باتريك رزق الله
تحيّة شكر وتقدير إلى الأستاذ باتريك أنطوان رزق الله، التربوي والحقوقي.
من مواليد الحازميّة في 21 أيلول 1980.
عايش الحرب في طفولته، ونما في داخله حسّ وطني مقاوم بصمت ومؤمن بثبات برسالة لبنان وخصوصيته وهُويّته.
إلى نشأة أمضاها في كنف عائلة آمنت بالعلم، شبّ فتيًا على القيم ونبل الأخلاق والوطنية الملتزمة.
عصامي صنع نفسه بنفسه، بجهده وتعبه.
يتمتع بإرادة صلة، وعزيمة لا تلين مدافعًا عن الحق ولا يهاب المصاعب.
نال شهادة الثانويّة العامّة في الفلسفة والإنسانيّات من مدرسة ملكارت، والإجازة التعليميّة في اللغة العربيّة وآدابها من الجامعة اللبنانيّة - كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة.
كما تابع دورات في الفلسفة واللاهوت في الجامعة الأنطونيّة في بعبدا.
عمل في حقل الصِّحافة المكتوبة والمرئية ومن منبر قناة الحرة، كانت له بصمات في إعداد مقابلات مع كبار الشخصيّات السياسيّة والاقتصاديّة والفكريّة الدَّوليّة، وتغطية لكبرى الأحداث المحليّة والإقليميّة والعالميّة.
تربويَا، مسؤول في مدرسة الإليزية منذ 2005، ولا يزال.
وله اليد الطّولى في نشر تعليم اللغة العربيّة وفق المنهج اللبناني إلكترونيًا رقميًا، وفي تأسيس أول موقع إلكتروني متخصّص بتعليم اللغة العربيّة وفق المنهاج اللبناني، تواصل أونلاين، مع الأستاذ سمير إيليا.
وهو يعمل حاليًا على إطلاق موقع إلكتروني متخصّص بتعليم العربيّة للصغار.
لقد أدخل التّكنولوجيا إلى قطاع اللغة العربيّة، عبر الانتقال بها من التّعليم التلقيني إلى التعليم التفاعلي الرقمي، في مسعى نحو إطلاق رؤية تطويريّة لتعليم هذه اللغة الحضاريّة ولمواكبتها الحداثة.
وقد شارك في مؤتمر خاصّ باللغة العربيّة وآدابها في دبي وفي ورشة عمل حول التعليم التفاعلي والتّعليم الإلكتروني فحاز تنويه المشاركين.
أصدر كتابًا تعليميًا خاصًّا بالصّفوف الثانويّة بالإشتراك مع الأستاذ إيليّا بعنوان:"الطّريق إلى اللغة العربيّة".
وأطلق مع مجموعة من المعلِّمين في التّعليم الأكاديمي المدرسي والجامعي "تجمّع معلّمي اللغة العربيّة وآدابها في لبنان" في مسعى نحو إطلاق رؤية تطويريّة لتعليم اللغة العربيّة وذلك بالتّنسيق مع المركز التربوي للبحوث والإنماء على هذا الصعيد.
كلّ هذا جعله يمتلك خبرة عميقة في تدريس اللغة العربية وآدابها.
واسع الثقافة هو، يتمتّع بمقدرة في تحليل الوقائع وفي قراءة مسبقة للتحوّلات الدَّوليّة والاستراتيجيّات العالميّة.
منذ ان بدأ احتراف الكتابة وهو يستقطب القرّاء ومتذوِّقي الأدب وقد ساعدته خبرته في حقل التعليم على جذب الفئة الشابة من المجتمع إلى حقول فكره الخصبة.
بأسلوبه المفعم بالحياة خاطب كلّ الاجيال.
كما أنّ الانتلجنسيا اللبنانيّة والعربيّة أجمعت على ريادته في مجال التّأليف بعد ان أثمرت تحديثًا وتطويرًا في طرائق تدريس اللغة العربيّة، ومواكبة العصر.
