رامي مجذوب

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الأستاذ رامي مجذوب

تم تكريمه في منتدى كرانس مونتانا، كأحد القياديين الواعدين للعام ٢٠١٠.
متأهل وله ولدان سامر وآدم. يتقن إلى العربية، اللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والبلغارية.
إلى طفولة أمضاها في كنف عائلة آمنت بالعلم، شبّ فتيًا على القيم ونبل الأخلاق والوطنية الملتزمة التي اتخذت في مرحلة الشباب بعدًا جديًا عَكَسَ رغبتَه في المشاركة في صنع القرار الوطني والتمرّس على العمل في الشأن العام.
إلا أن امواج الحرب العاتية حملته بعيدًا عن لبنان الغارق بدوامتها. فودّع بلاد الأرز قاصدًا أوروبا.
فرصة، نادرًا ما حظي بها شاب لبناني.
بعد مرحلة مشبعة بالدراسة الجامعية المعمّقة، حصد جنى وفيرًا في الإجازات والكفاءات والأستاذية والأهليات العليا، بدءًا بالماجستير من المعهد العالي للأعمال ESA بالتعاون مع جامعة ESCP في باريس، وصولاً إلى البكالوريوس من جامعة LAU، إلى جانب مشاركته بدورات تدريبية في جامعة INSEAD.
في دنيا الإغتراب، ومن خلال الكلمة والحضور والحركة والخدمة، أثرى جاليتنا بعطاءاته وساهم في النهوض بواقعنا الإغترابي، وجمع في شخصيته الرائدة المواطن الأمين والناشط الإنساني صاحب الرؤية الواعدة.
على خلفية ثقافته المؤمنة بحقوق الإنسان وقناعته الراسخة بوطن واحد جامع تحكم حركته شرعية تستمد من الشعب كينونتها، وفي مرحلة بلغت الهيمنة السورية أوجها، انضم إلى صفوف الثائرين على هذا الواقع المذلّ وتبنّى نهج التحرير والإصلاح والتغيير الذي أطلقه العماد ميشال عون.
ثار على الاحتلالات ورفض الوصاية وتمسّك بسيادة الأرض مدافعًا عن كرامتها وعاملاً في سبيل عزّتها.
ولعل لقاءه بالعماد ميشال عون المنفي إلى فرنسا، شكّل المحطة الأبرز في مسيرته، حيث تلمّس بهذا القائد التاريخي أبوّة غمرت حياته، ودفّقت في باطنه التزامًا بقضية لبنان والحق والحرية. فعاش الأمانة لشخص العماد عون ولنهجه ولرسالته الوطنية.
ولج عالم الصحافة والإعلام من بوابته العالمية، حيث عمل لأكثر من عقد، في وكالة رويترز الدولية، مدير مبيعات في ثلاثة عشر بلدًا شرق أوسطيًا. أما تجربته في الإعلام العربي فقد توّجها مديرًا في منطقة أبو ظبي الإعلامية بين العامين 2008 و2010.
إعتمدته وزارة الإتصالات، في لبنان، بين السنتين 2011 و2014، مستشارًا تستأنس بآرائه ورؤيته في هذا القطاع. كما تولى التنسيق مع البنك الدولي لمشاريع وبرامج عدّة. كذلك اختير مستشارًا في التعليم العالي لمنظمات غير حكومية تنشط بين لبنان وأوروبا.
أكاديميًا، تولى مسؤولية الإنماء في جامعة LAU بين ٢٠١٠ و٢٠١٥، وعمل كمدير تنفيذي للجامعة الأميركية في بلغاريا بين ٢٠١٥ و ٢٠١٧، حيث حمل معه الخبرة والمعرفة وروح العصر إلى تلك البلاد الأوروبية، مشكلاً فريق عمل من اثني عشر فردًا، تولى قيادتهم بمثالية ومناقبية وديناميكية عكست تلك المقدرة الإدارية التي يتحلى بها والثقافة الواسعة التي يمتلكها. وقد تجلى تميّزه ليس فقط بتلك النجاحات التي حققتها الجامعة على يديه، بل بتلك الفترة الزمنية القصيرة نسبيًا التي احتاجها، إن لإتقانه اللغة البلغارية أو لإطلاقه المؤسسة الجامعية. فاستحق بهذا العمل الإعجازي الجنسية البلغارية تكريمًا له واعتزازًا بعطاءاته.
دُعي في العام 2011، للتحدث في جامعة هارفرد، وهو ضيف دائم في وسائل الإعلام والمؤتمرات العالمية.
