جوزف رحمة

في إطار برنامج "أعلام من بلاد الأرز"، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الدكتور المهندس جوزف رحمة الخبير في التنمية الإدارية والتطوير التكنولوجي، رئيس طاولة المجتمع المدني والعضو في مجلس إدارة "المركز اللبناني للتخطيط الاستراتيجي". حائز الجائزة العالمية الأولى في هندسة المعلوماتية خلال المؤتمر الدولي للهندسة للعام 2015.
باحث علمي متمرس، ناشط إصلاحي مستقل، وطني ملتزم إلى حدود التطرّف بلبنانيته، يؤمن بدولة إنسانية سيادية حيادية لامركزية رقمية.
أبصر النور في جبيل، المدينة الأم للحضارة والفكر الحر. فنشأ مستلهمًا من موقعها وروحيتها ومن تربية أهله نزعة الإنتماء إلى أرض جذورها ضاربة في التاريخ وفي عمق الإنسانية.
متأهل من الدكتورة ماري جوزي البواري ولهما ثلاثة أولاد.
مسيرته العلمية توّجها بدبلوم في هندسة المعلوماتية والإتصالات من جامعة الروح القدس في الكسليك، واستتبعها بدرجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف العليا، في مجال التنمية الإدارية والتطوير التكنولوجي، من جامعة بوردو في فرنسا.
شخصيته المميزة، وسعة اطلاعه، وخبرته في القضايا الدولية وثقافته المنفتحة على الحضارات، دفعت بالكثير من المرجعيات والجمعيات ذات الشخصيّة الدولية الى الإعتماد على روحية عمله.
إلى عضويته في نقابة المهندسين في بيروت، أثبت حضورًا واعدًا في القطاع الأكاديمي وقد لامس بنشاطه على هذا المستوى حدود العالمية، فهو أستاذ وباحث في "الجامعة الأميركية" في بيروت وأستاذ محاضر في "جامعة الروح القدس" في الكسليك، وأستاذ زائر في "جامعة مين" في باريس. كما أنّه مستشار لمنظمات محلية ودوليّة عدّة، وقد قام باستشارات تقنية مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية - USAID. كذلك هو باحث علمي بالشراكة مع "الوكالة العالمية للفضاء - ناسا"، خلال السنتين 2021 و2021، وهو ناقد علمي في الصحيفتين العالميتين:
EIS و MSI.
هو رجل علم، ناشط في أدقّ القطاعات والحقول العلمية المعاصرة. وهو واسع الاطلاع على هذا المستوى، وقد أصدر منشورات علمية عدّة، في مجلات ومؤتمرات دوليّة استضافتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وقبرص وسواها من الدول...
صحيح أنه لم ينخرط في صفوف أي حزب سياسي، إلا أن نشاطه الوطني والإنساني تجلّى في مساهماته الفاعلة في تفعيل الواقع العام والسير به نحو مسار إصلاحي، واقعي، هادف. كلّها أولويات ساعدته على الإنخراط في الشأن العام، وفي دعم الجمعيات ذات التوجّه الوطني الجامع. إنخرط في النّضال الوطني واستشرف رؤية وطنية سرعان ما أخذت تتبلور سنة بعد سنة، وتلازمه في مختلف المراحل التي قطعها، والظروف التي عاشها، والمواقع التي شغلها، والمسؤوليات التي أسندت اليه.
مسيرته جمعت بين العمل من أجل مستقبل مزدهر ووطن متماسك ومجتمع راق وإنسان مطمئن، وبين اجتهادات شخصية ومثابرة على بذل الجهود الكبيرة في سبيل نجاحات على المستوى الشخصي والعائلي والمجتمعي والوطني. وهو مناضل مثابر ومبادر في ميادين المجتمع والقضايا الوطنية والانسانية.
إنّ التمسك بالهوية اللبنانية قناعة ثابتة في فكره المتحرر، وبارزة الحضور في أدائه.
لم يكن أداؤه الاجتماعي أقل إشراقًا من حضوره العلمي، بل على العكس تَشعّب هو الآخر ليغطي مختلف نواحي الحياة الوطنية.
كان ولا يزال دافعه في السياسة الدفع بالمجتمع اللبناني الى سبيل النهضة حضاريًا وعلميًا وإنسانيًا وأخلاقيًا كي يستعيد لبنان دوره الرائد كمنارة للحرية ومنبرًا للكلمة ومشعلاً للمحبة وحقوق الانسان.
ليست السياسة عالمًا غريبًا عن مسيرته، فهو مناضل يكافح من أجل إحداث تغيير في الواقع نحو حالة ثابتة من الإستقرار والعصرنة، وهو يتمتع برؤية ثاقبة. ويغلب في آرائه المنطق والعلم مخاطبًا اللبنانيين جميعًا بأفكاره المتطرفة لبنانيًا والإصلاحية في جوهرها.
هو المواطن الصلب وهو المؤمن بالإنسان اللبناني الدولي المعتصم بالحكمة، صاحب الدور الرائد في الحوار الإسلامي المسيحي، وفي تلاقي الشرق والغرب.
وطني في الصميم يخشى على بلاده خشيته على عائلته. يعيش هاجس وحدة الشعب والأرض. من هنا كانت ملفتة تلك المبادرات التي تحرك في إطارها والمتحررة من قيود الطائفية والمناطقية والتخلف والتقوقع والعبودية الزعيمية. ولا عجب في ذلك فهو مترسّل لخدمة الأمة اللبنانية والمواطن اللبناني. وهي نفحة طوباوية ميزت تعاطيه مع هذا الشأن.
يبقى أنه داعية وحدة وطنية بين اللبنانيين الشرفاء. حضور أمثاله في عمق الحياة اللبنانية يطفي عليها هالة من الواقعية والثبات، في وقت تعصف الأعاصير من كل حدب وصوب.
(إعداد: أنطوان فضّول)