حماية المراهقين من الاعتداءات الجنسية: نصائح للأهل للوقاية والدعم
بقلم السيدة رولا العريف فضّول، مستشارة المنتدى الرقمي اللبناني في شؤون الأسرة وسلامة العائلة
حماية الأطفال والمراهقين من الاعتداءات الجنسية، سواء في الواقع أو عبر الإنترنت، تحتاج إلى وعي وتواصل مستمر. إليك بعض النصائح للأهل:
1. تعزيز الثقة والتواصل
اجعل طفلك يشعر بالأمان في الحديث معك دون خوف من العقاب. علّمه أن جسده ملك له، ولا يحق لأحد لمسه بطريقة غير مريحة.
مثال عملي: يمكن أن تقول لطفلك: "إذا شعرت بعدم الارتياح بسبب تصرف أي شخص، سواء كان قريبًا أو غريبًا، فأنا هنا دائمًا لأستمع إليك وأساعدك."
2. التوعية الجنسية المناسبة للعمر
استخدم لغة بسيطة لشرح الحدود الجسدية والفرق بين اللمسة الجيدة والسيئة، وعلّمه قول "لا" لأي تصرف غير مريح.
مثال عملي: عند قراءة قصة أو مشاهدة فيلم مع ابنك المراهق، ناقش معه المشاهد التي تتعلق بالموافقة والحدود الشخصية، واسأله عن رأيه لتعزيز وعيه.
3. مراقبة النشاط الإلكتروني
علّم طفلك عن مخاطر الإنترنت، وراقب تطبيقاته وحساباته دون انتهاك خصوصيته. استخدم برامج الحماية عند الضرورة.
مثال عملي: بدلًا من فرض حظر على مواقع معينة، ناقش معه مخاطر مشاركة الصور والمعلومات الشخصية، وعلّمه كيف يبلغ عن أي سلوك مشبوه.
4. تعليم مفهوم "الأسرار الجيدة والسيئة"
وضّح أن بعض الأسرار لا يجب أن تبقى سرًا، خاصة إذا جعلته يشعر بالخوف أو الحرج.
مثال عملي: استخدم سيناريوهات تمثيلية مثل: "ماذا لو طلب منك شخص الاحتفاظ بسر يجعلك غير مرتاح؟ كيف تتصرف؟"
5. تعزيز الثقة بالنفس والمواجهة
المراهق الواثق بنفسه أقل عرضة للاستغلال. شجّعه على التعبير عن رأيه والدفاع عن نفسه.
مثال عملي: علّمه استخدام عبارات مثل: "توقف! هذا غير مقبول!"، ودرّبه على الابتعاد عن المواقف التي تجعله غير مرتاح.
6. متابعة أي تغييرات سلوكية
الانطواء، الخوف المفرط، التغيرات في النوم أو الشهية قد تكون علامات على تعرض الطفل لموقف غير مريح.
مثال عملي: إذا لاحظت تغيرات مفاجئة في سلوك ابنك، لا تتجاهلها. بدلاً من سؤاله مباشرة "ماذا حدث؟"، جرب فتح حوار غير مباشر مثل: "لاحظت أنك مختلف هذه الفترة، هل هناك شيء يزعجك؟"
أما بالنسبة للدعم النفسي للضحايا:
1. عدم اللوم أو التشكيك
مهما حدث، لا تلوم الضحية أو تسألها "لماذا لم تهرب؟" بل قدّم لها الدعم الكامل.
مثال عملي: إذا أخبرك ابنك أنه تعرض لموقف سيئ، تجنّب ردود مثل "لماذا لم تتكلم من قبل؟"، وبدلًا من ذلك، قل: "أنا فخور بشجاعتك في إخباري، وأنا هنا لحمايتك."
2. طلب المساعدة المتخصصة
العلاج النفسي ضروري لمساعدة الضحية على تجاوز الصدمة ومنع آثارها طويلة المدى.
3. توفير بيئة آمنة
اجعل المراهق يشعر بأنه محمي ومحبوب من دون ضغط أو إجباره على الحديث قبل أن يكون مستعدًا.
4. تثقيف الضحية عن مشاعرها
ساعده على فهم أن الخوف، الغضب، أو الشعور بالذنب أمر طبيعي، لكنه ليس مسؤولًا عما حدث.
5. تعزيز التعافي دون استعجال
شجع الضحية على العودة لحياتها الطبيعية تدريجيًا، دون إجبارها على نسيان الأمر بسرعة.
خاتمة
حماية الأطفال والمراهقين من الاعتداءات الجنسية تبدأ بالتوعية والوقاية، لكن الأهم هو أن يشعروا بأن لديهم دعمًا قويًا من أهلهم. الحوار المفتوح والوعي بالمخاطر، سواء في الواقع أو عبر الإنترنت، هو المفتاح لجعلهم أكثر أمانًا.