غسّان ضو

رئيس الاتحاد التقني لصناديق التعاضد الصحية في لبنان.
تمثل الحركة التعاضدية في العالم جزءًا هامًا من نشاط الدول والمجتمعات لاسيما في المجال الصحي. وتحتل هذه الحركة في الدول المتقدمة مركزًا طليعيًا كونها تشكل جزءًا مكملاً للصناديق الوطنية.
في المبدأ، يجب أن يحتل التعاضد في حياة البشر مركزًا أوليًا، لأنه يهدف إلى خدمة الإنسان وتأمين حقوقه وتحسين مستوى عيشه ويترجم فلسفة قوامها الأخوة والتضامن والتعاضد لمواجهة عثرات الزمن وصعوبات الحياة اليومية والمخاطر المحدقة وتأمين ما تعجز الدولة عن القيام به. اما في لبنان فلا تزال هذه الثقافة في بداية الطريق. ويأتي نشاط الأستاذ غسان ضو ليعيد خلط الأوراق على هذا المستوى ويعزز هذا المفهوم في الرؤية الوطنية وفي فكر المواطن اللبناني ويضعه في سلم أولوياته.
لقد تمكن من توحيد مئة صندوق تعاضدي في لبنان في إطار اتحاد صناديق التعاضد الصحية، وأمن ما يزيد عن 95 مليار ليرة لبنانية بدل استشفاءات صحية سنويًا، مؤسسًا لتجربة عميقة في العمل التعاضدي على مستوى الصحة.
إستنادًا إلى دراسة الخريطة الاستشفائية في لبنان، يتبين أن هناك مليونًا و300 ألف شخص يغطيهم الضمان الاجتماعي وهم يشكلون 32 %، كما أن هناك ما يوازي 700 ألف مواطن أي 18% منضوون في السلك العسكري وتعاونية الموظفين.
أما شركات التأمين فتغطي ما بين 480 و500 ألف شخص أي ما يوازي 14 %.
في حين ان تغطية صناديق التعاضد تشمل 240000 مواطن أي ما يوازي 6 إلى 7 % من سكان لبنان. وبذلك يبقى مكشوفًا تجاه الأخطار الصحية مليون و400000 مواطن.
هذا في عدد المؤمَّنين صحيًا واستشفائيًا وفي نسبهم، أما في ما يتعلق بالفاتورة الاستشفائية فإن الضمان الصحي لا يدفع أكثر من 90% من قيمتها ولا يلتزم بالأسعار التي تفرضها المستشفيات، بل يعتمد تعرفة خاصة.
من هنا يأتي دور صناديق التعاضد لتكمّل عمل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتسد الحاجات الصحية على مستوى الوطن التي تتراكم سنة بعد سنة بفعل غياب سياسات واضحة تجاه تأمين صحي شامل وعادل، فتبادر إلى تسديد الباقي المتوجب على المضمون بموجب اشتراك شهري.
علمًا أن خدمات الصناديق لا تنحصر في الموضع الاستشفائي، فهي تساعد المشتركين اجتماعيًا أيضًا، من خلال تقديمات ومساعدات مدرسية وتسهيلات للزواج ... ألخ. تبلغ نسبة إنفاق المواطن اللبناني على الصحة قياسًا إلى دخله حدًا يبلغ العشرة في المئة وهي نسبة عالية.
إن نصف الشعب اللبناني غير مضمون وتتكفل بتغطية أكلاف مخاطره الصحية وزارة الصحة.
إن التعاضد البشري ضمانة وله بعد إنساني ووجداني وهو يعزز الاقتصاد الاجتماعي التعاضدي لما فيه من أهمية اجتماعية واقتصادية.
صناديق التعاضد متممة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وهي ضامن وشريك أساسي في هذا المجال. هي مؤسسات اهلية مدنية لا تتوخى الربح وتجسد تعاضد الشعب وتخفف من أعباء الخزينة ومن تفاقم الأخطار وتلبي حاجات المستشفيات.
في لبنان ستة واربعون صندوقًا تغطي كلفة استشفاء 241000 مواطن منتسب إليها، ويبلغ حجم عملها حد الـ 120 مليار ليرة لبنانية.
ينشط غسان ضو، رئيس اتحاد رئيس الاتحاد التقني لصناديق التعاضد الصحية في لبنان، في سبيل أن يعرف كل مواطن أن انتسابه إلى صندوق تعاضدي يحميه ويحمي عائلته.
يسعى إلى تعميم ثقافة التعاضد، تلك الثقافة النابعة من قيم التضامن والتكافل الاجتماعي مناديًا بشعار: "أيها المواطن ما لا يمكن مواجهته وحيدًا، تستطيع بسهولة أن تواجهه مع الجماعة".
هو ثلث الشعب اللبناني مكشوف أمام المرض. القلق يسيطر عليه في حال احتياجه الدخول للمستشفيات.
لقد وجد صيغة تحد من هذا القلق من خلال تأسيس صناديق تعاضد تعفيها الدولة من الرسوم والضرائب وترخص لها مديرية التعاونيات في وزارة الزراعة.
هي خطوة على طريق مجتمع يشمل برعايته وحمايته الاستشفائية والصحية جميع المواطنين، أسوة بسائر الدول التي تحترم حق الإنسان.
إن صناديق التعاضد منتشرة في مختلف أرجاء الوطن باتت تغطي أكثر من مئتي ألف مواطن تسدد عنهم للمستشفيات ولمقدمي الخدمات أكثر من 95 مليار ليرة لبنانية سنويًا.
تعتمد صناديق التعاضد الصحية من قبل المواطنين مقابل اشتراكات مدروسة لا تتوخى الربح يمكن ان تحميهم في حال حاجتهم لأي عمل استشفائي.
نجح غسان ضو في إقامة تعاون بين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي واتحاد صناديق التعاضد في لبنان.
في ظل ظروف اقتصادية خانقة وعجز الدولة عن تحقيق شمولية الضمان الاجتماعي ولدت فكرة الصناديق التعاضدية.
وفي وثبة طموحة نحو تغطية كل الشعب اللبناني في إطار نظام صحي استشفائي كامل، ينشط غسان ضو.
فهو يرنو إلى تحقيق هدف إنساني اجتماعي تفتقر إليه الغالبية العظمى من اللبنانيين.
هاجسه كيفية تحقيق التغطية الاستشفائية الشاملة لجميع اللبنانيين حيث أن الشريحة الأكبر للشعب اللبناني لا تغطية صحية لهم.
وطموحه ان يشمل نظام الرعاية الصحية الكامل كل اللبنانيين.
لقد مضى عشرون عامًا على تأسيس صناديق التعاضد الصحية واتحاد هذه الصناديق.
يومًا بعد يوم يترسخ الفكر التعاضدي الذي يحمل لواءه الأستاذ غسان ضو وينتشر في صفوف اللبنانيين الباحثين عن غطاء استشفائي بأفضل الأسعار وأكثرها مجاراة لاوضاعهم الاجتماعية.
(بقلم: أنطوان فضّول)