حمزة حميّة
في إطار برنامج "أعلام من بلاد الأرز" تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الأستاذ حمزة حميّة.
إتّجه حمزة حميّة نحو الإلكترونيات والهندسة الرقمية، لما لهذا المجال من أهمية ومستقبل في لبنان والعالم. لم يجد أفضل من عالم التكنولوجيا يتخصص فيه ويبني عليه مداميك مستقبله المهني، إذ رأى فيه القطاع الأكثر حيوية في القرن الحادي والعشرين، فكان أشبه بحالة تراكمية من المعرفة والخبرة والمقدرة، تتقاطع ومستلزمات التطور السريع الذي عاشه العلم المعاصر.
إلى العديد من شهادات التقدير والأستاذية من الشركات والجامعات التى تعنى بتكنولوجيا المعلومات والشبكات الرقمية والبرمجيات والأمن السيبراني، حاز في السنة ٢٠١١، الماجستير في هندسة شبكات الكمبيوتر وهندسة البرمجيات من جامعة CNAM الفرنسية. وهو يتابع مساره الجامعي في المرحلة الثانية، بدكتوراه في حقول الذكاء الإصطناعي.
فور إنجازه دراسته الجامعية بنجاح وتخرّجه بامتياز، باشر نشاطه العملي المتشعب الاتجاهات والمتنوع المفاصل والمتقاطَع مع الكثير من النشاطات الهادفة. كما إنه، وعبر الإنترنت، قام بأبحاث علمية جدية ورصد التكنولوجيا الحديثة بمجمل تحولاتها وتعرّف على كل جديد على مستوى البرامج والإختراعات والإبداعات.
هذه الثقافة المعمقة، ترجمها بداية في محاضرات تبرز عمق ثقافته ومستوى خبرته، رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبيًا التي أعقبت تخصصه الجامعي ومزاولته نشاطه العملي.
منذ عقد ونيّف من الزمن وهو أستاذ محاضر في العديد من المعاهد المهنية والجامعية، التي عرفته محاضرًا متنورًا، خدم التربية والثقافة وتمسك بحرية الفكر وتحرره. فتربّى على يديه جيل متعدد المشارب الفكرية والمكوّنات الجغرافية.
إلى أسلوبه التعليمي المحصن بالمعرفة الدقيقة، يرتدي في اطلالاته الأكاديمية الرصانة العلمية والأسلوب السهل. فإذا به محاضر مثقّف، مطلع، صادق، صريح، عفويّ، متجرّد.
تخطت شهرته الحدود اللبنانية لتعبر الآفاق الدولية حيث عمل في العديد من الشركات التكنولوجية، واعتُمِدَ مستشارًا علميًا، تقنيًا وفنيًا، لأكثر من جمعية ثقافية واجتماعية في العالم العربي وخارجه، يقدّم لها الأفكار والحلول التكنولوجية بما فيها منصات فيس بوك وغوغل وسواها من الشركات العالمية التي تعنى بالشأن المعلوماتي والتكنولوجي.
شارك في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية وورش عمل استضافها كل من لبنان والدول العربية والأجنبية حول تكنولوجيا المعلومات واستراتيجية التحول الرقمي. كما إنه ضيف دائم لندوات ومنتديات تعنى بالبيئة والشباب والرياضة.
اقترن اسم حمزة حميّة بالقطاع الرقمي في لبنان، فهو اليوم مرجع معتمد في كل ما من شأنه دراسة هذه التكنولوجيا...
إلى كونه ركنًا من أركان المنتدى الرقمي لشباب لبنان، هو عضو مؤسس ومساهم في شركة "فلتات"، سابقًا. وصاحب منصة أونلاين اونسايت للتدريب والتعليم. خبير في علم التحوّل الرقمي وأمن المعلوماتية، عضو منتسب في نقابة تكنولوجيا التربية.
مدرب مهني في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومنظّم للعديد من الدورات التدريبية التي تعنى بالثقافة الرقمية.
هذا النسق الحياتي المعزز بتخصص جامعي ودراسة معمقة وخبرة عميقة وسّعت من آفاق فكره ورسّخت معارفه في كل ما يتصل بالتكنولوجيا والمعلوماتية والثقافة الرقمية، ما جعله يغور في كل المجالات ذات الصلة، وصولاً إلى الذكاء الإصطناعي.
