ابرهيم محسن

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى العميد ابرهيم محسن

أستاذ جامعي وكاتب، عميد المعهد المالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية. متأهل من الدكتورة نجوى الجمال ولهما ولدان رولا ووسيم.
إلى جانب ولادته في عاصمة الشمال والتاريخ، طرابلس، في السنة 1948، ونشأته في كنف عائلة تستمد من جذورها حضورًا في وجدان الأمة اللبنانية، جاءت ثقافته المنفتحة على روح العصر والقيم الإنسانية لتتفتح براعمها في أحضان الجامعة اللبنانية حيث نال في السنة 1975، شهادة الماجستير في التاريخ الحديث بدرجة ممتاز، ألحقها بشهادة دكتوراه دولة، فئة أولى، في التاريخ الحديث السياسي والدبلوماسي من جامعة أكس أن بروفنس – فرنسا بدرجة مشرف، توّج بها تحصيله العلمي.
هذا المسار الثقافي أثّر على فكره وأسلوبه وقناعاته وكوّن منه باحثًا فكريًا قادرًا على الإمساك بمختلف التناقضات الأيديولوجية والإنطلاق من تعقيدات المجتمع نحو فهم متجدد ومبتكر للتأريخ الثقافي والاجتماعي.
أغنى المكتبة اللبنانية والعربية بمجموعة كبيرة من المؤلفات والدراسات والأبحاث.
من مؤلفاته:
تاريخ طرابلس الحديث من خلال نشأة حزب الشباب الوطني 1975.
الحركة الوطنية الوحدوية اللبنانية 1916 – 1943 أصدره سنة 1980.
دولة لبنان الكبير بين الحقيقة التاريخية والواقع 1920 – أصدره السنة 1982.
المسألة الطائفية وانعكاساتها على الوحدة والغنصهار الوطنيين – 1996.
موقف الأحزاب اللبنانية من الإستقلال والجلاء – 1997.
الأقليات الدينية في لبنان عناصر قوة أم سمات ضعف في الكيان والنظام السياسي؟ (نظام المتصرفية) – 1997.
تاريخ العرب الحديث والمعاصر 1997
تاريخ الخليج الحديث والمعاصر 1998
المواجهة الوطنية اللبنانية ضد الإنتداب الفرنسي 1920 – 1946 صدر السنة 1989.
المسألة الطائفية وانعكاساتها على الوحدة والإنصهار الوطنيين 1996
الأحزاب اللبنانية من الصحوة الوطنية والأيديولوجيات الطائفية 1914 – 1946 صدر 1999
إتفاقية غزة وأريحا أولاً نهاية لسلسلة حروب أم بداية لمواجهة دائمة؟ 1948 – 1993 صدر 1999
طرابلس بين رفض الدستور والإعتراف بالكيان اللبناني 1927 – 1938 صدر 2002.
إلى مؤلفاته، شارك في العديد من الندوات والمحاضرات، ومثّل لبنان في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية. كما ارتأى كبار المسؤولين التنور بمشورته وخبرته وسعة اطلاعه. فإذا به يعتمد مستشارًا لدى رئاسة الحكومة في عهد الرئيس عمر كرامي.
هو رمز من رموز الفكر الحر والمجتمع المنفتح في لبنان، تخطى اسمه مساحة الوطن الصغير ليتردد صداه في كل العالم العربي.
كما في لبنان كذلك في العالم العربي له اليد الطولى في تأسيس جامعة عنابي في الجزائر في السنتين 1976 و1978، وتطوير إدارتها.
يختزن في فكره المتنوّر تفاصيل دقيقة لمسيرة العالم العربي في القرن العشرين وأحداثه التي زلزلت كل عقوده ولا تزال، وكذلك الرموز التي هيمنت على المشهد العربي، إضافة إلى الأزمات اللبنانية الداخلية المتراكمة والتي انفجرت في نهاية المطاف حربًا شعواء، لم يسلم من شظاياها قطاع.
احتلت كل هذه التحولات والحقائق حيزاً كبيراً في حركته الفكرية وفي هذا الإطار يعتبر من أبرز وجوه التجديد في الحقل البحثي، وفي الوقت عينه أحد كبار المتمسكين بالأصالة والجذور.
منذ أن بدأ احتراف الكتابة وهو يستقطب القرّاء ومتذوقي التاريخ وقد ساعدته خبرته في الحركة الشبابية الجامعية على جذب الفئة الشابة من المجتمع إلى حقول فكره الخصبة. وهو الذي سبق وساهم في تأسيس فروع كليات الجامعة اللبنانية في الشمال وتطويرها، وفي تأسيس الإتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية بين العامين 1970 و1975، وقيادته. كما أنه انتخب عضوًا في مجلس كلية الآداب والعلوم الإنسانية من السنة 1972 حتى 1975، وعضوًا في الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلاب اللبنانيين في فرنسا من 1975 حتى 1979، ثم شارك في قيادة رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية من 1980 حتى 1994.
خاطب بأسلوبه كل الاجيال. وأجمعت الإنتلجنسيا اللبنانية والعربية على ريادته في حقل الأبحاث الاجتماعية والثقافية. ناقش وأشرف على العديد من أطروحات الماجستار والدبلوم والدكتوراه في الجامعة اللبنانية.
عُيّن عميدًا للمعهد المالي للدكتوراه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية في الجامعة اللبنانية من 2010 حتى 2012.
عمل من أجل التنمية العلمية الصحيحة والنهوض بالفكر وإنقاذ المجتمع لاسيما النخبة فيه، من مستنقع الإهمال والتخلّف والحرمان، جاعلاً من الصرح الجامعي، جسر عبور نحو الحداثة ومواكبة التكنولوجيا، راصدًا كل جديد أنجبه العلم المعاصر.
له أثر في تجديد المناهج وتطوير الأساليب التعليمية وتفعيل دور الجامعة في مسيرة الوطن، بعد أن حمل إلى أروقتها مفهومًا جديدًا ودينامية ملفتة وإدارة شفافة، وشخصية فذّة تميزت بثقافتها وخبرتها وسعة اطلاعها ورقي أدائها.
يمتلك العميد ابرهيم محسن اكتنازًا معرفيًا خوّله الإسهام بجدية وموضوعية في مسيرة الإنماء والتطور والحداثة في لبنان والعالم العربي والمساهمة في نهضة شاملة تسلخ عنهما رواسب الحروب المدمرة وتجعلهما يحاكيان العالم المتمدن ريادة ونموًا وازدهارًا.
(إعداد: أنطوان فضّول)