ميخائيل الدويهي
في إطار برنامج "أعلام من بلاد الأرز"، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول والمنتدى الرقمي اللبناني إلى المـهـنـدس مـيـخـائـيـل سركيس الـدويـهـي
مواليد زغرتا،
برز المهندس مخايل سركيس الدويهي كرائد في أكثر من قطاع ومجال.
بعد مرحلة الدراسة التي أنهاها في معهد الفرير في طرابلس، بنيله البكالوريا الجزء الثاني – رياضيات، غادر لبنان، للإجتماع ببقية عاءلته التي كان قسم منها هاجر إلى الولايات المتحدة الأميريكة بادية، ففرنسا لاحقًا. حاز على الشهادة في هندسة الكهرباء من جامعة برادلي في بيوريا ولاية إيلينويز الولايات المتحدة الأميركية في العام 1980 أتبعها بالماجستير في إدارة الاعمال في العام 1987. خلال إقامته في سويسرا، تابع دروس متقدمة إدارية في AMD في لوزان ولاحقا أكمل دورات إدارية رفيعة عدّة في شركة كاتربيلر العالمية.
يتقن العربية والفرنسية والإنكليزية والبرتغالية والإسبانية إلى القليل من الصينية.
إلتحق بشركة كاتربيلر السنة ١٩٨٠ العالمية وراح يتدرج في المواقع والمسؤوليات بدءًا بوظيفة مهندس إلكتروني، حيث نجح في إبداع اختراع يحمل الرقم US4529932A، ثم تولى إدارة قسم المبيعات والصيانة في اوروبا، فمدير عام فرع توليد الكهرباء في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ثم مدير عام وعضو مجلس إدارة شركة كاتربيلر في البرازيل، بعدها انتقل إلى بيجينغ، الصين، حيث أصبح مدير عام فرع المحركات والطاقة للشرق الأقصى وأوستراليا إلى أن تم تعيينه المسؤول الأعلى العالمي للمحركات المتوسطة (200 – 300 حصان) حيث أشرف على 1،3 مليار دولار دخل أرباح وخسارة وأبحاث وهندسة وتسويق وتصنيع ألخ...
تمكن بحكمة من قيادة هذه الإدارات التي ترأسها والمراكز التي شغلها ونجح على مستوى الحلقة الاقتصادية العالمية في خلق الإطار التجديدي المنسجم والمفاهيم الدولية الحديثة.
شجّع الشراكات الاقتصادية وفتح الأسواق مساهمًا في وضع استراتيجيات باتت مفاهيم ذات أفق عالمي. بنى جسورًا مع كبار رجال الأعمال في العالم، مطلقًا ما يشبه الانسجام الاقتصادي الدولي. أسفرت جهوده عن خلق الحوافز التي تشجع الاستثمارات وتفعّل التنمية على امتداد الكرة الأرضية.
أشرف على تنظيم العديد من المؤتمرات العالمية. وبالتعاون مع منظمات دولية، حاضر في عشرات الدول في مؤتمرات ومجالس تناولت مختلف المواضيع التقنية والإجتماعية والبيئية والاقتصادية والتثقيفية والدينية والسياسية.
مشاركاته في هذه المؤتمرات أظهرت مقدرته على استيعاب التحولات الدولية وعكست مستوى خبرته.
كثيرة هذ المواضيع التي ناقشها في محاضراته نذكر على سبيل المثال آراءه في الربيع العربي في ندوة في جامعة إلينويز، وفي المارونية في ندوة في بيوريا إلينويز.
تألق محاضرًا متملّكًا من العلم والخبرة والرؤية المستقبلية في مؤتمر حول الطاقة، استضافته الولايات المتحدة الأميركية وفي مؤتمر البتروليات في بانكوك في تايلاند، وفي مؤتمر حول أنظمة حصر التلوث في أورومشي في أقصى غربي الصين حيث حلّ ضيف شرف على المؤتمرين، وفي جامعة بيراسيكابا في البرازيل طلب منه إلقاء كلمة بمتخرجي كلية الهندسة.
