كميل فنيانوس
قنصل فخري راحل، محام، حاكم سابق في اندية الليونز.
والده ألفونس جرجس فنيانوس، والدته سالست منصور عضيمي.
جدّه جرجس يعقوب فنيانوس التاجر ورجل الأعمال الناجح الذي اغترب إلى المكسيك وعاد إلى صربا ليولي الشأن الإجتماعي اهتماماً كبيراً.
جدّه لأمه منصور أبي فهد عضيمي (والد الدكتور فوزي عضيمي، نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة)، درس الحقوق في مدرسة عين ورقة، وكان تاجراً معروفاً للخشب والقرميد ومواد البناء، له محلاّت في لنبان، ومرسيليا – فرنسا.
مواليد جونيه - صربا في 3 كانون الأول 1939.
متأهل من رجينا كرم زغيب - برازيلية لبنانية الأصل – تحمل إجازة في علم النفس من جامعة ريو دي جانيرو– برازيل (1971)، ناشطة بيئيًا وهي رئيسة جمعية "تجمّع الحديقة الخضراء" Green Garden Group G.
G.
G.
–، تحت إشرافها تم افتتاح 12 حديقة عامّة للأطفال في لبنان.
أولاده ثلاثة:
- الفونـس (مواليد عام 1974، دكتور في الحقوق، مستشار قانوني لشركات عالمية
عمل فترة في الرياض والقاهرة ودُبي ولندن).
- الكسندر (مواليد عام 1977، درس السياحة والأعمال الفندقية.
صاحب وكالة "ترايد ترافل تورز للسياحة والسفر).
- رودريك (مواليد عام 1980، محامٍ، مسؤول عن مكتب فنيانوس للمحاماة).
حائز عددًا وافرًا من الأوسمة والميداليات والدروع وشهادات التقدير والتنويه المحلية والعربية والدولية، منها:
وسام برازيلي رفيع منحه إياه رئيس الجمهورية البرازيلية سنة 1984:
“Ordre du Mérite Rio Branco”
للخدمات التي قدمها للجالية البرازيلية وللسفارة البرازيلية خلال الحرب في لبنان.
وهو وسام لا يمنح عادة سوى للمواطنين البرازيليين.
وسام النهضة الإفريقي من رتبة كومندور منحه إياه سنة 2000 ، رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى خلال زيارته إلى لبنان.
وسام "المئوية الثالثة لتأسيس مدينة بطرسبورغ" «Tricentenaire de Saint Petersbourg» منحه إياه سنة 2004 ، رئيس الإتحاد الروسي فلاديمير بوتين نظراً إلى الخدمات التي قدّمها لتوطيد علاقات الصداقة بين البلدين.
تلقّى دراسته على مقاعد معهد الرسل في جونيه.
ثم التحق بجامعة القديس يوسف وحاز إجازة في القانون اللبناني عام 1963، ثم تابع تخصصه في فرنسا حائزًا إجازة في القانون الفرنسي من جامعة ليون عام 1963.
هو محام منذ عام 1963 يزاول نشاطه في مكتبه المعروف بـ"مكتب فنيانوس للمحاماة"، وقد تخطى نجاحه الحدود اللبنانية ليمتد عبر الآفاق العربية والعالمية، حيث اعتُمد على استشاراته القانونية في مختلف العواصم العربية والاوروبية والأميركية.
وقد إشترك في مؤتمرات دولية عديدة استقبلتها واشنطن وروما وباريس وجنيف.
طوال نصف قرن حارب الجهل بإعطاء دفع قوي للعلم وحرية الفكر ومواكبة العصر.
نشط منذ فتوته في حقل الثقافة وله اليد الطولى في تأسيس "مجلس كسروان الثقافي" سنة 1965 ، وقد ترأسه مرات عدّة، وفي المساهمة سنة 1983، في إعداد الدراسات والأبحاث حول تاريخ جونيه بالتعاون مع الشيخ منير وهيبه الخازن والمؤرخ الدكتور واكيم بو لحدو ونشرها في كتاب يحمل هذا العنوان.
له أيضًا قيد الطبع كتابان "أحلى الشعـر" و"أدباء وشعراء من كسروان".
كذلك هو صاحب ومدير عام مجلة «البيئة» و«دار كسروان للثقافة والسياحة والتوثيق».
لعب، خلال الحرب، دورًا محوريًا في حماية الفكر وصون الثقافة، لاسيما من خلال عضويته منذ سنة 1973 في «مؤسسة البحوث والدراسات اللبنانية» التي اهتمت بتحضير دراسات شاملة عن الحرب اللبنانية وأسبابها وانعكاساتها على المجتمع اللبناني والإقليمي في جميع النواحي الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية.