في مرحلة دقيقة ومحورية من تاريخ لبنان المعاصر، تعبق بالتجاذبات السياسية، إختار رامي المجذوب التربية والتعليم قطاعين يعيش في ظلهما قناعاته الوطنية.
آمن بالعلم والثقافة والفكر الحر والديمقراطية ثوابت أساسية تَبْقَى وتُبْقي معها المجتمع على حيويته ونموه وازدهاره، أما الإهتمامات الأخرى فهامشية في حياة الأوطان، لا بل قد تؤسس لبركان قادر أن يفجر كل الوطن.
إلى ذلك، هو ناشط اجتماعي، مؤسس لجمعيات عدّة، لا سيما الغرفة الفتية للشباب - لبنان JCI العام ٢٠٠٦، أكبر تجمع للقياديين الشباب في العالم، وقد عين نائب رئيس للمنظمة، عالميًا، العام ٢٠٠٨-٢٠١١، وكان بذلك أول عربي يتولى هذا المركز على مستوى القارة الأوروبية.
شارك بفاعلية في نهضة المجتمع اللبناني من خلال تفعيل دور شبابه. في هذا الإطار يأتي انتسابه المبكر إلى الأندية الروتارية وتحوّله إلى ركن من أركانها، منذ مشاركته في تأسيس نادي روتاري بيروت سيدرز وترؤسه له في العامين 2012 و2013، ليضفي على نشاطه بعدًا تنمويًا ذا أصداء دولية، حيث تميّز عهده بالدعوة إلى إرساء السلام من خلال الشبيبة.
إلى جانب نشاطه في عالم الإعلام والإتصالات، له اليد البيضاء في الشأن الاجتماعي والتربوي والثقافي، واكب المجتمع اللبناني في حركة وطنية شاملة، دفعت بكبار المسؤولين الوطنيين إلى اختياره لعضوية مجلس إدارة كازينو لبنان منذ العام 2017.
رامي المجذوب وجه لبناني ريادي، سجّل حضورًا لافتًا في العديد من المؤتمرات العالمية، مواكبًا مجمل التحولات على الساحة الدولية، ومكتنزًا المعرفة السياسية والثقافية والعلمية التي أغنت رؤيته الإنسانية وعمّقت خبرته.
سنة بعد سنة تكونت لديه رؤية وطنية زاوجت بين بناء وطن عادل ومنفتح وقابل للحياة رغم اشتداد العواصف التي تهب من حوله، ومغمور بولاء كل أبنائه على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية.
مسيرته جمعت بين النضال من أجل مستقبل مزدهر ووطن متماسك ومجتمع راق وانسان مطمئن، وبين اجتهادات شخصية ومثابرة على بذل الجهود الكبيرة في سبيل نجاحات على المستوى الشخصي والعائلي.
آمن بالاصلاح وعمل من أجل تفعيل النهضة وترسيخ السلم الاهلي ومواكبة التحولات الدولية والاقليمية والداخلية بايجابية وموضوعية.
انطلق في مسيرته المليئة بالمبادرات الوطنية والمجتمعية مدفوعًا من قناعات استمدت جوهرها من القراءة المتزنة للواقع الانساني عمومًا وهو يدخل القرن الحادي والعشرين مثقلاً بكل أنواع التناقضات والاضطرابات والأعباء.
مع تحصنه بالعلم وتملكه الثقافة المعاصرة، تمسّك بالقيم والمبادئ والتقاليد الأصيلة. ومع تعاطيه بموضوعية مع المسألة اللبنانية وتداعيات الحرب على الكيان اللبناني، تبنّى المنهجية المقاومة لظواهر الاستسلام والانهزام والاحباط.
قاوم من موقعه وبما يمتلكه من طاقات وخبرة.
كانت لمساهماته، الترجمة الحقيقية لحسّه الوطني واندفاعه القومي.
رامي المجذوب سياسي بعقلانية، يتحلى بانفتاح على مختلف التيارات التي تؤثر في فكر أبناء لبنان عمومًا، ويتعاطى بواقعية مع إدارة شؤون المجتمع، وهو في طروحاته سعى بادئ ذي بدء في سبيل المحافظة على الثروة الوطنية وتطوير الإمكانات المتوفرة.
تتصف سيرته بالاعتدال والاتزان والصدق، وتتوج الحكمة خياراته الوطنية وتبرز فيها روحُ الانفتاح على العصر وعلى إنسانه، بكل هواجسه وتطلعاته وأفكاره.
(إعداد: أنطوان فضّول)