المؤتمر الوحيد الذي عقدته شركة كاتربيلر في لبنان كان من تنظيمه، وعَقدُ التعاون بين الشركة والـ فيفا ورئيسها ميشال بلاتيني هو من وقّعه باسمها عقد الألعاب الأولمبية ١٩٩٨ في باريس.
إستحق على مسيرته العابقة بالنجاح والامانة والريادة جائزة الجودة الأولى من شركة كاتربيلر تسلّمها من رئيسها الأول دوغ أوبرهلمن عشية انعقاد أحد المؤتمرات السنوية للقادة الأعلى في الشركة. وإلى تكريمه من مؤسسة المهندسين العرب الأميركيين لتبوئه مراكز إدارية رفيعة جدا، كرّمه مجلس بلدية بيراسيكابا في ساو باولو لعطاءاته الاجتماعية والاقتصادية ومساهماته في وضع الدراسات التخطيطية الاستراتيجية للمدينة.
من نافذة غربته كان يتطلع للعودة إلى لبنان يحمل بعضًا من مفاتيح التكنولوجيا يفتح بها آفاقا كانت مغلقة بوجه اللبنانيين حتى تاريخه.
جهوده دلت على مدى دعمه لكل منحى تطوري ومسعى تجديدي وحركة تنموية. وصل إلى لبنان ككل رجل علم لبناني مغترب يفكر بوطنه ويتوق لإدخاله أسرة الدول المتحضرة والمتطورة.
المهندس مخايل الدويهي عضو في مجلس إدارة مجلس الشؤون الدولية ولاية إيلينويز. وهو العربي الأول الذي ينضم إلى هذا المجلس.
تاريخ إهدن وخصوصيتها يحتلان موقعًا راسخًا في وجدانه القومي والوطني، لا سيما وأن شخصية البطريرك الدويهي تركت أعمق الأثر لديه، وهو الذي عاش مثله الغربة وعرف كيف يتسلق سلّم الحضارة والريادة، فكانت له اليد الطولى في ترؤس رابطة البطريرك الدويهي الثقافية في سنه الثامنة عشرة وأنجز الملعبين الوحيدين في تاريخ اهدن لكرة السلة وكرة الضرب للعامة. وإذا بدعوى تطويبه تحتل كل جوارحه وتصبح هاجسه الاول وقُوتَهُ اليومي. خلال إقامته في الصين، كتب أول كتيب بالإنكليزية عن سيرة البطريرك العظيم.
هو نموذج للعطاء الملتزم بقضايا تنمية الإنسان والقضايا المجتمعية الكبرى. وفي الآن عينه يمثّل نموذجًا رائدًا في قيادة العمل الاجتماعي وفي تفعيل النشاطات الإجتماعية والخيرية والدينية على تنوعها وشموليتها وقد أنشأ على هذا الصعيد مؤسسة الخير والإنماء التي يتمنى ان تصبح نموذجَا يُحتذى في العمل العام. ونجح في أن يعيش إنسانيته ويحققها بكامل كثافتها وغناها من خلال دافعية جوانية تمارس العمل بحماسة وفرح مكرسة لخدمة تنمية الإنسان.
يبقى المهندس مخايل الدويهي قامة دولية ورمزًا من رموز الإبداعات اللبناني، وناشطًا متفانيًا على مستوى مكتب الانتشار الماروني العالمي.
من خلال الكلمة والحضور الدولي والحركة الاقتصادية والخدمة الإنسانية، أثرى جاليتنا بعطائاته وساهم في النهوض بواقعنا الاغترابي، وجمع في شخصيته الرائدة العالم الرصين والناشط الإنساني صاحب اليد البيضاء.
(إعداد: أنطوان فضّول)