في الإطار عينه عمل من أجل إنشاء مجلس أعلى للثقافة ووزارة حديثة للثقافة، وقد قام لهذه الغاية بدراسات معمقة ووضع مشروع قانون شامل حولهما.
هو عضو مؤسس في «المجمع الثقافي العربي» وممثله حالياً لدى الحكومة، وقد شارك في إطاره في مؤتمرات ثقافية عدّة انعقدت في الأردن ومصر وتونس والإمارات العربية والشارقة وسوريا وسواها.
.
.
من طفولة عاشها في احضان خليج جونيه، استمد حنينًا إلى بيئة متكاملة وطبيعة صحّية رافقه طوال مسيرة حياته.
وبحكم إقامته في ساحل كسروان العريق، احتل هذا القضاء موقعًا متميزًا في نشاطه البيئي والاجتماعي والفكري، فواكب كل خطوة تصب في خانة تطوير مدنه وبلداته وإنماء مجتمعها وتحسين ظروف الحياة فيها وبلورة رؤية عصرية للمنظومة الاجتماعية والفكرية والوطنية، فكانت عضويته في «مجلس أمناء جامعة اللويزه» NDU بين العامين 1991 و1995، وإسهاماته في تأسيس «مجلس إنماء كسروان»، ترجمة فعلية لهذا التوجه الذي أنتج نشاطًا ناهضًا وحركة تجديدية أثمرت براعمها على طول مساحة كسروان وعرضها.
نشير في هذا الإطار إلى أن له اليد الطولى في تجهيز رصيف مرفأ جونيه سنة 1976 كي يتمكّن من استقبال بواخر الركاب.
كما أنه بنى من ماله الخاص سنة 1998 كنيسة مار جرجس داخل مزار مار جرجس الباطية التاريخي الكائن عند مدخل مرفأ جونية.
هو ناشط في الشأن البيئي.
حارب التلوث وعارض الفوضى التي تشوه أصالة مدينة جونيه وعراقة محيطها وتراثها،
ناهض العشوائية في معالجة النفايات،
دافع عن فرادة الشاطئ وتصدى لكل تشويه يطال الخليج وجبل حريصا بنوع خاص.
ناضل سنينًا ولا يزال من أجل حماية البيئة اللبنانية ورعاية مكوناتها ومعالجة رواسب التشوهات التي أصابتها.
لقد تعاطى مع الشأن البيئي بجدية والتزام وحقق إنجازات ساهمت في إعادة لبنان إلى موقعه المألوف على المستوى العالمي.
اهتمامه بالبيئة وتكريس الوقت والمال والجهد لإحيائها والإسهام في الحفاظ عليها، دفعاه، مع زملاء له، إلى تأسيس «الإتحاد اللبناني للحفاظ على البيئة» سنة 1977، وقد انتخب رئيسًا له على دورتين، من سنة 1982 لغاية 1984 ومن سنة 1986 لغاية 1988.
كما ترأس اللجنة القانونية في «الندوة اللبنانية للحفاظ على البيئة» وممثلها لدى الحكومة.
من موقعه هذا شارك في مؤتمرات عدة ودورات عديدة تمحورت حول حماية البيئة، استضافت بعضها برلين ونيس وأثينا.
في السياق عينه، صدرت له دراسات ومحاضرات تناولت قوانين البيئة في لبنان والدول العربية وكيفية تطويرها وتطبيقها.
إلى ذلك هو ركن من أركان النشاط الليونزي في لبنان،
انتسب إلى جمعية اندية الليونز منذ نصف قرن، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لنادي «ليونز جونيه» وذلك سنة 1961، وقد تولى رئاسته.
لاحقًا نشط في تأسيس اندية ليونزية عدّة بدءً بنادي «ليونز الكسليك» سنة 1988 ثم كرت السبحة فأخذت الاندية الليونزية تبصر النور على يديه في مختلف المناطق اللبنانية.
انتخب سنة 1987 حاكمًا لأندية «الليونز» في لبنان والأردن، وكان قد كُلّف سابقًا بمهام الحاكمية على اثر خطف حاكم الليونز سنة 1986، حيث أجمع المسؤولون على اختياره لهذه المهمة كونه قادرًا على التجول في كل المناطق اللبنانية وعبور الحواجز كافة لما يمتلك من شخصية جامعة محترمة من الجميع ومن علاقات صداقة مع جميع الأفرقاء.
إشترك في عدّة مؤتمرات دوليّة، أهمّها مؤتمر الليونز الدولي في تايوان سنة 1987 ، حيث كانت له مداخلة خاصة عن لبنان، ومؤتمر دانفر – كولورادو، وسواها من المؤتمرات الليونزية والعربية والأوروبية والدولية.
