روك - أنطوان مهنّا

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى العميد البروفسور روك-أنطوان مهنّا
كثيرة هي العناوين التي تلتصق باسم العميد البروفسور روك-أنطوان مهنّا، من عميد كلّية إدارة الأعمال والإقتصاد في جامعة الحكمة، ورئيس الرابطة العالمية للإقتصاد في لبنان، وأستاذ مادّة الإدارة الاستراتيجية والإقتصاد الدولي في جامعة بوردو في فرنسا، وخبير في الشؤون الاقتصادية والاستراتيجية، وعميد في جامعة حمدان الذكيّة (جامعة وليّ عهد دبيّ). مواقع عرف كيف يشغلها ويضيء من خلالها حضورًا وألمعية ونجاحًا.
تَحوُّلُ لبنان إلى واحة استقرار مالي في محيط مضطرب ترك أعمق الأثر في قناعات روك أنطوان مهنّا وفكره، وهو شاب يتحضّر لطي مرحلة التحصيل الجامعي ويستعد لولوج المستقبل.
لم يجد أفضل من عالم الاقتصاد والمال يتخصص فيه ويبني عليه مداميك مستقبله المهني، إذ رأى فيه القطاع الأكثر ضمانًا له وثباتًا في لبنان.
بعد مرحلة مشبعة بالدراسة الجامعية المعمّقة، حصد جنى وفيرًا في الإجازات والكفاءات والدكتوراه والأستاذية والأهليات العليا.
حاز الدكتوراه في الاقتصاد والإدارة الاستراتيجية ودبلوم الدراسات العليا في إدارة الأعمال والعلوم المالية من الولايات المتّحدة الأميركية.
استغل وجوده في قلب العالمين الأوروبي والاميركي ليغرف من ثقافات ومعارف يحملها إلى لبنان تسمح له بتحقيق ذاته على كافة الأصعدة وتخدم وطنه.
تزامن وجوده في عالم الاغتراب مع بدء التحولات الدولية الكبرى التي ظهرت في العقود الأخيرة من القرن العشرين، الامر الذي ساعده في استشراف التطورات الاقتصادية والسياسية والعلمية التي يتهيأ العالم للغوص فيها.
عمل العميد مهنّا كمستشار لعددٍ من المؤسسات العالمية والمنظّمات الدولية، مثل البنك الدولي في واشنطن، ومنظّمة التجارة العالمية في سويسرا، ومنظّمة الأمم المتّحدة للتجارة والتنمية في سويسرا، إلخ...
ساهم في تأسيس شركات عدّة، نجحت في قطاعات العقارات والتجزئة والضيافة والإستشارات وعمل على تطويرها. وهو يشغل حاليًا مركز مستشار وعضو مجلس إدارة لعدد من المؤسسات في القطاعين العام والخاص في الإمارات العربية المتّحدة ودول الخليج. تخطّت شهرته الحدود اللبنانية لتلامس الآفاق العالمية. فإلى مشاركته الفاعلة في مؤتمرات دولية تمحورت حول الإقتصاد المعاصر، سار اسمه بمحاذاة كبار الاستراتيجيين العالميين.
هو أشبه بحالة تراكمية من المعرفة والخبرة والمقدرة. ترك أثرًا بيّنًا في عصرنة الفكر الإقتصادي اللبناني وتفعيله بما ينسجم ومستلزمات التطور السريع الذي عاشه المجتمع اللبناني طوال مرحلة الحرب.
أكاديميًا، عمل كأستاذ جامعي وشغل مراكز إدارية عدّة في عددٍ من الجامعات الكبرى في الولايات المتّحدة الأميركية، بالإضافة إلى تبوّئه مناصب إدارية وأكاديمية في عدد من الجامعات في فرنسا ولبنان.
كما أسندت إليه عمادة كلّية إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعة الحكمة.
في السنة ا٢٠٢، عُيّن البروفسور مهنّا عميدًا في جامعة حمدان الذكيّة (جامعة وليّ عهد دبيّ) ورئيس مركز روّاد الأعمال حيث قام بتخطيط استراتيجية جديدة وتنفيذها مع إطلاق عدد من برامج الدراسات العليا في الذكاء الإصطناعي والإقتصاد الرقمي والهندسة الماليّة، مما أدّى إلى تبوّء الجامعة المراكز الأولى في الإمارات العربيّة المتّحدة خلال ثلاث سنوات من تسلّمه العمادة. لم يقتصر عمله الأكاديمي على التدريس فحسب بل تعدّاها إلى تحديث المناهج التعليمية الجامعية وتطويرها. في جعبته أبحاث ودراسات وتقارير وإحصاءات ووثائق. وهو بعمله البحثي ركن من أركان النهوض الجامعي ساهم بغزارة أفكاره وسعة اطلاعه وخبرته في تطوير مناهج التدريس وتطعيم البرامج الأكاديمية بروح العصر ومفاهيم البحث العلمي الحديث.
