نوال جبّور أبي شديد
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى السيّدة نوال أبي شديد المربيّة، مؤسسة الجمعية اللبنانية لتكريم الأب ورئيستها.
من مواليد جل الديب، والدها مطانيوس جبور. والدتها أدما أبو جودة. متأهلة من فاروق أبي شديد ولهما ثلاثة شبان: جوزف طبيب وجراح نسائي متأهل من د. دارينا صليبا، شارل مهندس مدني متأهل من د. دينا حدّاد، أندريه مجاز في العلوم الإدارية والمصرفية متأهل من د. ماجدة خوري.
تلقت الدراسة في ثانوية "فال بار جاك" لراهبات الصليب (معهد سان فرنسوا سابقًا)، وتابعت الدروس المسائية والنشاطات والثقافية والفنية والاجتماعية في معهد الجودة في جل الديب، حيث كان لـ"ندوة الجودة" الفضل في تمرّسها في العمل الاجتماعي.
اما تحصيلها الجامعي فأنجزته في دار المعلمين.
غاصت منذ طفولتها، في محيط القيم الإنسانية والاجتماعية المرتكزة على الأخلاقية الدينية السليمة، تنهل من نبعها، ومن وحيها ترسم أطرًا لحياة أقرب ما تكون إلى الترسّل والتكرّس لخير الإنسان ورقيّه ورفعته.
على هذه القناعة رست ونشطت تسهم في لملمة جراح المجتمع ونسج وحدته وإعادة تلاوين الحياة إليه بعدما اكتسحته موجات الحرب المدمرة.
حياتها محطات لحركة إصلاحية تنموية لا تستكين أو تهدأ، بدأت في حقل التربية والتعليم في زمن الحرب والضياع والشرذمة بعدما تخرجت من دار المعلمين واستقبلها عدد من المدارس الرسمية والخاصة معلمة ذات عمق ثقافي ومربية تجمع إلى الحكمة روحَ الامومة المعطاءة.
تأسست على يدها "لجنة سيدات البيت السعيد"، واحتضنت بنشاطها العائلة اللبنانية بهمومها وتطلعاتها وحاجاتها واعادت إليها بعضًا من رونقها وموقعها المحوري داخل المنظومة الاجتماعية اللبنانية، بعدما كادت الحرب أن تقضي على دورها وتطيح به وهي صرح الوطن بكامله وبقسميه المقيم والمغترب.
في مرحلة لاحقة، ووفاء لروح والديها وعرفانًا بالجميل والشكر لتضحياتهما، وتكملة لعيدي الأم والطفل المعتمدين دوليًا، اطلقت عيد الأب وحددت تاريخًا له، اعتُمِد رسميًا وصار موعدًا سنويًا في 21 حزيران يتوقف المجتمع عنده أمام عطاءات رب العائلة يحييه ويكرّمه ويمنحه الدفع إلى مزيد من الثقة والخدمة المجانية.
لقي صوتها المدوي تجاوبًا واسع النطاق، فإذا بالتأييد لهذه المبادرة يتضاعف وإذا بها تجد نفسها أمام مطلب ملح بتحويل هذه الفكرة إلى واقعة ثابتة تحمل لواءها جمعية ذات شخصية معنوية محددة وكيان تأسيسي واضح. فأبصرت النور بذلك الجمعية اللبنانية لتكريم الأب سنة 1987 لتبلور نشاطًا وطنيًا يضع العائلة عمومًا وعلى رأسها الاب، في سلم الأولويات يضبط إيقاعها ويعيد نسج وحدتها ويعبّد طريق المستقبل امامها.
أشرفت أبي شديد من خلال الجمعية اللبنانية لتكريم الأب على إصدار مجموعة كتب حول الأب ودوره ورسالته، وعلى تنظيم احتفالات دورية كرمت خلالها نخبة من الآباء المميزين، متخطية برسالتها حدود الطائفية والمذهبية والمناطقية وهي اليوم تتحضّر لإنشاء "نادي المتقاعدين" وهو كناية عن ملتقى فكري وأدبي ومركز حرفي وفني...
إلى كونها من أول مسعفات الصليب الأحمر والمرشدات بين العامين 1968 – 1969، والمساهمة في تأسيس فرع الناشئات في الصليب الاحمر في جل الديب وإلى عضويتها في هيئة إنماء بلاد جبيل، هي عضو مؤسس في اكثر من جمعية ومنتدى وحركة رسولية، وهي غزيرة العطاء الفكري، تغتني الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية من تصريحاتها وكتاباتها ومداخلاتها في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات التي تعقد ليس فقط في لبنان بل على نطاق إقليمي ودولي، وقد تخطت بنشاطها الرائد حدود وطن الأرز لتلامس الآفاق العالمية.
ومثل علم لبنان احتضنت الجميع دون تفرقة او تمييز. فاستحقت جهودها كل تنويه ترجمته تلك الشهادات والدروع والاوسمة التي منحت لها من العديد من المرجعيات والجمعيات المحلية والعالمية، نذكر منها:
البركة البابوية من الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني، بركة نيافة الكردينال مار نصر الله بطرس صفير، درع رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، وشهادات من الرئيس الأسبق شارل حلو، والرئيس الأسبق أمين الجميّل، والرئيس الأسبق الياس الهراوي، وقيادة الجيش، وقيادة قوى الأمن الداخلي، ودار الفتوى، والصليب الأحمر، ومؤسسة اليونيسف، ومؤسسة الأونروا، ووزارة السياحة، ودائرة الشباب، والكشاف اللبناني، والإنعاش الاجتماعي، والمديرية العامة للشباب والرياضة، وندوة الخميس في بعلبك، وخلية بهيج الأعور في قرنايل، ومجلس الفكر، وديوان أهل القلم، وجمعية "جاد - شبيبة ضد المخدرات"، وحركة شباب لبنان الواحد، وجمعية إنسان بلا حدود، وتنويه من قائمقام جبيل، وقائمقام البترون، وبلدية جبيل، وبلدية عمشيت، وبلدية بعلبك، وبلدية القبيات، وبلدية جل الديب، وبقنايا، وجامعة آل دكاش، وأيقونة سيدة إيليج – دير ميفوق، ميدالية مجلة المواهب العالمية في كندا، ميدالية الجالية اللبنانية في رعية مار يوحنا في ألباما في الولايات المتحدة الأميركية.
كذلك نالت الدكتوره من جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة في العام 2009.
في الواقع تملأ نوال جبور أبي شديد داخل المجتمع اللبناني فراغًا كبيرًا وتسهم في إعادة لبنان إلى موقعه الريادي واحة حضارة وحرية وانفتاح.
(إعداد: أنطوان فضّول)