نبيل مشنتف

محام. مؤسس حزب الحركة اللبنانية ورئيسه
في كل الظروف التي عاشها لبنان كان نبيل مشنتف جزءًا من الحالة المسيحية السياسية المصرّة على حقّها ودورها وعلى المساواة والتعاطي الإيجابي في كل أمور الوطن وعلى ثوابت السيادة والحريات العامة.
ولد في بيروت في السنة 1950، في زمن كانت بيروت قد سلخت عنها وشاح الاستعمار وتسربلت برداء الاستقلال إلا أن غبار التحولات المأساوية في العالم العربي لاسيما تداعيات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كانت قد أخذت تتكدّس فوق سماء لبنان.
في هذا الجو الضبابي والرمادي نشأ شابًا ملتزمًا وطنيًا، ومتفوقًا علميًا، حيث أن سنواته الدراسية التي أنجزها في معهد الحكمة أنهاها حائزًا شهادة الرياضيات مع تفوق في العلوم والرياضيات واللغة العربية. إلى جانب إتقانه اللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية والفارسية.
بالرغم من تفوقه في المواد العلمية، انتقل إلى دراسة الحقوق حبًا بالدفاع عن الحق وميلاً إلى السياسة التي جذبته منذ فتوته.
نال الإجازة في الحقوق ودبلوم الدراسات العليا في القانون. كما حاز الإجازة في العلوم السياسية والتاريخ وعلم النفس الجنائي من جامعة القديس يوسف.
انتسب إلى نقابة المحامين سنة 1970 للدفاع عن الحق والحرية وما زال يمارس المهنة حتى تاريخه.
دخل المعترك السياسي منذ السبعينيات من خلال الترشّح إلى الانتخابات النيابية في السنة 1972، أي بُعَيد انتسابه إلى النقابة، حيث انتقل إلى منطقة الشوف لخوض الانتخابات النيابية السنة 1970 فنظم المهرجانات العديدة وألقى مئات الخطابات والمحاضرات في المنطقة.
انتهت الانتخابات سنة 1972 بسيطرة الإقطاعية، فما كان منه سوى الانطلاق بتأسيس حزب الحركة اللبنانية وقد ترأسه وسعى من خلاله إلى تطوير حركة المجتمع والتصدي للفساد والرشوة وهيمنة الإقطاعية والطائفية.
مع اندلاع الحرب في السنة 1975 لم يبق على الحياد بل نشط من خلال حزب الحركة اللبنانية للمساهمة في الدفاع عن الوطن كما أصدر جريدة "صوت الأرز" وافتتح إذاعة "الحركة اللبنانية".
لقد عمل على تضميد جراح المجتمع وتخفيف العبء عن كاهل اللبنانيين ملتزمًا بالخط الوطني ومتمسكًا بالاستقلال والحق والسيادة.
منذ نشأته وهو ينشط في الجمعيات الثقافية والمنتديات الفكرية والأندية الاجتماعية التي عرفته عضوًا خلوقًا وقياديًا بارزًا وقد تُوّج نشاطه في السنة 1974 بانتخابه امينًا عامًا لمجلس الشوف الثقافي وما زال يشغل هذا المركز حتى تاريخه.
أغنى المكتبة اللبنانية بما نشره من مقالات أدبية وقانونية وسياسية فهو كاتب وسياسي واديب تميّز بدف الكلمة وسلاسة التعبير وعمق الفكر ووضوح الرأي.
حاول أن يعمل لاتصالات مسيحية مسيحية ومسيحية إسلامية يلتقي في إطارها المسؤولون المحليون وحتى المرجعيات العالمية تؤسس مستقبلاً لما يمكن أن يكون حركة تضامنية تهدف إلى توحيد اللغة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.
في هذا الإطار نشط في سبيل إطلاق الاتحاد العالمي للتعاون الإسلامي المسيحي مع بعض الوزراء والنواب والشخصيات اللبنانية، كما أسس في السنة 1991، الجبهة الموحدة للمهجرين اللبنانيين بالتعاون مع حزب الأحرار وحزب الكتلة الوطنية والحزب القومي السوري والاتحاد الداموري واتحاد مهجري الجبل ومجلس المهجرين اللبنانيين. كذلك أسس في السنة 1987 جبهة الأحزاب والقوى الديمقراطية في الشرقية بهدف تقصير عمر الحرب من جهة ولملمة شمل المسيحيين وإعادة الثقة غلى صفوفهم والأمل بمستقبلهم والحد من موجات الهجرة والضياع والخوف والقلق على مصيرهم.
في حركته السياسية تطلّع نحو تمتين أسس قيام الدولة المستقلة وتطوير مفهومها وأدائها وتصحيح العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتتويجها بالشفافية والموضوعية والتمثيل الصحيح.
انتسب إلى الرابطة المارونية، فحمل قضية الكنيسة في الشرق وفي لبنان داعمًا رسالتها ومساهمًا في تفعيل دورها في بناء المجتمع والدولة والكيان وفي توحيد الرؤية ومواجهة التفسخ والانقسامات في صفوف الموارنة.
في السنة 2008، بلغ الذروة في نضاله السياسي حين ترشح لرئاسة الجمهورية في خطوة أراد من خلالها التمسك بالنظام الديمقراطي وإعادة لبنان إلى موقعه الاعتيادي واحة للحرية والمساواة وموئلاً للانفتاح والتلاقي الحضاري ومنبتًا لكل حركة إصلاحية تقود بلاد الأرز إلى التقدم والعصرنة مع المحافظة على جوهر الهوية والجذور والخصوصية الذاتية.
عقيدة حزب الحركة اللبنانية وأهدافه
الحركة اللبنانية حزب ديمقراطي اجتماعي يعمل على تجميع كل الطاقات البشرية في المجتمع اللبناني للإيمان بالعقيدة والأهداف التالية:
- اللبنانيون أمة واحدة قائمة منذ القدم.
- المحافظة على لبنان سيدًا حرًا مستقلاً بحدوده المعروفة بالدستور والمعترف بها دوليًا.
- لبنان جمهورية ديمقراطية تقوم على مبدأ حكم الشعب لخير الشعب.
- يتعاون لبنان تعاونًا وثيقًا مع الدول الديمقراطية والمجاورة بما لا يمس شخصيته المميزة وسيادته واستقلاله.
- المساهمة في توطيد السلم العالمي على أساس ميثاق منظمة الأمم المتحدة.
- تعزيز شأن المغتربين وتوثيق روابطهم بالوطن الأم وإقرار جنسيتهم اللبنانية وتجييش طاقاتهم في سبيل لبنان.
- صيانة حريات اللبنانيين وأخصها حرية المعتقد والرأي والقول والعمل والاجتماع والاعتراف بالتعددية الحضارية.
- تأمين استقلال القضاء.
- احترام مبدأ التعليم الحر وجعل التعليم الابتدائي مجانيًا وإلزاميًا.
- تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية بأوسع معانيها.
- رفع مستوى المواطن اللبناني وتأمين ضد المرض والإصابات والشيخوخة والعجز.
- العناية بشؤون المرأة وإشراكها بالحياة العامة.
- محاربة الطائفية والمذهبية والديكتاتورية والإقطاعية والفساد والرشوة والإثراء غير المشروع.