أمال أبو فيّاض
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى البروفسورة أمال أبو فياض
عميدة كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية
صاحبة شعار السياحة صانعة السلام بامتياز.
من مواليد الدامور. متأهلة لديها ثلاثة ابناء وأجيال من الطلاب الذين ملأت قلوبهم بالمحبة وزرعت في نفوسهم رسالة الخدمة والإجتهاد وتحصيل العلم وقد تبوؤا أعلى المراتب.
بدايات دراستها أنجزتها بين مدرسة راهبات مار يوسف الظهور – بيروت و مدرسة القلبين الأقدسين في بلدتها الأم وبين مدرسة القديس يوسف في بيروت و مدرسة الرميل في الرميلة.
مع اندلاع حرب السنتين، تهجرت مع عائلتها وسائر أبناء الدامور في السنة 1976، وانتقلت إلى بيروت ثم سكنت في قرنة شهوان وأكملت دراستها في مدرسة الأخوة المريميين في الشانفيل.
أما تخصصها الجامعي فتوزع بين لبنان وفرنسا. حيث نالت بداية من الجامعة اليسوعية في العام 1980 الإجازة في إدارة الأعمال، إنتقلت بعدها إلى فرنسا وحازت شهادة الماستر في نفس الاختصاص من جامعة السوربون في العام 1993، ثم نالت شهادة الدكتوراه في المحاسبة العامة الخاصة بقطاع الفنادق عام 1999، من جامعة بوردو، بدرجة مشرّف جدّا وهذه اول مرة تفوز سيدة بهذه الرتبة. أتبعتها في السنة 2005، بالشهادة الأعلى في الجمهورية الفرنسية، شهادة التأهيل لإدارة الأبحاث HDR من جامعة بوردو اختصاص مالية و دمج مصارف مما خوّلها الإشراف على اطروحات طلاب الدكتوراه في لبنان و فرنسا وسويسرا و غيرها من الدول العربية.
درّست في جامعات بوردو وفي السوربون في باريس وسواهما، قبل أن تعود الى لبنان وقد فاضت روحها بالحنين إلى أرض القديسين حيث البركة والأصالة بهدف خدمته، وخدمة شعبه واضعة خبرتها تحت تصرف طلاب العلم بكافة انتماءاتهم. بفضل روحها المتفائلة والمؤمنة وشخصيتها المثابرة والجدية. كل هذه العوامل دفعت بها إلى اتخاذ قرار العودة، رغم ما يعانيه لبنان من أزمات.
بداية لم تتقبل إدارة جامعة السوربون قرارها وطالبوها بالبقاء في فرنسا، فاتفقت معهم على توزيع السنة الدراسية بينهم وبين لبنان. وبقيت لمدة سنتين تنتقل بين البلدين، قبل أن تتخذ قرارها النهائي بالتوقف عن التعليم في فرنسا والتركيز على التعليم في لبنان.
درّست في جامعة الروح القدس أولاً ثم جامعة الحكمة ثانيًا فالجامعة اليسوعية لاحقًا، إلى جانب مشاركتها مع نخبة من الاساتذة المتخصصين بتأسيس كلية السياحة وادارة الفنادق في الجامعة اللبنانية حيث باشرت التدريس حتى تاريخه. كما انها وضعت اسس و برامج التدريس لشهادة الدراسات العليا المتخصصة مع جامعة بربينيان الفرنسية واستمرت بإدارة هذا المركز حتى تعيينها بمرسوم وزاري عميدة للكلية في تموز 2014.
بين العامين 1996 و2011، إعتمدت منسقة برامج وأستاذة في كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس في الكسليك، وبين السنتين 2003 و2011، عينتها جامعة الحكمة بدورها منسقة برامج وأستاذة في كلية إدارة الأعمال.
كذلك دعتها الجامعة اليسوعية إلى الإنضمام إلى أسرتها التعليمية، أستاذة في كلية إدارة الأعمال بين السنتين 2007 و2011.