طوال أربعة عقود، واكب التطورات التي عرفها الاقتصاد اللبناني، فتولّدت لديه رؤية إصلاحية شاملة وعصرية. في السنة ٧ا٢٠، كان أول من حذّر من انهيار مالي ومصرفي واقتصادي وشيك بُعيد إقرار سلسلة الرتب والرواتب وقبل أن تشهد البلاد الإنهيار الشامل بعد سنتين.
استشاراته وأبحاثه وتعاليمه تتمحور حول مواضيع عدّة في الاقتصاد والادارة الاستراتيجية.
له مؤلّفات عدّة منها عشرة كتب، بعضٌ منها مُعتمد في مناهج الدراسات العليا في عددٍ من الجامعات الأميركية والفرنسية واللبنانية، بالإضافة إلى حوالي سبعين بحثاً ومقالاً علميًّا قد نُشرت في مجلات اكاديمية عالميّة محكّمة، وإلى عدد كبير من المقالات والمنشورات قد تم نشرها في مؤتمرات علميّة وصحف يوميّة ومجلاّت عربيّة وأجنبيّة.
لقد حاز عددًا كبيرًا من الجوائز العالميّة ومن ضمنها جائزة "أفضل باحث في الاقتصاد والادارة في الشرق الأوسط" العام 2007، وجائزة "الريادة الآسيوية" العام 2014-2013.
كما انتُخِب رئيساً للرابطة العالمية للاقتصاد في لبنان والتي تضمّ عدداً كبيراً من الدول ومركزها الرئيس في الولايات المتّحدة الأميركية. إن هذه الرابطة تضمّ أكثر من 15,000 عضواً من حول العالم (خبراء إقتصاديين، مدراء عامّين، باحثين، أكاديميين، مصرفيين، وأصحاب شركات)، منهم حوالي 200 منتسب من لبنان.
الحديث عن النشاط الاقتصادي والأكاديمي في لبنان زمن الحرب، كما النشاط الإنساني والاجتماعي في مرحلة ما بعدها، يخفي الكثير من الصعوبات والمشقّات وحتى البطولات...
إن الثبات في هذين المحورين هو أكثر من حقيقة مقاومة، هو نوع من الإعجاز، خاصة عندما يكون الناشط طليعيًا وصاحبه يقف في الصفوف الأمامية.
هنا تكمن أهمية ما قام به العميد روك – أنطوان مهنّى على امتداد نصف قرن من الزمن.
فهو لم يكن حياديًا تجاه ما مر به لبنان، وفي الوقت عينه لم يلوّث يديه برواسب سياسية وعنصرية ... لقد نزّه شخصه الرائد، وحصّن حضوره الوطني، ونقّى رؤيته الإنسانية، فجاء نشاطه رياديًا، إصلاحيًا، إنقاذيًا، مدوّيًا، رغم هالة الصمت التي غلّفته.

لائحة ببعض المؤلفات والمنشورات العلميّة
كتب
- "الفساد في لبنان"، 2015، منشورات جامعة الحكمة، (مشترك مع د. جان بولس).
- "الإصلاح الاقتصادي في لبنان وتأثيره على القطاعات الانتاجية" (قيد الطبع) منشورات الرابطة العالمية للاقتصاد، الولايات المتحدة الأميركية. (إنكليزي وفرنسي).
- "أخلاقيّات المهن والأعمال في الإدارة والمال" ، 2014، منشورات جامعة الحكمة، (مشترك مع المونسنيور كميل مبارك، د. جان بولس و د. كميل حبيب).
- أخلاقيّات الأعمال في الادارة والمال"، 2013، منشورات جامعة الحكمة، (مشترك مع الأب كميل مبارك، د. جان بولس ود. كميل حبيب).
- "سياسات اقتصادية وماليّة أميركيّة - II"، 2012، منشورات جامعة الحكمة.(إنكليزي).
- "استراتيجيات اقتصادية وتجارية للأسواق النامية"، 2012، منشورات جامعة الحكمة.(إنكليزي).
- "سياسات اقتصادية وماليّة أميركيّة - I"، 2009، منشورات إنستابوك – USA. (إنكليزي).
- "النمو والاستقرار: كيف نزيد ثروات الشعوب؟"، 2007، منشورات جامعة سيدة اللويزة. (إنكليزي).
- "المال والتجارة والتنمية في الشرق الأوسط"، 2004، منشورات الشرق الأوسط الحقوقية.(إنكليزي).
- "الانفتاح والانصهار والنمو الاقتصادي"، 2003، منشورات شووكوش – داكا. (إنكليزي وعربي)، (مشترك مع د. محمد كبير حسّان).
بالإضافة إلى عدد كبير من الأبحاث والمقالات قد تم نشرها في مؤتمرات علميّة وصحف يوميّة ومجلات عربّية وأجنبيّة.
(إعداد: أنطوان فضّول)