فكانت مشاركاته في تأليف كتب الأدب العربي للصفوف الثانويّة، خطوة لتجديد الفكر العربي ليواكب الحداثة ويحفظ الأصالة في مرحلة التحوّلات الكبرى.
إلى كونه رئيسًا لنقابة مالكي العَقارات والأبنية المؤجّرة، وناشطًا في هذا المجال منذ 2011، هو عضو مؤسِّس في جمعيّات أهليّة ولجان اجتماعيّة وثقافيّة عدّة.
له تجربتان نقابيّتان سابقتان، حين انتُخِبَ عضوًا في نقابة المعلِّمين في المدارس الخاصّة عن فرع بيروت من 2009 حتى 2013، واعتمد مستشارًا إعلاميًا لنقابة أصحاب المعاهد المهنيّة والتّقنيّة غير المجانيّة في لبنان من 1998 حتى 2013.
منحته وزارة التربية والتّعليم العالي اللبنانيّة بالتّعاون مع الشبكة العربيّة للتّربية الشعبيّة – المشروع المسكوني للتّربية الشعبيّة -1-، جائزة أفضل معلّم في لبنان في العام 2017.
كما رشّحته لجائزة أفضل معلّم في العالم مع أربعين ألف معلّم من مختلف الدّول.
في قراءة موضوعية لسيرته الذاتية، نكتشف معالم فكر نيّر رصين، خرج من رحم الأصالة واقتحم جدار الحداثة وواكب العصر بحيويّته نحو آفاق العولمة الثّقافية الصّحيحة.
اقترن اسمه بالفكر الراقي وتخطّى الحدود اللبنانيّة ليتمدّد على مِساحة الوطن العربي عنوانًا للتّجديد والأصالة والمنهجيّة.
لا بل إنّ كتاباته تعكس مستوى عالميًا يترجم سعة اطّلاعه وعمق ثقافته.
شارك في الكثير من ورش العمل لتطوير تعليم اللغة العربيّة وآدابها، وفي العديد من النّدوات والمؤتمرات الفكريّة وكان في طليعة الباحثين في عدد منها.
إنّ الأستاذ باتريك رزق الله من الأسماء اللامعة في الفكر والثقافة، وهو اليوم أحد مراجع اللغة العربيّة وقواعدها بأسلوبه المتجدّد والمفعم بالحياة.
لا يزال حاضرًا برصانته وحكمته على كلّ محاور البحث الأدبي والفلسفي والوطني.
أفكاره تستنهض الهمم الفكريّة وتنبت براعم النهضة الربيعيّة وتخطّ دروب الاستقلال الثقافي، وتزاوج بين حدود الحضارة والعصرنة.
بصماته شديدة البروز في سجلّ الفكر الحرّ، وصدى أفكاره تعكس نزاهته المترفّعة ووطنيّته المتجرّدة.
يتعاطى اليوم مع السّياسة من موقع أكاديمي ومن هاجس إصلاحي.
فالسّياسة إذا ما اقتحمت صومعة ترسّله الفكري، لا تنجح في سرقة حسّه البحثي واختطاف شغفه بالكتابة والتأليف والتعليم.
عُرف بأصالته.
شقّ طريقه بذاته، ولم يتهالك على الشهرة، ولم ينكّس جبينه إلاّ لربّه وللبنان إحترامًا.
مفكّر لبناني جريء، شرّف وطنه بسيرته العطرة، وامتلك مخزونًا إنسانيًا واجتماعيًا كبيرًا، تولّد نتيجة تعاطيه المباشر والمبكّر مع حاجات مجتمعه وأبناء منطقته.
كتاباته كادت أن تصبح للجرأة مقياسًا وللموضوعيّة نبراسًا وللشفافية مرآة.
يغوص إلى أعماق الوقائع، يقتنص ما تستر في الخفاء، فتخرج الحقيقة من يرقانة قلمه متعرّية ناصعة متجرّدة تلفظ أنفاسها العطشى إلى الضّوء المتلألئ فوق تموّجات أسطر مخمليّة، يعشق العقل عزف سيمفونيتها والغوص بين ضفّتيها.
إعداد أنطوان فضّول.