أنطوان عطالله
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى المحامي أنطوان جبرائيل عطالله
محام وسياسي. رجل إنماء ووجه اغترابي، من مواليد الثاني عشر من آب 1961.
من عمق طفولة لا تزال تحمل إلى ذاكرته الدفء والطمأنينة، إلى فتوة عاشت مخاضًا مع الوجود واختبرت كل أنواع المخاطر والصعوبات، وفي زمن وقع فيه لبنان فريسة حرب أتت على معظم مقدراته، مرورًا بشباب اكتملت فيه الرؤية المستقبلية وتحددت الخيارات؛ مسيرة تمددت على مساحة آخر عقود القرن العشرين ودخلت آفاق القرن الجديد بعد أن تعتّقت بخوابي الإرادة الواعية والحكمة الأصيلة والقناعات الثابتة.
عرفه المجتمع الكسرواني مرجعًا ومقصدًا يحمّله أعباءه فيحرص على متابعتها حرصه على شؤون عائلته تمامًا.
إلى ذلك دعم الحركة الإنمائية، وأسس المؤسسة الخيرية Attallah Foundation لمساعدة العائلات الأكثر فقرًا، وانتسب إلى الرابطة المارونية.
سافر إلى نيجيريا حيث عمل لمستقبله، وحيث نشط أيضًا في وسط الجالية اللبنانية.
في عالم الاغتراب، اشترك في العديد من النشاطات التي نظمتها الجالية والكنيسة. واهتم بنوع خاص بفكرة ربط لبنان بأبنائه المنتشرين في كل أنحاء العالم، وهو من الذين حازوا ثقة الاغتراب اللبناني، ما شجّعه على الإنضمام إلى عضوية المؤسسة اللبنانية للإنتشار منذ السنة 2013.
من موقعه هذا، ساهم في تظهير الصورة الحقيقية للبنان وفي توحيد الجسم الاغترابي وتنشيط الدورة الاقتصادية.
من خلال الكلمة والحضور والحركة الاقتصادية والخدمة الإنسانية، أثرى جالياتنا في العالم وساهم في النهوض بواقعنا الاغترابي، وجمع في شخصيته الرائدة: الاقتصادي البارز والدبلوماسي الماسي، والوجه الإنساني صاحب اليد البيضاء.
يعتبر أنطوان عطالله من رجال الأعمال الناجحين في لبنان.
جاء إلى عالم الأعمال، مواكبًا التطورات التي عرفها الاقتصاد اللبناني، فتولّدت لديه رؤية إصلاحية شاملة وعصرية برزت ملامحها لاحقًا في العديد من المؤتمرات التي اشترك فيها والمحاضرات التي ألقاها والخطوات التي خطاها والبرامج التي اقترحها.
نشط في قطاعي الصناعة والتجارة وأمتلك خبرة طويلة فيهما ومعرفة لتفاصيل واقعهما ومرتكزات مسيرتهما خلال القرن العشرين وبدايات القرن الحالي، وما عاشاه من تداعيات وخسائر طاولتهما لاسيما طيلة فترة الحرب.
في السنة 1983، أسس مؤسسة Cuisine d’art لصناعة المطابخ وتنفيذها، وترأس مجلس إدارتها وأدارها، وحقق في وقت قصير نجاحًا ملحوظًا، بعد أن بدأ يستورد أجود أنواع الأخشاب من أوروبا وتحديدًا من إيطاليا وألمانيا وفرنسا، ومن أوستراليا. أما حركة التصدير فشملت نيجيريا والدول الإفريقية والخليجية.
استحالت مؤسسته نقطة متقدمة على الخريطة الصناعية اللبنانية، وتبوأت المرتبة الأولى في اختصاصها، بعد أن ارتبط اسمها بالجودة والمواصفات العالمية.
إلى جانب Cuisine d’Art، أطلق في السنة 1999، شركة Artco Industries في أبوجا، في نيجيريا، لصناعة المطابخ والمفروشات المنزلية، والمكتبية.
سنة بعد سنة، إتسع نشاط هذه الشركة وترسخت هويتها من حيث فرادة صناعاتها وشموليتها ونوعيتها، حتى دخلت منتدى الشركات الثلاث الأولى على مستوى نيجيريا.
كذلك، أسس شركة I. Design التي أبصرت النور في السنة 2008 في بيروت، وهي متخصصة في بيع الصناعات الإيطالية للمفروشات والمطابخ. وقد عرفت انتشارًا سريعًا وتوسّعًا على مستوى السوق اللبناني. أضيف إليها اليوم مصنع بمساحة 35000 م2 في أنطلياس لتصنيع المفروشات محليًا بعد استيراد المواد الأولية من إيطاليا.
