نسيب جاك شديد

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى المحامي د. نـسيـب شـديـد.
محامٍ ورئيس سابق لبلدية إدّه - قضاء البترون.
من مواليد إدّه – البترون في العام 1956.
ينتمي إلى عائلة تعاطت الشأن العام منذ سنين مديدة.
جدّه لوالده كان موظّفًا في الدولة العثمانية على عهد المتصرفية، ترجمانًا لدى المتصرّفين.
ووالده، جاك شديد، محام، ترشّح إلى الانتخابات النيابية عام 1960 وكان عضوًا في المكتب السياسي الكتائبي.
أما والدته، الأميرة إيلين أبي اللمع، فتنتسب إلى أمراء أبي اللمع وهي حفيدة الأمير حيدر، قائمقام النصارى من العام 1845 حتى العام 1854 تاريخ وفاته في بكفيا.
تلقى دروسه في مدرسة سيدة الجمهور.
وعلى مقاعد الجامعة اليسوعية درس الحقوق.
وحاز الإجازة في العام 1980 وانتسب إلى جدول نقابة المحامين.
تدرّج محاميًا في مكتب الأستاذ خليل أبو حمد وزير الخارجية اللبناني الأسبق.
وهو حاليًا أحد الشركاء في المكتب المذكور.
يتقن إضافة إلى العربية اللغتين الفرنسية والإنكليزية.
في العام 1980، غادر لبنان متوجّهًا إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أمضى سنة كاملة في نيويورك متعمّقًا في دراسة الحقوق ومتتلمذًا على يد كبار رجالات الفكر والسياسة والحقوق في تلك البلاد، في مكتب روتجرز أند ويلز الذي يرأسه وزير الخارجية في عهد الرئيس نيكسون "ويليام روتجرز".
تزامن وجوده في نيويورك، عاصمة العالم السياسية، في تلك السنة المحورية، مع بدء التحولات الدولية الكبرى التي ظهرت في الربع الأخير من القرن العشرين، الأمر الذي ساعده في استشراف التطورات الاقتصادية والسياسية والعلمية التي يتهيأ العالم للغوص فيها.
بعد عودته إلى لبنان، كانت الحرب قد تسارعت وتيرتها، والأزمات طاولت كل القطاعات، لم يتأخّر في تقديم الدعم والتشجيع للجمعيات الأهلية التي كرّست مواردها وبرامجها للتخفيف عن كاهل المتألمين والفقراء والمهجرين وضحايا المعارك.
هو من مؤسسي جمعية "آرك أون سييل" الإنسانية التي تعنى بالمعوقين وتساهم في عملية دمجهم داخل المجتمع.
كذلك كان ناشطًا ومن ثم داعمًا لجمعية "فرح العطاء" التي أخذت على عاتقها التخفيف عن كاهل المتضررين من الأحداث الدامية واهتمت بالسجناء وعملت في سبيل إعادة اللحمة إلى صفوف اللبنانيين في مختلف مناطقهم وطوائفهم.
في العام 1998 انتخب رئيسًا لبلدية إدّه – البترون للمرّة الأولى.
يعود له الفضل في زرع بذور العمل المؤسساتي داخل العمل البلدي في إدّه وإرسائه على قواعد حديثة وعصرية.
في زيارة إلى البيت البلدي نلاحظ التجهيزات العصرية والمكننة.
وهو يسعى حاليًا إلى تشكيل مكتب للشرطة البلدية ولجهازها الأمني والخدماتي.
يدعم كل برنامج من شأنه حماية المساحة الخضراء وزيادتها والتشدد في احترام البيئة والجمال والمصلحة العامة.
وقد احتلّت حماية البيئة موقعًا أساسيًا في برنامج البلدية في عهدها المتجدد كما في عهدها السابق.
تمكّن من التغلّب على حالة الإهمال التي تعيشها البلدة رغم قلّة مواردها.
قام بتأهيل طرقاتها ورتبها ورصف الأرصفة وأضاءها.
بنى حيطان دعم على طول الطرقات ولاحق موضوع البنى التحتية.
حفر بئرًا ارتوازيًا يسمح بتأمين المياه النظيفة للبلدة، على أن تعمد الوزارة إلى تجهيزه بوقت لاحق.
استقدم مولدًا كهربائيًا لتوليد الطاقة وتغذية البلدة بها طوال فترات التقنين.
أسس مكتبة عامة جمع فيها نخبة من الكتب وفتح أبوابها أمام الطلاب ورواد المطالعة.
نظّم احتفالاً سنويًا كرّم فيه الناجحين في الامتحانات الرسمية وفي الجامعات.
كما خصص الأطفال ببرنامج ترفيهي سنوي بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
يبدو الإنسجام واضحًا في المشهدية الجمالية التي تتألّق بها اليوم بلدة إدّه ترجمة للمشروع الإنمائي الذي أطلقه منذ اليوم الأول لتبوئه رئاسة المجلس البلدي.