وكانت الدكتورة أمال أبو فياض قد أسست بين جامعة الحكمة وجامعة بوردو دبلوم AUDIT مشترك ، هو الأول من نوعه في لبنان، أدخلته إلى البرامج الجامعية اللبنانية حيث ان الطالب يحصل على شهادة لبنانية وفرنسية في ذات الوقت.
على المستوى الأوروبي عمومًا، تمّ اختيارها للإنضمام الى عضوية برنامج Tempus DEVETER بين العامين 2010 و2013. و من ثمّ اشرفت على برنامج هلند و اطلقت مشروع السياحة الافتراضية بدعم من الاتحاد الاوروبي عام 2015.
بين السنتين 2012 و2017، أستاذة مشرفة على عدد من أطروحات الدكتوراه بإشراف مشترك بين الجامعة اللبنانية وجامعات فرنسية وسويسرية.
بين العامين 2007 و2014، إختيرت إلى عضوية المجلس العلمي للمعهد العالي للدكتوراه والحقوق والعلوم السياسية والإدارية والإقتصادية في الجامعة اللبنانية.
هي من مؤسسي كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية، الكلية الاصغر في الجامعة اللبنانية من أصل 16 كلية وثلاثة معاهد للدكتوراه. وهي الكلية الأخيرة التي أبصرت النور في الجامعة اللبنانية، إذ تأسست في السنة 1997، لحاجة ملحة تقضي بتطوير القطاع السياحي حيث أن لبنان يتمتع بوفرة المؤسسات السياحية من جهة ويفتقد إلى اليد العاملة المتخصصة في القطاع السياحي والخدمة الفندقية. فكان الهدف من هذه الكلية تأمين هذه الموارد البشرية، إلى سوق العمل، اليد المتخصصة في السياحة وفي إدارة الفنادق وفي الإرشاد السياحي.
مع تَشَكّل مجلس جدد للجامعة اللبنانية، في السنة 2014، وتعيين عمداء جدد وأساتذة متفرغين، إختيرت أبو فيّاض عميدة لكلية السياحة وإدارة الفنادق. فتسلمت العمادة ابتداء من تلك السنة، وبدأت بتطوير البرامج الاكاديمية لمواكبة العصر. ورسمت أطر للسياحة الرقمية والدينية والبيئية في لبنان. ووضعت خطة خاصة بالطلاب الذين يقيمون خارج بيروت، حيث يتعذر حضورهم إلى المركز الأساس في بئر حسن. فاقترحت فكرة تأسيس شعبتين للكلية في جبيل وصور، ولقيت دعمًا من رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب ومن مجلس الجامعة وفاعليات المناطق في جبيل وفي صور. فتم افتتاح الشعبتين وبدأ التلامذة يلتحقون بهما بالعشرات ابتدا من العام الجامعي 2017-2018.
هكذا، زاوجت البروفسورة أمال أبو فيّاض في شخصها الرائد بين شخصيات عديدة فكانت الإبنة المخلصة والشقيقة القريبة والأم المعطاءة والمربية الحكيمة وفي الوقت عينه الأكاديمية الناجحة والمديرة المتميزة والناشطة الاجتماعية الرائدة.
أظهرت طوال عقود مثاليتها في العطاء، ولها بصمات ملموسة على المستوى التنموي، أثبتت من خلالها أنها صاحبة رسالة سامية يُحتذى بها.
لم تفرّق يومًا في اشرافها على اجيال من الطلاب الحائزين على شهادة الدكتوراه الذين واكبتهم حتى مرحلة التخرج و استلام اعلى المراكز، بين مواطن وآخر، ولا بين مذهب وآخر، ولا بين انتماء وآخر، ذلك أنها كرّست حياتها لرفاه الإنسان ولسعادة المواطن و تربية جيل متعلم و متخصص أنى كان، ومن أين جاء، شرط أن يدين بالولاء للبنان.
سنواتها ليست مجرّد رصف للأيام والعقود بل هي شريطً متواصل من العمل الدوؤب المتميز بالوهج العابق بالحياة.
(إعداد: أنطوان فضّول)