ومن شركاته التي استحالت رقمًا عالميًا من حيث جودتها وتمددها واختصاصاتها، شركة Cuisine d’Art (off-shore) لتصدير أحدث أنواع المطابخ من لبنان إلى كل أنحاء العالم، وشركة A-Pro Binaa التي انطلقت في السنة 2011، من أبوجا، في نيجيريا، واختصاصها وضع التصاميم الهندسية للمطابخ والمفروشات الحديثة.
على مستوى الإعمار المناطقي، مسيرته متميزة، إذ له فضل كبير في إعمار أكثر من منطقة لبنانية في مرحلة ما بعد الحرب، لاسيما في ساحلي كسروان والمتن الشمالي.
تبدو شركاته وأنشطته الصناعية والتجارية والإعمارية أشبه بعملاق اقتصادي ينمو هانئًا، بعد أن رسم لها استراتيجية، لقيت استحسانًا ليس فقط لدى المراقبين الاقتصاديين المحليين بل العالميين أيضًا.
يستمر هذا التوسّع الإيجابي بفضل إدارته الحكيمة وهو يمثّل اليوم خير مثال عمن يجسّد حالة نضوج القطاع الصناعي اللبناني.
منذ تمرّسه في الهندسة المطبخية والمكتبية والمصنوعات الخشبية المنزلية وهو يضع نصب عينيه تنشيط موقع لبنان في عالم صناعة المفروشات وفرض اسمه على الساحة الدولية وخوض غمار البحث الدائم والتطوّر المستمر ومواكبة العصر بعلومه وتطوّره وتقنياته.
دخلت صناعات شركاته الأسواق المحلية والعربية بسرعة فائقة ولامست حدود العالمية.
جهّزها بأحدث الآلات العصرية والدقيقة والمتينة. وجدد معظم قواعدها وماكيناتها الصناعية وطوّرها. كما أنه استقدم فريق عمل يتمتع بخبرة عالية ومقدرات تخصصية تحت إشراف مهندسين وتقنيين ذوي مواصفات عالية.
التنوّع في الإنتاج والوفرة في الكمّية والتميّز في النوعية، كانت إحدى علامات شركاته البارزة ولا تزال.
تهافُتُ الزبائن على منتوجاتها ليس فقط في مدة زمنية ضيّقة بل على امتداد عقود من الزمن، إنّما يدل على تجاوب السلع التي تنتجها أو تعرضها شركاته مع مختلف الأذواق وكل الحاجات، ويترجم ثقة المستهلكين بها وبمتانتها. إنها منتوجات قابلة للحياة لعشرات السنوات، وهي تحاكي أذواق الأجيال في مختلف أعمارها ومراحلها، وهي تتلاءم وكافة مستويات الحياة الاجتماعية والمناطقية وتلبّي حاجات كل القطاعات.
مجموعة كلاسيكية تُعرض إلى جانب مجموعة عصرية. تشكيلة إن دلّت على شيء فعلى القدرة الملفتة التي تمتلكها الشركة في تلبية كل الأذواق والطلبات.
أما السياسة فهي المحور الثاني من مسيرة أنطوان عطالله، وهو يتعاطى معها كعلم وفكر يتولد من رحمهما نضال واع وجدي قادر على إصلاح الإعوجاج والنهوض بالوطن.
هو بذلك يسير في الاتجاه المعاكس لكثيرين من أبناء جيله الذين انتهجوا نهج السياسة الغوغائية التي أثبتت الأيام أنها أدخلت البلاد في أتون الفوضى والتخلف والهزيمة والشرذمة.
في السياسة الداخلية، أعطاه إنتسابه إلى التيار الوطني الحر منذ فجر تأسيسه في العام 2007، زخمًا نضاليًا ذا بعد مختلف يرتوي من روحٍ مقاومةٍ ونزعة نحو التحرر والتجذر والأصالة.
من خلال نضاله السياسي إلتزم قضية لبنان ورسالته وحريته، وعمل من أجل دولة العدالة والقانون، وبناء وطن دائم لكل أبنائه، يؤمّن فرص العمل للجميع.
في حركته السياسية تطلّع نحو تمتين أسس قيام الدولة المستقلة وتطوير مفهومها وأدائها وتصحيح العلاقة بين الحاكم والمحكوم بحسن اختيار الكفاءات العملية الناجحة بغض النظر عن الإنتماء السيـــاسي والمنــــاطقي، مقرونة بنظافــــة الكــــف والشفافية والموضوعية والتمثيل الصحيح.
فكره السياسي نما على تقاطع التحولات الدراماتيكية التي عاشها لبنان في رحلة عبوره معارج القرن العشرين. فإذا به ثابت على تحولات، ومتكامل على تعددية رؤيوية. يكاد يكون ولاءه لوطنه لبنان ترسّلاً ملتزمًا إلى أقصى حدود الإلتزام.
(إعداد: أنطوان فضّول)