البروفسورة نينا سعد الله زيدان

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى العميدة الدكتورة نينا سعد الله زيدان

عميدة كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية منذ العام 2009.
بعد مرحلة مشبعة بالدراسة الجامعية المعمّقة، توزعت دراستها الجامعية بين لبنان وإنكلترا والولايات المتحدة الأميركية لاحقًا، وحصدت جنى وفيرًا في الإجازات والكفاءات والدكتوراه والأستاذية والأهليات العليا، بدءً بحيازتها بكالوريوس علوم الأحياء من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، السنة 1977، فماجستير في علم الوراثة التطبيقي من جامعة برمنجهام في إنجلترا، في السنة 1981.
توجت دراستها الجامعية، السنة 1985، بدكتوراه في علم الوراثة من جامعة برمنجهام ومستشفى إيست برمنغهام في إنجلترا.
مسيرة علمية رائدة استحقت جائزتين من USIA (وكالة الولايات المتحدة للإعلام) و CIE (مجلس التبادل الدولي للعلماء) في التعليم العالي.
كذلك عمّقت معرفتها العلمية بخضوعها لبرنامج مكثّف حول اكتساب التقنيات الحديثة ومواكبة التطورات في مجال علم الوراثة الخلوية السريرية والمشورة الوراثية، وذلك في UCIMC (جامعة كاليفورنيا مركز ايرفين الطبي)، في قسم علم الوراثة الخلوية وطب الأطفال.
إلى ذلك سجّلت حضورًا على المستوى العالمي من خلال شبكة معارف وعلاقات اتخذت طابعًا دوليًا في بعض وجوهها، مواكبة العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية، ومن خلال عضويتها في العديد من اللجان والجمعيات العالمية، منها رابطة علم الوراثة الخلوية السريرية الإنكليزية.
أكاديميًا، أعطت التعليم الجامعي نَفَسًا رياديًا وتدرجت في المناصب.
إلى كونها أستاذة محاضرة في عدد من الجامعات، أدخلت إلى المناهج الجديدة روح العصر ومفاهيم البحث العلمي الحديث.
من رئيسة قسم علوم المختبرات، في السنتين 1994-1996، إلى عضو في المجلس العلمي والاستشاري لرئيس الجامعة اللبنانية. ترأست قسم علوم التمريض، في السنتين 1998-2000، وقسم العلاج الطبيعي في السنتين 2000-2002.
منذ السنة 2013 وهي تترأس لجنة الجودة في كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، ومنذ السنة 2014 وهي عضو في اللجنة العلمية في الجامعة اللبنانية.
أستاذ محاضر في كلية العلوم الطبية وفي كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، ثم مدير كلية الصحة العامة - القسم الثاني بين 2007 و2009. قبل أن تُعَيَّن عميدة لكلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية منذ العام 2009 إلى اليوم.
صدر لها الكثير من الأبحاث والمقالات، بعدما احتلت مسألة الصحة والبيئة الوطنية حيزًا كبيرًا في حركتها، وقد أغنت المكتبة العلمية اللبنانية كما العالمية بالعديد من الكتب والمؤلفات والدراسات البحثية المعمّقة.
هي عضو في لجان تنظيم مؤتمرات علمية متعدّدة، كما مثّلت لبنان في مؤتمرات دولية عدّة تناولت مواضيع ذات صلة بالأمراض والصحة والبيئة. وقد حاضرت في العديد من الندوات المحلية والإقليمية والعالمية.
كثرة اللجان المشاركة في عضويتها تعكس ما تمتلكه من معطيات وقدرات علمية وخبرة تنظيمية.
تترأس اللجنة المكلفة دراسة مشاريع الطلاب في الدبلوم في كلية الصحة العامة وكلية الطب وكلية العلوم، وتشرف على امتحانات الدخول إلى الجامعة اللبنانية، وعلى دراسة ملفات المرشحين للتعليم في كلية الصحة، وأبحاث الطلاب.
عملت د. زيدان من أجل التنمية العلمية الصحيحة والنهوض بالصحة وإنقاذ المجتمع والبيئة، جاعلة من الصرح الأكاديمي جسر عبور نحو الحداثة.
حملت إلى أروقة الجامعة مفهومًا جديدًا ودينامية ملفتة وإدارة شفافة، وشخصية فذّة تميزت بثقافتها وخبرتها وسعة اطلاعها ورقي أدائها وعمق فكرها وشمولية نشاطها.
لقد مارست مهامها بحكمة العارف ودراية الفاهم وأخلاقية المتفاني في خدمة العلم، وسلوكية العامل من اجل استعادة لبنان مكانته المرموقة كجامعة للشرق الأوسط.
في عهدها تشهد الكلية تحولاً جوهريًا يتخذ طابع العمل التحديثي بكل ما للكلمة من معنى. لقد زرعت داخل الإدارة التنظيم والعصرنة التي رفعت من مستوى حضورها وفعالية نشاطها داخل الجسم الأكاديمي اللبناني.
تبذل العميد نينا زيدان جهودًا جبارة من أجل رفع مستوى التعليم الأكاديمي في لبنان وتطوير أسس المناهج فيه. بفضل جهودها تشهد كلية الصحة نهضة شاملة، إنطلاقًا من استراتيجية إصلاحية، رسمتها كي تؤسس لنهج واعد، شامل.
يبقى لها الأثر الكبير في تجديد المناهج وتطوير الأساليب التعليمية وتفعيل موقع العلم والثقافة في المجتمع.
أدخلت عمومًا إلى المناهج التعليمية الأكاديمية والجامعية نَفَسًا رياديًا إصلاحيًا جديدًا، وحملت إلى صروح الجامعة اللبنانية، روح العصر، من حيث الأسلوب الأكاديمي المتطور والتقنيات المعاصرة والرؤية الشاملة للخدمة الصحية والإستشفائية في لبنان.
هذه الرؤية التي تعكس قناعة لدى زيدان بأن موقع لبنان وخصوصية مناخه وغنى طبيعته وخبرته في حقل الإستشفاء ونوعية الخدمة فيه وحجم الكوادر الطبية والإستشفائية التي يمتلكها، إن في الداخل أو على مستوى الاغتراب، كلّها عوامل فريدة، تسمح بأن يتحول هذا الوطن الصغير إلى عاصمة العرب في الخدمة الإستشافئية وقلب العالم العربي الصحي ومستشفى الشرق الأوسط، بكل ما لهذه الكلمة من معنى.

(إعداد: أنطوان فضّول)