زكي ناصيف

ولد في بلدة مشغرة في السنة 1916.
إمتلكت والدته صوتًا جميلاً.
كان والده ميسورًا في البداية، اشترى من محمد لحام والد الفنان دريد لحام فونوغرافًا وأسطوانات لابنه زكي الذي عاش على ألحانها، فزادت الموسيقى من شفافيته ورقته ومحبته
جمعت أغانيه عصارة تلك البلدة الرائعة الجمال وسكبتها ألحانًا أطربت القاسي والداني.
أمضى حياته يضخ ألحانًا وأغنيات حتى أنتج مئات منها.
إنتشرت ألحانه بشكل لا مثيل له تنبع من إرث موسيقي حالم ومتميز.
بالقرب من منزله العائلي عين ماء دفاقة وفي بلدته دباغات تعمل بكد وغابات أشجار تنوء وجلال من أشجار تنوء بأحمالها من فاكهة متنوعة.
إحترف الموسيقى وكانت له فيها مدرسة مميزة واستعان بها لعبور نكبة مادية قاسية جعلته يبحث عن مورد رزق في الفن وهو خريج الجامعة الأميركية في الموسيقى.
إمتدت جذوره في الأرض كأرزها الشامخ وأرسل صوته مواويل تحملها النسمات إلى مشارق الأرض ومغاربها
كتب ولحن وغنى ووزع الموسيقى وألّفها وأطرب كل من سمعه وهو يردد الترانيم الروحية والعتابا والميجانا والعتابا والأوف متغنيًا بالشجر والجبال.
من أشهر أغانيه راجع يتعمر لبنان، وطلوا حبابنا طلوا، ومهما يتجرح بلدنا، أحلى ، ويا عاشقة الورد، وحلوة ويا نيالها.
حافظ زكي ناصيف على التراث الحقيقي للموسيقى طوال مسيرته الفنية وجدد الفولكلور اللبناني فلقب بأبي الفولكلور
سكنت مشغرة قلب زكي ناصيف فرأينا أطيافها في جميع ألحانه التي غناها وديع الصافي وفيروز وصباح ونصري شمس الدين وماجدة الرومي وغيرهم من الفنانين الكبار
عندما رحل العملاق سكن قلب مشغرة فاحتضنته في ترابها وجعلته غرسة أبدية لا ينفك عطرها يوزع ابتسامات الحياة حول أرجاء الوطن.
(بقلم: أنطوان فضّول)