القنصل جيرار رنّو
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى سعادة القنصل جيرار رنّو.
القنصل العام الفخري لجمهورية لاتفيا في لبنان ومدير العلاقات الخارجية في منظمة الإنماء من أجل السلام الاجتماعي.
ثلاثة عناوين تختصر مسيرة جيرار رنّو: غوص في محيط الهندسة بوجهها الإبداعي، تجوال في دنيا العطاء الإنساني الثقافي والحضاري، وحضور حيوي في النشاط الدبلوماسي من باب السلك القنصلي.
ثالوث ضخّ من خلاله إلى مجتمعنا اللبناني روح النهضة والتنمية والعصرنة.
ولد في دير القمر في 14 شباط 1963.
متأهل من جيزال أبو سلوان، ولهما ابنة تدعى انجيلا.
والده البروفسور الراحل أسعد رنّو، أحد كبار الفنانين التشكيليين اللبنانيين وآخر الكلاسيكيين العمالقة.
تلقى دروسه في المعهد الانطوني ثم تخصص في هندسة الديكور في اكاديمية "ميكال انج دو بوزار" ونال إجازته الجامعية في السنة 1987.
أفكاره في حقل الديكور رائدة، تجلّى فيها الإبداع المتزاوج مع العصرنة، وبصماته بارزة في عدد كبير من القصور والفيلات اللبنانية.
مُنح عضوية شرف في أندية الليونز – نيو جونيه منذ السنة 2002، فإذا بحضوره الاجتماعي لا يقل أهمية عن نشاطه الهندسي.
مبادراته في هذا المجال تخطّت مستواها الجغرافي الضيّق وإطارها المجتمعي المحلّي المحدود لتلامس حاجات إنسانية ووطنية كبرى.
وجيرار رنّو قنصل فخري شرّف وطنه بحضوره العالمي ورؤيته المتنورة.
بدأ التبادل القنصلي بين لبنان ولاتفيا منذ العام 1999، تاريخ افتتاح القنصلية وتعيين جيرار رنو من قبل وزارة الخارجية اللاتيفية قنصلاً عامًا فخريًا لدولة لاتفيا في لبنان منذ السنة 1998، كي يقوم بمهمات السفير، فيعتني بالرعايا اللاتيفيين القادمين إلى لبنان، كما يسهّل أمور اللبنانيين الراغبين في السفر إلى لاتفيا.
إنطلاقًا من موقعه القنصلي، إمتلك قراءة موضوعية للواقع السياسي الدولي واستشرف المستقبل.
على يده انطلق التعاون اللبناني اللاتيفي، وبلغ ذروته.
وقد حمل من تلك البلاد الرائعة، قيمًا إنسانية أراد من خلالها أن يلهم التشريع اللبناني بتشريعات عصرية تحمي الحقوق وتبشر بربيع في حقل التشريع والقانون.
عرف القنصل رنّو دولة لاتفيا على اللبنانيين، كاشفًا مواطن الغنى فيها وفاتحًا أبواب العمل والاستثمار والتجارة أمام اللبنانيين بحيث شجّع استيراد الأخشاب والصناعات الخشبية والورقية والأقمشة والادوية من لاتفيا، وكلّها صناعات ذات جودة عالية للغاية.
من جهة أخرى، شجّع اللبنانيين على ارتياد جامعات لاتفيا ومعاهدها العليا والتخصص في مختلف المجالات لاسيما في الطب والهندسة والطيران والكومبيوتر وغيره.
وهي صروح علمية متطورة للغاية.
في تحرّك لافت، أضاء القنصل رنو على السياحة في لاتفيا وخصوصيتها وتميّزها ورقي خدماتها الصحية والاستشفائية.
شجّع الشراكة اللبنانية اللاتيفية وفتح أسواق العمل اللبناني أمام رجال الأعمال والشركات العالمية، كما على اتحادات غرف التجارة، مساهمًا في وضع استراتيجية اقتصادية واثبة، في خطوة للمساهمة في تنشيط هذا القطاع ودفع عجلته إلى الأمام، وتأمين الانسجام الاقتصادي بين لبنان ولاتفيا بنوع خاص.
شخصيته المتنورة عكست مدى اهتمامه بالفكر والفن، فشجّع التبادل على هذه المستويات بين البلدين وكانت له اليد الطولى في خلق تقاطع ثقافي إلتقى في إطاره المبدعون اللبنانيون واللاتيفيون.
نظم بحكمة وموضوعية أسس العلاقة الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين اللبنانيين والشعب اللاتيفي وعمل جاهدًا في سبيل تفعيل دور الجالية اللبنانية لخدمة أبناء تلك البلاد من جهة ورعاية شؤون الجالية اللاتيفية المقيمة في لبنان وحماية مصالحها.
يبقى جيرار رنّو قامة عالمية ورمزًا من رموز الدبلوماسية اللبنانية.
.
.
من خلال الكلمة والحضور والحركة الاقتصادية والخدمة الإنسانية، أثرى جاليتنا بعطائاته وساهم في النهوض بواقعنا الاغترابي، وجمع في شخصيته الرائدة الاقتصادي البارز والفنان المبدع والدبلوماسي الماسي، والناشط الإنساني صاحب اليد البيضاء.
حارب الجهل بإعطاء دفع قوي للثقافة.
إلتزم القيم الأخلاقية متبنيًا نهج الانفتاح ونبذ التطرّف، مؤمنًا بقضية لبنان، كما برسالته الحضارية.
هو ركن من أركان الحركة النهضوية المعاصرة.
لقد طبع مسيرته بشكل خاص ذاك الالتصاق بقضايا الناس ومشاكلهم وآوالهم.
تحمّل المسؤوليات الكبيرة وأظهر مقدرة لافتة على التصميم والتنظيم والإدارة والتنسيق والتدقيق.
أسهم في الربط بين لبنان وأبنائه المنتشرين وخرج بمعطيات وتوجهات جمعت بين التصلّب في المبدأ والمرونة في الأسلوب، من دون ازدواجية أو مساومة أو ارتهان.
(إعداد: أنطوان فضّول)