علي سعد
تحية شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الدكتور علي سعد
ولد في برجا، الشوف، في السنة 1964، في بيئة تعتز بتراثها التليد وخصوصيتها الفريدة.
والده سمير عبد السلام سعد، والدته عائدة عبد الرازق سعد.
متأهل من هدى ابراهيم أحمد دمج، ولهما ستة أولاد.
تلقى تعليمه الإبتدائي والمتوسط والثانوي في مسقط رأسه. أما تحصيله الجامعي فأنجزه في فرنسا، حائزًا بداية، من جامعة سانت اتيان، البكلوريوس في الإلكترونيات، في السنة 1989، أتبعها بشهادة الماجستير في الصور الرقمية من جامعة رين في السنة 1991. ومن جامعة نانت، نال الماجستير في تحليل الإشارات والالكترونيات الدقيقة في 1993، والدكتوراه مع مرتبة الشرف العليا في معالجة وتحليل الصور الرقمية - تطبيق على صور الأقمار الصناعية، في 1996.
لم يجد أفضل من عالم التكنولوجيا يتخصص فيه ويبني عليه مداميك مستقبله المهني، إذ رأى فيه القطاع الأكثر حيوية في القرن الحادي والعشرين.
هو أشبه بحالة تراكمية من المعرفة والخبرة والمقدرة، تتقاطع ومستلزمات التطور السريع الذي عاشه المجتمع الإنساني المعاصر.
استغل وجوده في قلب العالم الأوروبي ليغرف من ثقافات ومعارف وتحولات دولية أحاطت بالربع الأخير من القرن العشرين وبدايات الحادي والعشرين. فاستشرف التطورات الاقتصادية والسياسية والعلمية التي يتهيأ العالم للغوص فيها.
تخطّت شهرته المدى اللبناني بمشاركات فاعلة في مؤتمرات دولية تمحورت حول التكنولوجيا المعاصرة، وسار اسمه بمحاذاة كبار الباحثين العالميين.
أكاديميًا، برز كأستاذ جامعي وشغل مراكز إدارية عدّة في عددٍ من الجامعات الكبرى في فرنسا والولايات المتّحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية.
في العامين 1991 و1992، درّس مادتي الإلكترونيات والحاسب الآلي في ثانوية كولبير في مدينة رين – فرنسا.
في السنة 1990، ولستة أشهر، مشروع تخرج الماجستير، في مركز أبحاث البريد الفرنسي في مدينة نانت – الموضوع: كتابة برنامج للقراءة الآلية للشيك البنكي لغة س.
في السنة 1989، ولستة أشهر، مشروع تخرج البكلوريوس في شركة سركاوا في ليون فرنسا -الموضوع: كتابة برنامج معالجة اّلية لرواتب الموظفين لغة س.
من السنة 1996 حتى 2000، أشرف على أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة بيلور للطب في المركز الأمريكي للتصوير الثلاثي الأبعاد للأجسام المجهرية كالفيروسات – هيوستن تكساس في امريكا .
منذ العام 2001 حتى 2008، أستاذ مساعد في جامعة الملك سعود – كلية العلوم الطبية التطبيقية، وأستاذ مشارك في جامعة الملك سعود منذ 2009،
هو اليوم أستاذ مشارك في قسم التكنولوجيا الطبية في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية.
سبق أن اعتُمدَ من السنة 2000 حتى 2008، أستاذًا مساعدًا في قسم التكنولوجيا الطبية في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك سعود.
كذلك عمل في مركز الأبحاث في كلية بيلور للطب، لمدة أربع سنوات في مجال تكوين الصور الثلاثية الأبعاد للجزيئات البيولوجية- النانو تكنولوجيا-ضمن برنامج تبادل الخبرات الفرنسية-الأمريكية –في هيوستن تكساس- الولايات المتحدة.
يتعاطى معه المجتمع السعودي باحترام كلّي، وبادله التضحيات بتقدير، لاسيما وأنّه يمتلك رؤية تجديدية تعكس مستوى فكريًا أصيلاً، على درجة عالية من الوعي والتجرد.
سلك طريق النهضة الفكرية فكان أحد روادها التجديديين. آمن بالنضال عبر القلم والفكر لإعادة رونق الحضارة العربية والإسهام في إحيائها، بعد مرحلة انحدار دخلتها.
من هنا محورية شخصه ليس فقط في إطارها اللبناني بل في بعدها العربي أيضًا. سيما وأن اسمه اقترن بالحركة الإصلاحية والنهضوية بعد أن تجلّت إحياءً للثقافة القومية، من خلال عضويته في المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا منذ 14 ابريل 2004، وفي الجمعية السعودية للتصوير الطبي منذ 18 فبراير 2004، وفي جمعية الحاسبات السعودية. كما لها أبعادها الدولية في إطار نشاطه في الجمعية الأمريكية لتطوير العلوم منذ السنة 2006.