اختار في مدة حاكميته مجلس حاكم ، وخاصة نواب حاكم ورؤساء الأقاليم، من الشخصيات الليونزية الفاعلة، فأصبح أكثرهم بالتوالي حكّام للمنطقة 351 لبنان والأردن.
يشغل حالياً مركز رئيس لجنة الشرف في جمعية أندية الليونز الدولية - المنطقة 351 التي تشمل لبنان والأردن والعراق.
من خلال حاكميته في أندية الليونز قام بنشاطات وإنجازات أهمها:
بتاريخ 28/2/1987، صدر قرار عن وكيل الحاكم الليون كميل فنيانوس بتعيين لجنة فرعية تدعى "لجنة البيت الليونزي" تعمل تحت إشراف الحاكم، وتمّ تأليف هيئة تنفيذية للإشراف على مشروع بيت الليونز، وهيئة مالية مؤلفة من أمناء صندوق كافة أندية الليونز والليونس والليو في المنطقة 351، بالإضافة لهيئة تنظيمية للمشروع.
وضعت اللجنة هيكليّة مشروع بيت الليونز باعتباره مركز انساني واجتماعي، وتمّت الموافقة على الخرائط الأولية، لتركيزها على أرض مقدّمة من الدولة اللبنانيّة.
اختار الحاكم الليون كميل فنيانوس شعاراً لسنته الليونية (1987-1988) "التراث والتقدّم من أجل السلام" ، فوضع برنامجاً تراثياً تقوم بتنفيذه "لجنة التراث" ، فتقرر إحياء حفلات فنيّة، ومعرض تراثي كبير يضمّ جناحاً لدور النشر، وجناحاً للحرفيين، وجناحاً للأدوات التراثية، وجناحاً للرسم والنحت، مع عروض فنية وأخرى للأزياء، وتنظيم حفلات وندوات فكرية أو زجلية، وزيارة أماكن أثرية، إضافة إلى مشاركة فرق فولكلورية وموسيقية.
وقد نظّمت لجنة التراث "مهرجان التراث اللبناني" في منتجع البورتميليو الذي لاقى نجاحاً كبيراً.
بتاريخ 21/11/1987 ، أعلن الحاكم فنيانوس إنشاء مؤسسة "مديكو لبنان 351 "، التي تهدف إلى مساعدة اللبنانيين المحتاجين في مختلف الميادين "الصحية والطبية" على أنواعها عبر المساعدات العينية المقدّمة إليها من الليونز ومن مختلف الهيئات الإنسانية وطنية كانت أم أجنبية.
بتاريخ 30/1/1988 ، عقد الإجتماع التأسيسي لمديكو ليبان 351 في البورتميليو – الكسليك حيث تمّ تشكيل هيئة تنفيذيّة حسب برنامج عمل مدعوم من جميع الليونز ، برئاسة الليون الدكتور ماريو عون (وزير الشؤون الإجتماعيّة بعدئذٍ) يكون فيها كلّ رؤساء اللجان الصحية في الأندية أعضاء حتميين.
بتاريخ 8 و 9 و 10 نيسان 1988 ، افتتح المؤتمر الإقليمي العشرين لأندية الليونز في لبنان والأردن في قاعة احتفالات كازينو لبنان بحضور فخامة الرئيس شارل الحلو وضيوف من جميع الدول العربية وشخصيات ليونزية عالمية رفيعة المستوى.
عضو مؤسس لنادي ليونز جونيه سنة 1961، الذي أسّس سنة 1976 «مجلس أنماء كسروان»، هدفه العمل في المجال الإنمائي والإجتماعي في منطقة كسروان-الفتوح.
أسس سنة 1988 نادي ليونز جونية - الكسليك، وهو نادي مميز، وعراب أندية عدّة في المنطقة.
في 21 حزيران 1988 ، وضع المحامي كميل فنيانوس دراسة حول الليونزيّة الدولية وطلب من أندية المنطقة تبنّي هذه الدراسة لتنظيم توسّع الأندية وللمحافظة على النوعية في العضوية.
في آب 1994 ، كرّم نادي ليونز جونية - الكسليك برئاسة الحاكم فنيانوس شخصيات لبنانية وقدم لهم جائزة الليونز للثقافة.
في 31 آذار 1997، منح النادي جائزة الليونز للسلام لمؤسسة الجيش اللبناني، بمناسبة يوم السلام العالمي وذلك في احتفال مهيب كان ضيف الشرف فيه دولة الرئيس الأستاذ نبيه برّي، رئيس مجلس النواب اللبناني.
في المرحلة الثانية من حياته احتلت القارة الإفريقية الصدارة، حيث جذبت مصداقيته ونفسه المترفعة وسعة اطلاعه وشخصيته المسؤولة أنظار القادة في جمهورية إفريقيا الوسطى، في زمن
أرادوا فيه أن يكون لهم في لبنان سفارة توطد العلاقة بين الدولتين وتؤسس لروابط متينة بين الشعبين.
