رودريك زغيب

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى المهندس رودريك زغيب
مهندس داخلي لبناني،
ولد في الرابع والعشرين من تموز 1985، في بلدة كفرذبيان الجبلية وفي قضاء كسروان، تلك البلدة الساكنة في قلب الطبيعة اللبنانية، حاضنة كل مكوناتها ومبقية على تميّزها وتنوّعها. في هذه البيئة المتجذرة في العذرية، تعرّف على خصوصية الطبيعة اللبنانية، ونشأ متمرسًا على عشق الطبيعة واحترامها وحماية مكوناتها. وعلى مقاعد مدرسة بلدته بداية، وفي الجامعة لاحقًا، تلقى أسرار العلم والمعرفة، غائصًا في بحار ثقافة القرن العشرين، من دون أن يخرج عن أطر الأصالة اللبنانية.
والده منير زغيب.
متأهل منذ العام 2012 من ماريز دكاش ولهما ثلاثة أولاد.
تلقى الدراسة على مقاعد ثانوية راهبات القلبين الأقدسين في بلدته. أما تخصصه الجامعي فأنجز المرحلة الأولى منه في جامعة الروح القدس – الكسليك حائزًا الإجازة في الهندسة الداخلية في العام 2007، أتبعها بدراسات عليا وبشهادة الماجستير في هذا الإختصاص العلمي في العام 2010.
دخل عالم الهندسة ونشط فيه لسنوات، إمتلك على هامشها خبرة مزمنة ومتشعبة.
إن الهندسة لا تلتقي مع الدمار والخراب فهي نقيضهما وهي علامة أفولهما.
انطلق في ممارسة مهنة الهندسة الداخلية والديكور وانضم بداية إلى معامل ومؤسسات تمتلكها عائلته، فساهم في تطويرها وتوسيعها وتأسيس مكتب هندسة ساعد في إظهار تميّز أعماله وقدرته على تطويع معالم الحضارة الدولية مع الذوق اللبناني الأصيل.
تصاميمه تحاكي الإعجاز بإبداعاتها.
صروح أدخلتها لمساته عالم الرقي وتوجتها على قمة الحضارة الإنسانية المعاصرة.
هذا المهندس المبدع، إمتاز بدقة التصاميم وروعة المشهدية الخارجية وبقدرته الإعجازية على ترجمة الفخامة والروعة والذوق الرفيع، في إطار هندسة تكاملت أجزاؤها وتناغمت.
تكمن عالميته في تلك القدرة الاستثنائية على توحيد روح العصر بخصوصية التراث والإرث الثقافي الدولي.
البناء الهندسي يخرج من صومعته مصقولاً بفكر متنور ثائر على محدودية الزمن.
تظهر عبقريته بشكل خاص في تقاطع الأنماط الهندسية مع تلاوين الحضارة وآفاق العصر والحداثة.
الواضح في أعماله بشكل خاص ذاك الانسجام المتكامل في كل تفاصيل المبنى ومكوناته.
كما يظهر جليًا التنظيم في تفاصيل التفاعل داخل المكان والأبعاد الهندسية بملئها، حيث تتفاعل بدفء مع الجمال البصري والسمعي واللمسي وتتعانق في بوتقة الفنون الجميلة والأشكال الهندسية المتقاطعة.
كثيرة هي المحطات التي يجدر بنا التوقف عندها في مسيرة المهندس رودريك زغيب.
هو لم يرض البقاء على هامش الحياة، بل أخذ المبادرات وشارك في صنع قرارات أسست لحالة عمرانية وتنموية كانت بطاقة عبور مجتمعه إلى القرن الحادي والعشرين ومواكبته العصر وروحيته.
رسم مستقبله منذ صغره، وصوّب نحو هدف خطط له، فأمضى كل حياته ملتزمًا تحقيقه دونما تأثّر بواقع سياسي أخذ يتدهور سنة بعد سنة، وضائقة اقتصادية بدأت تتأزم، وصعوبات يعيشها لبنان على أكثر من صعيد.
هو صاحب شخصية مبدعة وكريمة، لم تعط لبنان إلاّ روح الفن والجمال... أراد من أعماله أن يسهم في طمس معالم الحرب والدمار. احتل مركزاً متقدمًا دنيا العمران، حتى أصبح ركنًا رئيسًا من أركان النهوض الاقتصادي.
نجاحه في عالم الهندسة منحه ثقة المؤسسات الخاصة، كما الرسمية، فتم تعيينه في العام 2015 خبيرًا محلّفًا لدى المحاكم اللبنانية نظرًا لخبرته الواسعة في مجاله.
لمساته تجلّت بوضوح في العديد من المشاريع التي عكست سعة اطلاعه، وثقافته ذات الأفق العالمي وموهبته المميزة، أكسبته خبرة إضافية خصوصًا على مستوى المشاريع الكبرى إذ إن أعماله الهندسية تكشف مدى احترافه وسعة علمه ورقي فنّه.
إلى جانب إنجازاته الكبيرة على الهندسة حيث تنطق لمساته إبداعًا وتعكس سعة اطلاعه وثقافته ذات الأفق العالمي وموهبته المميزة، نشط على أكثر من صعيد وفي الكثير من القطاعات الإقتصادية والتجارية، حيث أسس في العام 2013، شركة تعنى بالتجارة، واستقدم الوكالات الإيطالية والأجنبية، ثم أطلق مع عدد من الشركاء في العام 2016، الشركة RemBeirut، وفي 2017، مشروع Concept Store، بعد انضمام شركة Metal Leb إلى RemBeirut، متوسعًا في كافة المجالات والقطاعات ذات الصلة بالهندسة على تنوعها والتصميم والتطوير العقاري، بعدها كانت الإنطلاقة نحو لندن حيث افتتح مكتبه ليخترق عبر بوابة العاصمة البريطانية جدار العالمية.
استحالت شركته نقطة متقدمة على الخريطة الإقتصادية اللبنانية. ارتبط اسمها بالجودة والمواصفات الدولية.
تنوّع وعراقة وجودة ومتانة، إنها باختصار عناوين يحويها اسم هذه الشركة اللبنانية الشهيرة. وحين نستلهم الكمال تقليدًا في الهندسة، نكون قد دخلنا أفق نشاط المهندس الرائد رودريك زغيب، حيث جاءت أعماله لافتة في تعابيرها وأصالتها، لكنّها أيضًا حملت الثورة والتجديد إلى لغة الهندسة وعالمها.
بثقافة مشبعة بأحدث ما وصلت إليه العلوم المعاصرة، خاض غمار التجديد في الحياة اللبنانية. رصد بعمق وموضوعية كل التحولات التي عاشها المجتمع الدولي في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين. فتح أمام قطاع الهندسة الداخلية آفاقًا جديدة، وأدخل الأفكار الرائدة التي ساهمت في إنعاشه.
هو أكثر من مهندس يحاول استنساخ الشكل بآلية حركية عادية، إنّه ثائر بركاني يلامس بجرأة وشفافية البعد الآخر للإنسان ويمتلك القدرة على إظهار الباطن واللامنظور في مجهره الذي يستند إليه في رحلة عبوره مرحلية الهندسة والديكور.
(إعداد: أنطوان فضّول)