عمل مستشارًا لعددٍ من المؤسسات الإقليمية والمنظّمات العالمية، وفي جعبته أبحاث ودراسات وتقارير وإحصاءات ووثائق تحاكي روح العصر ورؤاه.
لم يقتصر عمله الأكاديمي على التدريس فحسب بل تعدّاها إلى تحديث المناهج التعليمية الجامعية وتطويرها، فهو بعمله البحثي ركن من أركان النهوض الجامعي ساهم بغزارة أفكاره وسعة اطلاعه وخبرته في تطوير مناهج التدريس وتطعيم البرامج الأكاديمية بروح العصر ومفاهيم البحث العلمي الحديث.
طوال أربعة عقود، واكب التطورات التي عرفها الاقتصاد اللبناني، فتولّدت لديه رؤية إصلاحية شاملة وعصرية.
لقد حاز عددًا كبيرًا من الجوائز العالميّة والمنح البحثية وشهادات التقدير التي استحقها، ومن ضمنها: منحة أمريكية للتبادل العلمي الفرنسي الأمريكي، من 1996 الى 1999، ومنحة بحثية من المؤسسة الأمريكية للصحة (باحث رئيس) للسنتين 1999 – 2000، ومنحة بحثية من المؤسسة العربية للعلوم والتقنية (باحث مساعد)، 2008 -2009، بالإضافة إلى شهادة تقدير من جمعية “هو اذ هو” الأمريكية للطب والرعاية الصحية في 2005، وشهادة تقدير من جامعة كامبريدج التي سجّلت اسمه في كتابها الأزرق في العام 2006.
كذلك حاز شهادة تقدير من المؤسسة الأمريكية للبيوغرافيا، في 2006.
له العديد من الأبحاث المنشورة، وكتاب في معالجة الصور الطبية، قيد الطبع.
يُعرف بسعة اطلاعه ومتابعته كل جديد على مستوى العلم والتكنولوجيا. لعل زياراته المتواصلة إلى عدد من العواصم الأوروبية أكسبته إدراكًا ومعرفة في الأساليب العصرية التي تنتهجها هذه الدول المتقدّمة من أجل تطوير نظم الحياة في مجتمعاتها.
كل هذه المشاهدات والاختبارات حملها إلى لبنان وراح يعممها على المجتمع اللبناني.
أما خبراته في برمجة واستخدام الحاسب الآلي فتشمل، 7 سنوات خبرة في استخدام اليونيكس و10 سنوات خبرة في كتابة برامج بلغة ”- “C وسبع سنوات خبرة في استخدام ” ++C ” بالإضافة إلى خبرات في برمجة ال Java-Html –SQL -68000-80×86 Assembly languages ، وفي استخدام وإضافة برامج متعددة منها:
Matlab-Khoros- Labview- Imagic5- Adoculos- Eman
معظم هذه البرامج متخصصة في معالجة الصور الرقمية وتكوين مجسمات ثلاثية الأبعاد -تصميم مواقع انترنت باستخدام Microsoft SharePoint system 2007
يبقى له أثر كبير في تجديد المناهج وتطوير الأساليب التعليمية وتفعيل دور الجامعة وموقعها في المجتمعات العربية.
عمل من مواقعه الأكاديمية من أجل التنمية العلمية والمساهمة في النهوض نحو الحداثة ومواكبة التكنولوجيا الرقمية، راصدًا كل جديد أنجبه العلم المعاصر، عاملاً في إدخاله في كافة القطاعات الإقتصادية في لبنان والمملكة العربية السعودية.
إلى جانب تبحّره بالتكنولوجيا والعلوم، تحلى بنزعة إنسانية استوحى مرتكزاتها من تزاوج حضاري وتكامل في المفاهيم النهضوية والتحررية، كما نشأ على حس وطني إستمد جذوره من أصالة لبنانية متجذرة.
لم يرفع الدكتور علي سعد اسم لبنان عاليًا فحسب، بل استحق أن يكون لشبابه خير مثال للمواطن المقدام، المتزّن والصبور، الملتزم بحقوق الإنسان، الواسع الثقافة والمعتمد على علمه وخبرته محليًا وعربيًا ودوليًا.
ساعد وجوده في المملكة العربية السعودية على تفعيل إسهاماته في النهوض بالواقع الإسلامي والولوج به إلى القرن الحادي والعشرين، أعمق تجذّرًا وأكثر انفتاحًا على العصر وأشد صلابة بوجه ما يواجهه من استحقاقات وتحولات تحدّ من رسالة الإسلام السمحاء ودوره في خدمة الشعوب والأمم والحضارات.
إعداد: أنطوان فضّول.