وفا صاغية خوري
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحية شكر وتقدير من انطوان فضّول والمنتدى الرقمي اللبناني إلى الحاكمة السابقة وفا صاغية خوري
حاكمة سابقة لأندية ليونز المنطقة 351 لبنان – الأردن – العراق سنة 2011 - 2012.
مواليد فنزويلا. متأهلة من الدكتور بسام الخوري ولهما ثلاثة أولاد: بسام وغايال وغي.
إنطلقت أولى تجاربها في العمل الثقافي من خلال عضويتها في عدد من المنتديات المحلية. مع انضمامها إلى لجنة صديقات جامعة البلمند وإلى المركز المدني، أتى حضورها الفاعل في جمعية «فكر وآفاق» الثقافية وفي تجمّع أم النور، ليعزز هذا المنحى في نشاطها المتشعب الاتجاهات.
لم تحصر حركتها الرائدة في فلك الجمعيات المحلية، بل جاء انتسابها إلى ملتقى المرأة العربية ليظهر بعدًا ترسليًا إقليميًا إلتزمت به بإيحاء من الدور الحضاري الذي لعبته مدينة طرابلس ولا تزال على امتداد التاريخ والجغرافيا العربيين.
هذه الريادة العربية زاوجتها بشخصيتها الجامعة بين أفقين دوليين الفانزوالي من جهة، واللبناني من جهة أخرى. فإذا بتحركها الإقليمي ينحو منحى الانفتاح الحضاري والتمسك بالحقوق والحريات والديمقراطية، وهو ما عكسته أيضًا مسؤولياتها على مستوى الحركة الاجتماعية اللبنانية التي انتخبت نائبا لرئيسها.
أما انتخابها رئيسة لنادي «أنتر أكت روتاري» طرابلس في السنة 1980 – 1981، فقد جعلها على تماس مباشر مع واقع المجتمع اللبناني المرهق بسبب تمدد الحرب لسنوات، وتغلغها في مختلف مفاصله.
و مسيرتها الليونزية فقد انطلقت في السنة 1988 من خلال عضويتها في نادي «ليونز طرابلس سيتدال» حيث أسندت إليها تباعًا مسؤولية أمانة السر، فأمانة المال، قبل أن تنتخب رئيسة للنادي سنة 1999 – 2000، وقد كان لها اليد الطولى في تأسيس أول نادي ليو «ألفا» في المنطقة 351 هو «نادي ليو ألفا وان طرابلس» السنة 1999 – 2000 الذي نال جائزة أفضل نادي ثلاث مرات، وحاز في السنة 2007 – 2008 على خمس جوائز من أصل تسع في المنطقة 351 . وحصلت على جائزة أفضل مرشدة لليو في المنطقة 351 أربع مرات.
قبل ان تنتخب حاكمة، تدرّجت بالمسؤوليات وأوكلت إليها مهمات عديدة على صعيد المنطقة، بدءً برئيسة إقليم ثم رئيسة قطاع ثم مستشارة لشؤون الشباب ولجنة الليو، فرئيسة لجنة تنمية العضوية ومشاركة المرأة لثلاث سنوات، ثم رئيسة لجنة الخدمات للأولاد.
كذلك، شاركت في عضوية لجان المنطقة 351 التالية: الليو – تبادل الشبيبة – مؤتمر المنطقة – لقاء الشباب العربي وغيرها، ولسنوات عدة متتالية.
أطلقت يوم المرأة الليونزي ونظمته، أعدّت برنامج فوروم التوعية لتلامذة المدارس في مختلف المناطق اللبنانية. أطلقت برنامج ليونز كويست في مدارس المنطقة 351 لبنان – الأردن – العراق. وحوّلت قضية الإدمان من محاضرات توعية إلى منهج تربوي متقدم يرتكز على المهارات الحياتية للمراهقين.
إنتخبت في السنة الليونزية 2009 – 2010 نائبًا ثانيًا لحاكم المنطقة وفي السنة 2010 - 2011 نائبًا أول. وحازت بفعل جهودها وتميّزها شهادات تقدير عدة من رؤساء دوليين ومن الحكّام المحليين.
من مواقعها هذه، شاركت في العديد من المؤتمرات الليونزية المحلية والإقليمية والدولية.
قمّة عطاءاتها الليونزية تجلّت في انتخابها حاكمة على المنطقة 351 للسنة 2011 – 2012.
لقد اتخذت شعارًا لها «الآخر» وعنت به العمل مع الآخر لأجل الآخر، ونشطت في أكثر من اتجاه، وأثمرت سنة حاكميتها ربيعًا ليونزيًا طاول مختلف النواحي والقطاعات.
أسست أول نادي ليو للشباب الصم في أندية الليونز على صعيد المنطقة ودوليا.
أدخلت برنامج ليونز كويست كمادة توجيهية تثقيفية في البرامج الدراسية الرسمية. وبالتعاون مع جامعة سيدة اللويزة نظمت يوم الإملاء تحت عنوان «لغتنا... هويتنا».
ساهمت في إطلاق أول طابع بريدي تذكاري عربون تقدير من الحكومة اللبنانية لستين سنة من الخدمة الليونزية في لبنان. أقامت ولأول مرة حملة وطنية محورها: «حب لبنان، إفتخر بعلمه وخلّيه عاقلبك»، ونشرت على امتداد مساحة الوطن مبادرة تعليق شارة العلم اللبناني على صدور أكبر شريحة من المواطنين بدءً برئيس الجمهورية، وذلك تحت عنوان «لبناني» وكحافز لتعزيز روح الانتماء والالتزام الوطني والإعتزاز بلبنان.
وبالإضافة إلى إطلاق برنامج الطاقة المستدامة للجميع بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة وتلفزيون الMTV ، قامت وبما يشبه المعجزة البيئية، بتدشين أول حيد بحري اصطناعي في منطقة العبدة شمال لبنان في 17 حزيران 2012 وهو الأول من نوعه في المنطقة وذلك بإشراف جامعة البلمند وبالتعاون مع قيادة الجيش ووزارتي الدفاع الوطني والأشغال العامة والنقل، ووزارة البيئة وقوى الأمن العام وبرعاية بنكIBL. مع الإشارة إلى أن هذا النشاط شهد ولأول مرة في التاريخ تعاونًا مشتركًا بين جمعية اندية الليونز وأندية الروتاري.
الحاكمة السابقة وفا صاغية خوري تستحق عن جدارة ان تتولى حقيبة وزارية أو تنتخب نائبة في البرلمان لما تختزنه من ثقافة منفتحة وما تمتلكه من خبرة اجتماعية وقيادية وحس وطني شفاف.
دخلت القرن الحادي والعشرين مالئة بحضورها زوايا ضبابية في المجتمع اللبناني وغلّفت شخصيتها، ذات النشاط الصاخب والواعد والحركة المتواصلة، تلك الدماثةُ التي تترك أجمل الأثر. في حركتها الرائدة ومضات ثائرة تشق عبثية الواقع، تحطّم كل القيود، وتقتحم عالمنا بجرأة لتحدث الانقلاب الكبير.
(إعداد: أنطوان فضّول)