بعد تلقّيه أصول العلم الحاسوبي والبرمجي الرقمي، وامتلاك ناصيته، والتمكن من إدراك أسرار هذا القطاع، إنطلق في العام 2017، في تأسيس وترؤس جمعية العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي.
يتمتع بمقدرة واسعة على التخطيط الاستراتيجي الاقتصادي ويمتلك خبرة ملفتة في إدارة المؤسسات والشركات وفي مخاطبة العقول الشابة لاسيما تلك الطامحة إلى الغوص في محيط التكنولوجيا الحديثة.
بثقافة مشبعة بأحدث ما وصلت إليه العلوم المعاصرة، خاض غمار التجديد ورصد بعمق وموضوعية كل التحولات التي عاشها المجتمع الدولي في النصف الأخير من القرن العشرين. فتح أمام الشباب اللبناني آفاقًا جديدة، وأدخل الأفكار الرائدة التي ساهمت في توسيع حركته.
رسم حمزة حميّة مستقبله منذ صغره، وصوّب نحو هدف خطط له، فأمضى كل حياته ملتزمًا تحقيقه دونما تأثير بواقع سياسي مأزوم وضائقة اقتصادية وصعوبات يعيشها لبنان على أكثر من صعيد.
علاقة ركنية تربطه ببلدة برجا. فهو ربيبها وقد نهل من منابعها وقطف من منجمها... وهو مساهم في نهضة مجتمعها وتعزيز مقوماته وبلورة رؤية له عصرية وواقعية وعلمية تلبي حاجات أبنائه وتعبد الطريق أمام مستقبل لهم مستقر، يكلله النجاح والتقدم.
يتعاطى معه المجتمع البرجاوي بتقدير كلّي، لاسيما وأنّه يمتلك رؤية تجديدية تعكس مستوى فكريًا أصيلاً، على درجة عالية من الوعي والتجرد.
يعمل حميّة اليوم رئيس مصلحة التخطيط والمعلوماتية في وزارة الشباب والرياضة، يسهم في النهوض بها وبفعالياتها نحو الحداثة ومواكبة التكنولوجيا الرقمية. من موقعه هذا تراه داعمًا للأنشطة الرياضية على امتداد الجغرافيا اللبنانية، وحاضرًا دومًا في التوعية والتثقيف وتنمية الكوادر الشبابية.
يضبط حميّة إيقاع إدارته بكفاءة، ويؤسس عبرها لشبكة من علاقات متوازنة مع مختلف أطياف اللبنانيين، بكثير من الحكمة والتعقل، عاملاً من أجل نأي الوزراة عن الدخول في أي محاور أو اتجاهات سياسية، كي تحافظ على الوجه التنموي والوطني والشبابي وتدعم صمود المجتمع ونموه وازدهاره.
وأروع ما في حمزة حميّة أنه متواضع واثق من نفسه، نشيط بطبعه، يؤمن بالالتزام والعمل الجماعي ويواكب العصر في أفكاره وتحولاته وجديده.
طموح، جدي، مثابر وله تأثير واضح على معارفه وأصدقائه.
نشاطه أشبه بتموجات تراكمية في المعرفة والتخطيط والتطبيق والتنفيذ.
أينما حل ترك السمعة العطرة والأثر الطيب والإنجازات التي تخدم لبنان والإنسان. وهو يتمتع بحضور راسخ ومميز ورؤية ثاقبة ويعوّل على رأيه في المسائل كافة.
حركته النابضة بالنشاط التطوعي والإجتماعي تجسّد إنسانيته المتحررة. ومشاركاته الواسعة في الأنشطة الثقافية والبيئية والرياضية، ترسم بوضوح تلاوين ما يختزله من ثقافة شمولية وشخصية منفتحة على الحوار والتضامن.
الأستاذ حمزة حميّة شخصية ناجحة في حياتها العلمية والعملية. وجاء هذا النجاح نتيجة الجد والكد، كما جاء نتيجة الحفاظ على القيم والشرف والود والمصلحة الإنسانية الجامعة. لقد ثابر على العمل المضني من دون ضجة، والعمل المتعب من غير تأفف أو ملل، والعمل الناجح من دون غرور أو تبجح. وهذا ما جعله شخصًا مرموقًا، محترمًا ومحبوبًا في جميع القطاعات التي انخرط فيها جراء عمله التربوي والإجتماعي والوطني.
(إعداد: أنطوان فضّول)