أياد عبد الله

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى فضيلة الشيخ أياد عبد الله

رجل دين متنور، رب عائلة ووالد لثلاثة أولاد.
توزّع تحصيله الجامعي بين دار الفتوى في بيروت حيث درس الشريعة وبين الجامعة اللبنانية حائزًا الإجازة في الأدب العربي.
نبغ في الفقه، ونال احترام العلماء وتقديرهم، وصار موضع ثقة لديهم، وقد حصد تنويهات عدة وإشادات بمزاياه الخلقية والعلمية.
أسندت إليه مهمة الإمامة في مسجد شحيم، فباشر نشاطه في نشر الدعوة والتبليغ الديني.
في مطالع حياته العملية كانت له تجربة رائدة على مستوى التربية والتعليم، حيث علّم مادة الدين والخطابة ودرّس اللغة والأدب في مدارس المنطقة.
والشيخ أياد عبد الله غني المعرفة. في خطبه فيض من روح إسلامية وعلامات تجديدية وفكر متحرر إلا من الحقيقة العلمية والواقعية الموضوعية. أسهم في إحياء روح النهضة ومكافحة التخلف والرجعية وترسيخ المبادئ والقيم في المجتمع.
هو المؤمن غير المتزمّت والمفكّر المعتصم بالحكمة، وصاحب الدور الرائد في الحوار الاسلامي المسيحي، يشارك في العديد المؤتمرات وفي البرامج الحوارية عبر شاشات التلفزة حيث يحاور بخبرته وحكمته وفكره المتنوّر ومعارفه الدينية والإنسانية. فتراه نجمها وقطبها.
في كل المراحل التي عاشها لبنان في هذين العقدين الأولين من القرن الحادي العشرين، والشيخ أياد عبد الله جزء لا يتجزأ من الحالة السنّية المصرّة على النهوض والإنفتاح على العائلات الروحية اللبنانية دون تمييز.
على هذا المستوى، حياته حركة عطاء لا تهدأ شبيهة بحركة موج البحر في ثباتها وحيويتها وتنوعها وتمددها وجديتها، وهو ما تعكسه تلك المبادرات الوطنية التي تبنّاها. بدءً بتأسيسه الجمعية الإجتماعية في شحيم، والكشاف المسلم في جبل لبنان في العام 1990، مرورًا بعضويته في المجلس البلدي في شحيم في العام 1998 حين حصد أعلى نسبة من أصوات الناخبين، وخوضه تجربة الإنتخابات النيابية في العام 2009، وصولاً إلى مشاركته في تأسيس اللقاء الروحي في العام 2012 مع نخبة من رجال الدين المتنورين المنتمين إلى مختلف المذاهب والطوائف اللبنانية.
سنة بعد سنة، تكوّنت لديه رؤية إنسانية ووطنية زاوجت بين الحداثة والأصالة، بين الانفتاح والتمسّك بالقيم. وما طبع مسيرته بشكل خاص التصاقه بقضايا الناس ومشاكلهم وهمومهم وآمالهم، إلى جانب مقاومته لغة التباعد بين اللبنانيين، ودعوته الدائمة إلى حوار منفتح وعيش مشترك.
هو شخصية فكرية تتخطى حدود طائفتها. من هنا نراه حاضرًا ومشاركًا في الكثير من الخطوات والمؤتمرات التي تُنظّم في إطار المشاركة الفكرية العابرة للأديان.
إلى التقوى والحكمة والانفتاح والتعاطي بإيجابية مع الجميع أيًا يكن مشربهم الديني ومأكلهم الجغرافي وموقعهم الاجتماعي ومنهلهم السياسي وموطنهم الإتني والحضاري، جاءت شمائله العديدة لتضفي على شخصه الوقورِ هالةً، وتفرضُه على الساحة الإسلامية رمزًا من رموز الصدق والشفافية.
نادى الشيخ إياد عبد الله بلبنان الواحد الموحد وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه.
رفض التعصب الديني والإنغلاق والتقوقع، وانفتح على مختلف الطوائف والمذاهب اللبنانية.
أفكاره وشخصيته تكشف ما في داخله من عمق ثقافي وعقل حواري منفتح ومتنوّر.
حارب الجهل، وطرح الإسلام برؤية عصرية ولغة واقعية.
رفع لواء نصرة الفقراء واحتضن قضاياهم. وقد عُرف بنظافة كفّه وبحبّه للناس جميعًا.
جهوده في نشر الدعوة والتبليغ الديني عكست ما يختزنه من علم ومعرفة وتقوى، وما يعيشه من فضيلة ومبادئ إيمانية سامية.
(إعداد: أنطوان فضّول)