تخليدًا لشهداء البلدة وموقعهم في وجدان أبنائها وفي مسعى لتكريم عطاءاتهم، كرّس المجلس البلدي برئاسته يومًا كاملاً لهم يتخلله احتفال بالذبيحة الإلهية.
جدد أبناء بلدة إده ثقتهم به في العام 2004 فانتخبوه للمرّة الثانية رئيسًا لبلديتهم.
نتائج انتخابات العام 2004 أظهرت مدى شعبيته وكثافة المؤيدين والداعمين للنهج الذي سار عليه طوال مدّة ولايته الأولى وللمشاريع والأفكار والخطط التي رسمها والتي سعى وما يزال لتطبيقها وتفعيلها في بلدته.
في هذه الأجواء يتحضّر من موقعه كرئيس للبلدية ورغم كل ما عاناه لبنان في هذه المرحلة من مصائب وأزمات وتداعيات طاولت كل الميادين والقطاعات، كي ينتقل ببلدته إلى المستقبل وفي حوزته الكثير من المشاريع والتحضيرات التي إن قدّر لها أن تنجز ستحوّل بلدة إدّه إلى مساحة تعمر بالخير والنشاط وإلى واحة مشرقة في وطن تتلبد أجواؤه يومًا بعد يوم.
عندما واجهت محطّة "المنار" اللبنانية التلفزيونية الناطقة باسم حزب الله، موضوع منع بثّها على الفضائية الأوروبية، تولّى المحامي شديد متابعة هذه القضية والدفاع عن المحطّة اللبنانية بالتعاون مع محام فرنسي تسلّم الدعوى أمام السلطات القضائية الفرنسية.
يذكر أن بعض المنظمات اليهودية الفرنسية كانت طلبت إقفال المحطة وقد وافق المجلس الأعلى للإعلام في فرنسا على هذا الطلب وأقام دعوى أمام مجلس الشورى لوقف بث "المنار" على القمر الصناعي الأوروبي.
لكن القاضي الفرنسي لم يوافق في البداية على طلب وقف البث.
إلا أن الجمعيات اليهودية واصلت حملتها إلى أن تبنّى المجلس الأعلى للإعلام قرارًا بإيقاف البث.
عادت "المنار" وتقدّمت بمراجعة أمام مجلس الشورى الفرنسي لإلغاء هذا القرار المجحف بحقّها.
بالنسبة للمحامي نسيب شديد، السياحة تبقى رئة لبنان التقليدية ومخزونه الاقتصادي.
إنطلاقًا من هذه القناعة الراسخة، تولّى المحامي الإشراف قانونيًا على مشروع "صنين زينة لبنان"، علمًا أنّه أحد أبرز الناشطين من أجل إطلاقه وتنفيذه والسهر عليه.
يذكر ان مشروع "صنين زينة لبنان" هو المشروع السياحي الأهم الذي ينفّذ في لبنان، على مدى كل الحقبات التاريخية، إن من حيث المساحة أو الرأسمال الموظف فيه أو من حيث فرص العمل التي سيوفرها وهي تتجاوز الـ12000 وظيفة في مختلف الاختصاصات والقطاعات.
يمتد هذا المشروع الضخم على مساحة 72 مليون متر مربع، على جبل صنين، ناحية البقاع، وتستملكه الشركة اللبنانية "السلام للتطوير العقاري".
للمحامي نسيب شديد فلسفة خاصة بالحياة ، كان لها أثرها العميق في نفوس كل من رافقه وتعرّف إليه.
في طبعه الهادئ وتواضعه العميق تفهم مدى قلّة اكتراثه بالشعارات وضجيج الإعلام وكثرة الكلام.
يعتبر أن الإنسان الحر هو من يعرف كيف يقرأ جيدًا كل ما يجري حوله ولا ينجرف أو ينحرف، بل يتمسّك بالحقيقة ويبحث عنها في أدق التفاصيل.
بالنسبة له الديمقراطية تبقى الهدف الأسمى لكل رقي سياسي، ولبنان يتقدّم على كل البلاد العربية في هذا المجال، فهو ذو خبرة ديمقراطية مهمة وشعبه يمتلك الحس الديمقراطي وقد تربّى على المفاهيم الديمقراطية منذ عهد الاستقلال .
يبقى على تواصل دائم مع كل تطور يشهده علم القانون في العالم.
وهو ينشط في حقل الدفاع عن البيئة اللبنانية.
يحث على معالجة تلوّث المياه ومشاكل الصرف الصحي والنفايات والتصدّي لظاهرة التصحّر في العديد من المناطق.
يحذّر من تفاقم البطالة ويلفت إلى ارتفاع نسبة الهجرة لاسيما ما يصطلح تسميته بهجرة الأدمغة.
تحتل العائلة في فلسفته الاجتماعية موقعًا محوريًا نحو استقرار المجتمع ونموه الطبيعي وتطوره.
إذ يعتبرها ركنًا أساسيًا في عملية إنقاذ الشاب اللبناني من ضياعه وإحباطه ويدعو إلى ضرورة التعاطي مع الجيل الجديد بأسلوب يختلف عما اعتادت عليه الأجيال الماضية.
(إعداد أنطوان فضّول)