فاختاروه قنصلاً فخريًا واسع الصلاحيات.
من موقعه المتقدّم هذا، واكب الجالية اللبنانية في تلك البلاد السوداء، فعزز موقعها ونظم صفوفها وعايشها في حركتها الصاعدة حيث على يديه نمت وازدهرت وباتت تحتل موقعها المميز في اقتصاد جمهورية إفريقيا الوسطى ووجدان شعبها.
كما في إفريقيا كذلك في لبنان، تعاطى مع الجالية الإفريقية كالأب المحب والحكيم، دافع عنها ورافقها في رحلة عبورها في نفق الحرب اللبنانية، مدافعًا عن حقوقها وساهرًا على مصالحها بأمانة ودون أن يكلّف جمهورية إفريقيا الوسطى شيئًا، ومرسّخًا لعلاقة الأخوة بين الأفارقة واللبنانيين فنال ثقتهم.
حكمة القائد وديناميكية المسؤول، عاملان بارزان في شخصيته جعلاه يحظى باحترام مزدوج إن من جهة المسؤولين الأفارقة أو من جهة اللبنانيين، فاعتُمِدَ عليه في مختلف المسائل والشؤون واستحق عن جدارة أن يمثل وطنه لبنان أشرف تمثيل وأن يكون للشعب الإفريقي خير صديق وممثل وقنصل.
فكرة ربط لبنان بأبنائه المنتشرين أخذت حيزًا كبيرًا في فكره ونشاطه وعمله اليومي.
وبصفته محاميًا أولاً وقنصلاً فخريًا لجمهورية أفريقيا الوسطى في لبنان مع أوسع الصلاحيات ثانيًا تمكن من حل مشاكل عديدة كانت مستعصية.
من موقعه القنصلي، عين في الوفد الرسمي لجمهورية أفريقيا الوسطى إلى دولة الكويت في صيف 1995 حيث شارك في مفاوضات هامة مع سمو الأمير والحكومة الكويتية.
دوليًا، أيضًا، انتخب رئيسًا لجمعية «الصداقة اللبنانية البرازيلية»، وعمل في سبيل تنشيط العلاقات بين الشعبين وتوطيد الروابط بشكل خاص بين المغتربين أبناء البرازيل ذوي الجذور اللبنانية وبين لبنان وذلك بالتنسيق مع الجمعيات والأندية اللبنانية والبرازيلية الموزعة على أكثر من مئة مدينة في البرازيل.
كذلك إنتخب سنة 1989 رئيساً «لتجمع رجال الأعمال اللبنانيين - الروس» وعُيّن مستشارًا قانونيًا للسفارة الروسية في بيروت ولشركات عالمية دخلت الى السوق السوفياتي سابقًا والروسي لاحقًا.
ولا يزال إلى اليوم يحتفظ بعلاقات عمل وتعاون وطيدة مع روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وأوزباكستان وبلاد البلطيق، وهو يحمل وأفراد عائلته الجنسية الروسية بموجب مرسوم خاص صادر عن رئيس دولة إتحاد روسيا فلاديمير بوتين.
يرؤس حالياً المنتدى اللبناني-الروسي Lebanese-Russian Forum الذي يضمّ شخصيات لبنانية وروسية، ومن أهدافه تنسيق الجهود لتنمية التعاون الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتجاري مع شعب الاتحاد الروسي وشعوب رابطة الدول المستقلة وسواها من البلدان التي لها علاقة بالثقافة والحضارة الروسية، وذلك عن طريق اللقاءات والمحاضرات والندوات والمعارض وتبادل الزيارات والتوأمة مع المدن اللبنانية والنشاطات الاعلامية والتجارية والثقافية والعلمية والتربوية والتنسيق مع المهن الحرّة على أنواعها وإصدار النشرات والجرائد والمجلات وغيرها من الأنشطة المماثلة الآيلة الى تحقيق هذه الغاية.
لقد حقق المحامي الحاكم كميل فنيانوس نجاحات وطنية باهرة، وبذل جهودًا جبارة من أجل تحصين المجتمع ورعايته في زمن الحرب الهادرة ومرحلة الانحدار العصيبة.
تغلّف شخصيته، ذات النشاط الصاخب والحركة المتواصلة، دماثة تتغلغل إلى محدّثه تاركة أثرًا جميلاً فيه.
دخل القرن الحادي والعشرين مالئًا بحضوره زوايا ضيقة في المجتمع اللبناني، كانت مهملة ومنسية، لا بل غير معروفة.
إعداد: أنطوان فضّول