من قلبها نبتت براعم مواهبه وسارت على مدارج قلعتها لتغوص في عوالم الحضارة وآفاق العالمية.
والده الشاعر الكبير (بالفطرة) عباس كركلا، ووالدته السيدة رمزة حمية.
ليس الرقص وحده ما نسج شهرته، بل هي الرياضة أيضًا حيث أنّه في الأصل خرّيج دار المعلّمين للتربية الرياضية.
مارس الرياضة واتقنها وتمرّس عليها حتى دخل اسمه سجلها الذهبي تاركًا بصمات لا يمكن استنساخها.
إلى فوزه ببطولة لبنان في العاب القوى من العام 1967 لغاية العام 1987، تميّز بالوثب الطويل والوثبة الثلاثية والقفز بالزينا.
وفي الرياضة أيضًا اتقن لعبة كرة اليد وأجادها وكان في عديد منتخب لبنان يشارك في مباريات إقليمية ودولية.
أما الرقص فبات يمتلك على يديه هوية خاصة وعلامة فارقة بعدما أسس فرقة كركلا للفنون مع أخيه عبد الحليم الموسيقار اللبناني الكبير والراقص الخلوق والفنان ذي الفرادة الإبداعية والتميّز الذي يكاد يكون إعجازيًا.
باتت فرقة كركلا اليوم عنوانًا للفن التراثي الممزوج بروح العصر وعطر الحضارة وقد تجاوزت شهرتها بعد نصف قرن من العطاء الفني الراقي حدود لبنان والمدى العربي لتلامس الآفاق العالمية.
وكانت قد أبصرت النور في العام 1968، وضمّت في حينه أربعة عشر راقصًا.
إطلالتها الأولى كانت على ادراج قلعة بعلبك.
وفي العام 1972، شاركت في مهرجانات أوساكا في اليابان بحضور نجل الإمبراطور الامير ميكازا.
غزت العالم من كندا الى روسيا مروراً بالولايات المتحدة الاميركية والبرازيل بالاضافة الى عدد كبير من المدن الاوروبية كزيوريخ وجنيف وباريس ولندن وليون وكان الخ.
بفعل هذه الجولات العالمية أبرزت وجه لبنان الحضاري وقدرة شعبه على مزج الثقافات وصقلها ونسج فسيفساء تحاكي بمشهديتها كل تلاوين الشعوب شرقًا وغربًا.
لم تتمكن الحرب من تطويق هذه الفرقة الرائدة وتكبيلها، بل على العكس تراها كطائر الفينيق ناهضة أبدًا من تحت الانقاض ومحلقة إلى ما بعد كل حدود، وقد تطورت باضطراد عددًا وتقنية وخبرة وتحولت من فرقة شعبية تراثية إلى مسرح يضم نحوًا من خمسين راقص وراقصة وممثل ومؤد.
ثم تطوّرت إلى مؤسسة تحتضن مركز كركلا للابحاث التراثية ومسرح الإيفوار ومدرسة كركلا للرقص حيث يتدرب مجانصا على وقع نبضها ثلاثمئة طالب.
إنّها الفرقة الاولى في الشرق التي تمتلك مسرحًا خاصًا بها أسوة بكبار الفرق الدولية.
أما عمر كركلا فقد تمرّس على الرقص منذ فتوته وقد خضع لبرنامج مكثّف أكاديمي رياضي فني في معهد Nesta Brooking للرقص الحديث في لندن حيث تخرّج بتفوق لافت.
إلا أنه لم يكتف بهذا القدر من الثقافة والتقنية، بل عمّق أسلوبه اكاديميًا حتى استحق في مرحلة لاحقة ديبلوم في تصميم الرقص من معهد فرنسي
مسيرته الفنية حصدت جوائز وشهادات تقدير لا تحصى.
لعل اللافت فيها شهادة تقدير ملك الاردن الملك عبد الله واخرى من أمير الكويت وثالثة من وزارة التربية الوطنية على نشاطه الفني الرائد وعلى إبداعه المتميّز، وشهادة شكر من رئيس الجمهورية اللبنانية الاسبق الجنرال اميل لحود يوم كان يتولى قيادة الجيش.
حلّق الفنان عمر كركلا عاليًا في عالم الفن المسرحي الراقص، وشرّف بلاده لبنان بعد أن حمل «سحر الشرق» إلى عواصم العالم قاطبة، من خلال مسرح كركلا، سفير الثقافة اللبنانية في العالم العربي، والثقافة العربية في العالم.
من أبرز أعمال «فرقة كركلا: اليوم وبكرا ومبارح – 1972.
غرائب عجائب وعجائب غرائب – 1974.
الخيم السود – 1977.
طلقة النور - 1980.
ترويض الشرسة – 1982.
أصداء – 1985.
حلم ليلة شرق - 1990.
أليسار ملكة قرطاج – 1995.
الأندلس المجد الضائع – 1997.
ليلة قمر – 1999.
ألف ليـلة وليلة – 2002.
فرسان القمر، وسواها.
(إعداد: أنطوان فضّول)