جان الخوري
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى المهندس جان يوسف الخوري
ولد في جبيل في العام 1958.
متأهل من كلودات العلم ولهما ثلاثة أولاد يوسف، كريم و جون.
حائز دبلوم في الهندسة المعمارية.
دخل عالم الهندسة ونشط في هذا الحقل لسنوات إمتلك على هامشها خبرة مزمنة ومتشعبة.
الهندسة لا تلتقي مع الدمار والخراب فهي نقيضهما وهي علامة أفولهما. أما إذا نشطت في زمن الحروب فتتخطى طبيعتها العلمية البحتة لتصبح نوعًا من أنواع المقاومة وعنوانًا من عناوين الصمود وهو ما أتقنهما المهندس جان الخوري في حركته الإعمارية في وسط دوامة الأحداث الدموية.
منذ ان افتتح مكتبه الهندسي الخاص، وهو يبرع في هذا الحقل، فتعكس أعماله قدرة يمتلكها في تطويع معالم الحضارة الدولية مع الذوق اللبناني الأصيل.
تصاميم تحاكي الإعجاز بإبداعاتها. صروح أدخلتها لمساته عالم الرقي وتوجتها على قمة الحضارة الإنسانية المعاصرة.
هذا المهندس المبدع، إمتاز بدقة التصاميم وروعة المشهدية الخارجية وبقدرته الإعجازية على ترجمة الفخامة والروعة والذوق الرفيع، في إطار هندسة تكاملت أجزاؤها وتناغمت.
تكمن عالميته في تلك القدرة الاستثنائية على توحيد روح العصر بخصوصية التراث والإرث الثقافي الدولي. فالبناء الهندسي يخرج من صومعته مصقولاً بفكر متنور ثائر على محدودية الزمن. وتظهر عبقريته بشكل خاص في تقاطع الأنماط الهندسية مع تلاوين الحضارة وآفاق العصر والحداثة.
الواضح في أعماله بشكل خاص ذاك الانسجام المتكامل في كل تفاصيل المبنى ومكوناته.
كما يظهر جليًا التنظيم في تفاصيل التفاعل داخل المكان والأبعاد الهندسية بملئها، حيث تتفاعل بدفء مع الجمال البصري والسمعي واللمسي وتتعانق في بوتقة الفنون الجميلة والأشكال الهندسية المتقاطعة.
كثيرة هي المحطات التي يجدر بنا التوقف عندها في مسيرة المهندس جان الخوري. فهو لم يرض البقاء على هامش الحياة، بل أخذ المبادرات وشارك في صنع قرارات أسست لحالة عمرانية وتنموية كانت بطاقة عبور مجتمعه إلى القرن الحادي والعشرين ومواكبته العصر وروحيته.
هو صاحب شخصية مبدعة وكريمة، لم تعط لبنان إلاّ روح الفن والجمال... أراد من أعماله أن يسهم في طمس معالم الحرب والدمار.
إلى جانب إنجازاته الكبيرة على الهندسة حيث تنظق لمساته إبداعًا وتعكس سعة اطلاعه وثقافته ذات الأفق العالمي وموهبته المميزة، نشط على أكثر من صعيد وفي الكثير من القطاعات والنواحي الإجتماعية والثقافية. فهو لم يقف على الحياد أمام ارتدادات الحرب اللبنانية وانعكاساتها على مختلف الأصعدة والقطاعات، بل أسس الجمعيات الاجتماعية وقام بمبادرات ذات وجه خيري، وبأنشطة خيرية ثقافية وفنية.
إلى عضويته في جمعية بيبلوس إيكولوجيا وفي رابطة المعماريين، وفي المجلس الرعوي - لجنة التراث والفنون الكنسية، وفي المجلس الإقتصادي لأبرشية جبيل المارونية، إنتخب منسقًا في لجنة إنماء عنايا، عضوًا سابقًا في المجلس البلدي لبلدية جبيل بيبلوس، وشارك في مؤتمرات عدة عربية وأوروبية لدراسات حول إنماء وتطوير المدن السياحية والأثرية في لبنان منها مدينة جبيل بيبلوس واطربلس وصيدا وصور وبعلبك، شارك في مؤتمر مدريد في إسبانيا حول النمو وتطوير الصناعة السياحية في لبنان السنة 1997، وحاز جائزة تكريمية.
تأخذ البيئة حيّزا كبيرًا من نشاطه واهتماماته. وهو ينشط في سبيل حماية مكنوناتها. في هذا الإطار أخذ على عاتقه إنشاء محطات لتكرير الصرف الصحي في قضاء جبيل بالتنسيق مع الإدارات المحلية.
وفي خط مواز، بادر إلى وضع الحجر الأساس لإنشاء المسالخ الحديثة في منطقة جورة القطين في قضاء جبيل مدعومًا من كل من وزارات الصحة والبيئة والصناعة والزراعة والأشغال واتحاد البلديات.
كذلك السياحة تنال حظوة في حركته الإنمائية، حيث أنشأ منتجعًا سياحيًا في منطقة اللقلوق بمواصفات عصرية وعالمية، يتوفر فيه كل أنواع الخدمات من سكن ومسابح ومطاعم ونواد رياضية واجتماعية ومساحات خضراء ومنتزهات.
كما افتتح الفندق الجبلي Villa John في اللقلوق أيضًا لخدمة رواد الجبل والسيّاح في فصلي الصيف والشتاء ومواسم التزلج والرياضة الريفية.
ترأس جمعية آل خوري حنا لسنوات عدة، ليتابع من خلالها شؤون أفراد العائلة الاجتماعية وينظّم الروابط فيما بينهم ويتابع همومهم ويتواصل مع أكثرهم، لاسيما من انتشر منهم إلى مختلف أنحاء لبنان ومن هاجر في كل أنحاء العالم.
بالنسبة لعارفيه جميعًا، هو مثال يحتذى، ومرجع يُعتمد على رأيه. احتلت المسائل الاجتماعية والقضايا الإنسانية الحيّز الأكبر من وقته إنطلاقًا من قناعة بأن السلام لا يترسّخ إلا بالعدالة الاجتماعية. وفي سبيل إنتاج مجتمع راق، صب جهوده في سبيل التصدي لظاهرتي الجهل والتخلف، حيث تبنى مبدأ معالجة رواسب الحرب من خلال برامج عملية إنمائية وثقافية كانت له اليد الطولى في تنظيمها وتفعيلها...
إعداد: أنطوان فضّول