فَيات دبُّوسي
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى السيّدة فيات نجّار دبّوسي
حاكمة سابقة في جمعية أندية الليونز الدولية.
متأهلة من رجل الأعمال توفيق دبّوسي ولهما أربعة أولاد: ياسر وهدى وساره وسابين.
ولدت في سيدني في أوستراليا، حيث تلقّت أولى دراستها الابتدائية قبل أن تنتقل إلى لبنان وتكملها في الإنترناشيونال كولدج.
أما تخصصها الجامعي فقد أنجزته في الجامعة الأميركية حائزة الدكتوراه في الصيدلة.
أسست بعدها صيدلية نجّار في طرابلس – المنلا وانضمت إلى نقابة صيادلة لبنان، إضافة إلى عضويتها في مجلس إدارة مجموعة شركات دبّوسي هولدينغ، وترؤسها مكتب إدارة شؤون الموظفين.
تشرّبت روح الليونزية منذ طفولتها، إذ نشأت في منزل جدّها الليونزي قيصر نجّار حيث تأسس نادي ليونز الكورة في بشمزين في السنة 1962.
وبعد عقود ثلاثة، صارت الليونزية جزءًا لا يتجزّأ من نشاطها اليومي.
لثلاثين عامًا نشطت في الحركة الليونزية ولا تزال.
أسندت إليها مهمات، وتقدّمت بمبادرات، وتدرّجت في المسؤوليات.
إنتسبت إلى نادي ليونز الكورة في السنة 1990 وانتخبت رئيسة للنادي للسنة 2001 – 2002.
على مستوى الحاكمية، ترأست لجنة الصم والبكم خلال حاكمية الليون د. ناجي رياشي، ولجنة المؤتمر الدولي خلال حاكمية الليون ميشال قليموس. كما ترأست القطاع الثاني في الشمال خلال حاكمية الليون د. عماد عسيران.
انتخبت حاكمة للمنطقة 351 لبنان والأردن والعراق للسنة الليونزية 2006 – 2007.
فكانت بذلك، السيدة الأولى المنتخبة لهذا الموقع منذ فجر تأسيس الليونزية في هذه المنطقة.
زخرت حاكميتها بالأنشطة الإنسانية والوطنية والبيئية والصحية.
وبعد مرحلة حاكميتها، أسندت إليها رئاسة مؤتمر حوض البحر المتوسط الذي ألغي بسبب الظروف الأمنية.
كما عُيّنت رئيسة لجنة LCIF ورئيسة لجنة العضوية ومنسّقة MERL GROUP لمدّة ثلاث سنوات 2008 – 2011.
إلى جانب انتخابها رئيسة لمجلس أمناء هيئة مطاعم الخير.
وفي كانون الثاني 2011، ترأست مؤتمر الهند – جنوب آسيا – إفريقيا والشرق الأوسط في بيروت، بحضور حوالي 1500 مشارك من البلدان المعنية وعددها 55 دولة.
رغم تزامن حاكميتها مع العدوان الذي وقع على لبنان، إلا أنّ عهدها زخر بالإنجازات الليونزية الرائدة.
فإلى تفعيل خطة التطوير الإداري والمعلوماتية، أنتجت عددًا من الأفلام الوثائقية.
كما أنشأت لجنة طوارئ لمواجهة تداعيات الحرب، ولدت بنتيجتها فكرة مطاعم الخير الليونزي الذي باشر بتقديم وجبات غذائية للنازحين.
لا يزال هذا النشاط مستمرًا إلى اليوم بدعم مالي من اندية النروج والسويد حيث أن ثمة مطعمًا ثابتًا في منطقة بعبدا لا يزال يؤمن الوجبات الساخنة إلى المراكز الاجتماعية ودور الأيتام والعجزة طيلة رمضان المبارك وعشيّة الميلاد المجيد كما وعلى مدار السنة.
انضم إلى صفوف الحركة الليونزية في عهدها حوالي مئة زميل جدد، كما انضم العراق إلى المنطقة 351 لبنان والأردن، بعدما تأسس أول ناد فيه.
دوليًا، احتفلت في 10 آذار 2007 بمناسبة يوم الليونز في الامم المتحدة، كما استقبلت الرئيس الدولي 2006 – 2007 الليون جيمي روس المنطقة 351 لمدة خمسة أيام.
وشاركت على رأس وفد ليونزي رسمي من المنطقة، في فوروم التضامن لحوض البحر المتوسط المنعقد في فرنسا (حيث تقرر عقد المؤتمر القادم في بيروت برئاستها)، وفي فوروم ISAAME المنعقد في الهند، وفي مؤتمر المنطقة في المغرب.
كما حلت ضيفة على مؤتمر المنطقة 104 النروج وكانت المتكلمة الرسمية فيه.
أثمرت أنشطة اللجان في عهدها مبادرات لامست مختلف الميادين لاسيما الصحة حيث انطلق العمل بالمركز الطبي الليونزي النقال ونظّمت 37 حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وقدمت أدوية إلى كاريتاس على دفعتين بالإضافة إلى تأمين الفحوصات المتنوعة وتوزيع النظارات الطبية وإعادة تأهيلها وإجراء عشرات العمليات الجراحية، إلى جانب مكافحة التدخين في الأماكن العامة ومرض السكري ومشاكل النظر والسمع والنطق.
كذلك نشط في عهدها برنامج وهب الأعضاء.
وتلقت دور الايتام والعجزة والمستوصفات كل الدعم.
وفي موازاة ذلك قدّمت المنح المدرسية لعشرات الطلاب، وأولت المعوّقين كل الاهتمام ودعمت المرأة والطفل وناهضت كل ظواهر التعدي على حقوقهما.
أما في مجال الرياضة، فقد شارك في عهدها 450 عدّاء في ماراتون بيروت وهي أكبر مشاركة ليونزية حتى اليوم منذ انطلاق فكرة الماراتون.
الدكتورة فيات دبّوسي، نسيج وحدها.
استطاعت أن تكوّن لها شخصية اجتماعية مميزة، في ميادين الخدمة الإنسانية والحضور الوطني.
في ظلامية الزمن العصيب بدت كنجمة مضيئة تزرع حولها النور الدافئ، كإشراقة في دنيا الإحباط والخوف والوحشة.
غالبية نشاطات اندية الليونز خلال السنوات العشر الماضية اقترنت بالحاكمة السابقة الدكتورة فيات دبّوسي.
لقد واكبت كل مفصل في الحركة الليونزية داخل المجتمع اللبناني كانت هادفة إلى إعادة الحياة إلى المجتمع اللبناني.
تبنت دبّوسي نهج النهضة والإشعاع الفكري والحضاري وشجعت الثقافة وخصصت الكثير من الجهود في سبيل مكافحة تداعيات الحرب، لاسيما في ما يتعلق بكارثة التهجير من جهة وتردي الوضعين الاقتصادي والصحي من جهة ثانية.
في الواقع، امتلكت دبّوسي ثقة كل من عرفها، واللافت في مبادراتها انها لم تفرق يومًا بين مواطن وآخر إستنادًا إلى دينه او مذهبه أو انتمائه الجغرافي.
(بقلم: أنطوان فضّول)