الديسلكسيا ليست عائقًا. بل طريقة أخرى للتألق!
بقلم السيدة رولا العريف فضّول، مستشارة المنتدى الرقمي اللبناني في شؤون الأسرة.
الديسلكسيا (Dyslexia) هي اضطراب في تعلم اللغة يؤثر بشكل رئيسي على القراءة، التهجئة، والكتابة، مع أن الطفل يتمتع غالبًا بذكاء طبيعي أو فوق المتوسط.
لا ترتبط الديسلكسيا بضعف في الحواس أو الكسل، بل بكيفية معالجة الدماغ للمعلومات المكتوبة.
يبدأ الشك بوجود ديسلكسيا عادةً في سن 6 إلى 9 سنوات، أي عند دخول المدرسة وظهور صعوبات واضحة في القراءة أو الكتابة.
يتم التشخيص على يد:
أخصائي نفسي تربوي.
معالج نطق ولغة.
أخصائي صعوبات تعلم.
طبيب أعصاب أطفال (عند الحاجة).
يتم التقييم من خلال اختبارات خاصة تقيس القراءة، التهجئة، الذاكرة السمعية والبصرية، والفهم.
التعليم التقليدي لا يُلائم احتياجات الطفل الديسلكسي، بل قد يزيد من إحباطه.
هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى مناهج مرنة وطرق تدريس متعددة الحواس تساعدهم على التعلم بطريقة تناسب نمطهم الذهني.
التكنولوجيا والشرح المسجّل مفيدان جدًا:.
الكمبيوتر يساعد الطفل في:.
تجنب الإحباط الناتج عن الكتابة اليدوية.
استخدام التصحيح التلقائي والإملاء الصوتي.
تنظيم الأفكار بشكل أسهل.
الاستقلالية في الكتابة والبحث.
الشرح المسجّل يفيد لأنه:.
يسمح بإعادة الاستماع للدرس أكثر من مرة.
يقلل من التوتر في الصف.
يعزز الفهم من خلال الدمج بين الصوت والصورة.
يمكّن الأهل من متابعة الشرح مع الطفل.
أبرز التوصيات لمساعدة الطفل الديسلكسي:.
في المدرسة:.
توفير وقت إضافي في الامتحانات.
استخدام وسائل بصرية وسمعية أثناء الشرح.
السماح باستخدام الكمبيوتر في الكتابة.
التركيز على فهم المحتوى وليس فقط الإملاء.
استخدام أسلوب الشرح المسجّل والمكرر.
المعلمين:.
التعامل مع الطفل بصبر وتفهّم.
تجنب الإحراج أو المقارنة بالآخرين.
تقديم فرص تقييم متنوعة: شفهية، عملية، مرئية.
دعم الطفل نفسيًا وتشجيعه باستمرار.
الأسرة:.
القراءة اليومية للطفل بصوت عالٍ.
تنظيم روتين دراسة مريح في البيت.
الاحتفاء بالجهد المبذول لا النتيجة فقط.
استخدام تطبيقات تعليمية ممتعة وبصرية.
التواصل المستمر مع المدرسة والمتخصصين.
ليس كل طفل ديسلكسي عبقري، لكن معظمهم يمتلك ذكاءً طبيعيًا أو مرتفعًا.
المشكلة ليست في قدراتهم العقلية، بل في الطريقة التي يتعلمون بها.
إذا تم دعمهم بشكل صحيح، فهم قادرون على التفوق في مجالات عديدة.
الكثير من الأطفال الديسلكسيين يتمتعون بـ:.
إبداع عالي.
تفكير بصري قوي.
مهارات متميزة في التصميم، الفنون أو البرمجة.
قدرة على حل المشكلات بطرق غير تقليدية.
الديسلكسيا ليست مرضًا، بل طريقة مختلفة للتعلم.
بالفهم، التشخيص المبكر، والدعم المناسب، يمكن للطفل الديسلكسي أن لا ينجح فقط، بل أن يتألق، ويبدع، ويحقق مستقبلًا مشرقًا.