شوقي صليبا
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى البروفسور شوقي صليبا.
المدير السابق لكلية العلوم – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، والمدير الحالي لجامعة AUL.
مواليد 1960.
متأهل من داينا عضيمي ولهما ولدان: جوليان وغايل.
توزّعت دراسته الجامعية بين لبنان وفرنسا، حائزًا في 1983، الماجستير في الكيمياء من الجامعة اللبنانية، كلية العلوم الثانية، والدكتوراه في الكيمياء ثم الدراسات العليا في الكيمياء التحليلية - الكيمياء الحيوية، من جامعة كلود برنار في ليون، فرنسا.
دراسة معمقة وسّعت من آفاق فكره ومعارفه في كل ما يتصل بالكيمياء، غورًا في كل المجالات ذات الصلة، وصولاً إلى البتروكيميا.
هذه الثقافة المعمقة، ترجمها لاحقًا في فيض من كتابات ودراسات وأبحاث ومقالات نشرتها المجلات العلمية ليس فقط على مستوى المكتبة اللبنانية بل العالمية أيضًا.
وإذا بالمحاضرات التي ألقاها تبرز عمق ثقافته ومستوى خبرته، رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبيًا التي أعقبت تخصصه الجامعي والتي زاول فيها نشاطه المهني والأكاديمي.
فور إنجازه دراسته الجامعية بنجاح وتخرّجه بامتياز عال، باشر نشاطه العملي المتشعب الاتجاهات والمتنوع المفاصل والمتقاطَع مع الكثير من النشاطات الهادفة، في أعرق الشركات الدولية، ومختبرات الأبحاث العلمية.
مع انتقاله للتدريس في الجامعات أخذ يواكب أجيالاً من طلاب تغطّي فضاء مستقبلهم سحابة ضبابية سوداء.
في السنة 1994، بدأ التدريس في الجامعة اللبنانية في كلية العلوم الثانية محاضرًا في مادة الكيمياء التحليلية، ثم راح يتدرّج في المسؤوليات حتى انتخب مديرًا للكلية من 1915، حتى شباط 2018.
قبل ذلك، تعددت اللجان العلمية التي نشط فيها.
إلى عضويته في لجنة اختيار المعلمين الجدد ولجنة تصنيف المعلمين، واللجنة العلمية للبتروكيماويات، مرورًا بمجلس إدارة قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية في كلية العلوم الثانية في الجامعة اللبنانية، أدار الماستر المهني في التحليل الكيميائي الصناعي والماستر المهني للعلوم البيتروكيمائية.
كما مثّل الأساتذة الجامعيين في كلية العلوم، وترأس قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية.
في عهد توليه إدارة كلية العلوم أبصرت النور البطاقة الجامعية.
بدأ بتنظيم الزيارات إلى المدارس، والأبواب المفتوحة داخل الكلية، وارتفع عدد الطلاب في الكلية إلى 333 طالب إضافي وتحسنت نسبة النجاح في امتحانات الدخول على الكليات الطبية وانتُزِعَت المراكز الأولى.
أنشأ نظامًا لطلاب السنة الأولى يسمح بمواكبة مشروع مهني لكل طالب، وأطلق الموقع الإلكتروني للكلية وقد استُخدم بنوع خاص كوسيلة للمساعدة على توجيه الطلاب للعثور على فرص عمل.
في عهده أعاد تأهيل مباني الكلية، جهز صالة المحاضرات الجديدة ومختبر الخلايا الجزعية، بالتعاون مع القطاع الخاص.
وسعى لإنهاء الدراسات لتشييد غرف منامة للطلاب وأودع الملف أمانة مجلس الوزراء.
أنشأ ماجستير مهني في العلوم البتروكيميائية وقوننه وسعى لقوننة ماجستير بحثي في الرياضيات.
أنشأ لجنة دعم لكلية العلوم الفرع الثاني وقوننها وصدر فيها علم وخبر.
كما استضاف عيد الجامعة اللبنانية في 2016.
وأقام حفلاً لمتفوقي الكلية في 2015 ومنح شهادات تقدير.
كثرت في عهده المؤتمرات والندوات، وبدأ فرز النفايات في الكلية.
إقترح تأمين الكهرباء للكلية 24/24، وأمّن كافة الموافقات الرسمية والحكومية لذلك، وأزال كافة التعديات عن أرض الجامعة في الفنار بمساعدة رئيس بلدية الفنار.
في 17 آذار 2010 نظّم المؤتمر الأول الصناعي والأكاديمي حول التصميم الأمثل للصياغة الكيميائية الصناعية.
وفي 23 شباط 2016، في فترة ترؤسه كلية العلوم، نظّم مؤتمر التنمية المستدامة ومنتدى الأعمال.
وفي 14 آذار 2018، مؤتمر الثروة النفطية ومنتدى الأعمال.
أدار عددًا كبيرًا من مشاريع أبحاث على مستوى الماجستير والدكتوراه.
كما له مجموعة كبيرة من الأبحاث والدراسات المنشورة في مؤتمرات وكتب ودوريات علمية صادرة في لبنان والعالم.
لقد أعطى البروفسور شوقي صليبا التدريس الجامعي نكهة خاصة، وأسهم في تطويره ومعالجة تداعيات الحرب عليه وعلى مناهجه.
تلك المعرفة العميقة بالكيمياء وذاك التبحر في مناهجها، معطيات دفعت الى انتخابه عضواً في العديد من اللجان المحلية ، حيث اعتمد على رأيه في قضايا شائكة تطلب خبرة علمية.
أخرج الجامعة من إطارها الضيّق وجعلها صلة وصل مع قطاعات العمل والصناعة والتعليم.
رعا هموم الشباب، واحتضن مشاكلهم وهواجسهم.
أضفى على الجامعة بسعة علمه وصائب نظرته وعمق محبته فيضًا من تألق بات ملازمًا لهذه الحقبة وملهمًا لمزيد لها في الآتي من الأيام والقابل من الإنجازات.
فضلُه واضحٌ في ضبط المستوى الأكاديميّ لمشاريع رسائل الدبلوم وأطروحات الدكتوراه ومُناقشاتها والإشراف على بعضها.
.
.
أعاد النظر في المناهج وطوّرها لتواكب روح العصر.
أدخل إليها نفَسًا رياديًا وروحًا علمية تجديدية.
بث روح التعاون داخل صفوف الفريق الأكاديمي والإداري كما بين الموظفين والطلاب في الجامعة وفرض نوعًا من الجدية في العمل أكسبتها مصداقية وطوّرت نوعية الخدمة فيها.
أرادها جامعة جامعة منفتحة على الجميع حاضنة لكل الأطياف وجامعة حوار وعلم وثقافة، تقف سدًا منيعًا بوجه التعصب والتخلف والرجعية.
بعد تقاعده، ترأس منذ العام 2025 جامعة AUL.
في مسؤوليته وحضوره وعمله، عكس صورة الإداري الحكيم والهادئ والرصين.
كانت الواقعية والموضوعية والعلمية تهيمن على أفكاره والتعاطي مع الطلاب على قدم المساواة إطارًا لتحرّكه.
لمساته واضحة في الكثير من قرارات أثمرت خيرًا وتطويرًا لأدائها وموقعها.
مسيرة رائدة وخطوات جبارة في زمن الإنحدار الثقافي والفكري هيّأت لحركة نهضة صامتة ساهمت في إحاطة الواقع التربوي اللبناني بهالة دفاعية صلبة وأسست لانطلاقة جديدة تنسجم مع تطور العلم والحداثة.