سعيد الماروق

في إطار برنامج "أعلام من باد الأرز"، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول والمنتدى الرقمي اللبناني إلى المخرج اللبناني العالمي سعيد الماروق
ولد في طرابلس في 1 كانون الثاني 1969 وترعرع في منطقة المزرعة في بيروت.
تعلّم النطق من والدين لا يستطيعانه. قد تكون إشارة ربانية إلى أن هذا الفتى الأغر سيكون معجزة عصره ونجمًا مميزًا في سماء لبنان وفضاء القرن الحادي والعشرين.
توزعت دراسته بين مدرسة راس النبع الرسمية للصبيان ومدرسة البسطة الرسمية وقد تقطعت فترة، قُبَيل الاجتياح الإسرائيلي في مطلع الثمانينيات، حين هاجر مع عائلته إلى ألمانيا ثم عاد إلى لبنان.
بعد نيله شهادة البكالوريا الجزء الثاني سافر إلى يوغوسلافيا ودرس في كلية الفنون في جامعة بلغراد في السنة 1988 ليغادر في السنة 1990 إلى ألمانيا مع اندلاع الحرب اليوغوسلافية ويلتحق بكلية الفنون في جامعتي دوسلدورف وآسين، فيكمل تحصيله الجامعي ويحوز دبلوم في الإخراج السينمائي في السنة 1992.
في ألمانيا، شارك في أعمال مختلفة في التصوير والمونتاج والتمثيل والإخراج، وعمل في القناة الثانية للتلفزيون الألماني، في المحطتين RTL و ZDF. ثم تعاون مع تلفزيون "آي أر تي" – مكتب ألمانيا، كمخرج ومصوّر.
عام 1996 تركزت نشاطاته على إخراج تقارير وتصوير أفلام وثائقية في مجالات مختلفة ومواضيع متشعّبة ومنوّعة.
عمل مخرجًا لحفلات غنائية احياها كبار الفنانين العرب في اوروبا خلال السنوات 1997 و1998 و1999.
وفي السنتين 1997 و1998 برز كمراسل ومصور رسميّ في تغطية مهرجان "كان" لصالح شبكة "آي أر تي" بالإضافة إلى إخراجه لأفلام وثائقية قصيرة عدّة. إلى جانب تولّيه تغطية مباريات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا. كذلك في العام 2000 اعتمد مخرجًا ومراسلاً ومصورًا لشبكة "أي أر تي" في بطولة أوروبا لكرة القدم في هولندا.
خاض في السنة 1998 تجربة التمثيل في فيلم ألماني قصير للمخرج ليف كاربي.
مخرج شاب هو بعمق الشيوخ ومزاجية الطفولة وحيوية الموج وغزارة الشلال.
أسس شركة له لإخراج الفيديو كليب، تاركًا أجمل البصمات في عالم الفن المعاصر.
في العام 1998، نفّذ اول فيديو كليب للمطرب محمد منير، فكان باكورة أعماله الفنية التي سرعان ما بدأت تتفتح براعمها وتفرضه على الساحة العالمية رقمًا صعبًا ومخرجًا شديد التميّز.
لم ينقطع عن زيارة لبنان طيلة وجوده في الخارج. وفي كل مرّة كانت زيارته تثمر عملاً فنيًا يلقى شعبية لا مثيل لها.
حصد في لبنان اول جائزة له. انهالت بعدها عليه العروض.
اختير في مصر من قبل عماد الدين أديب وعبد الرحمن مساعدًا لتصوير السيدة ماجدة الرومي في عمل غنائي استعراضي مسرحي ضخم.
سافر إلى تركيا حيث اخرج عددًا من الكليبات منها إعلان "تركيا حياتي" الذي عرض على شاشات CNN و BBC.
عاد نهائيًا إلى لبنان في السنة 2001 بعدما قام بتصفية اعماله في المانيا وأغلق مكاتب شركته.
استقر نهائيًا في بيروت في السنة 2003 مفتتحًا مكتبًا له في منطقة الروشة. ومؤسسًا في العام 2005 شركته للإنتاج S. M. Production. كذلك في دبي أطلق في العام 2008، شركته Seven Entertainments.
كانت بداياته في لبنان مع رامي عياش ومعين شريف وعاصي الحلاني وكاظم الساهر. ثم راح يتعامل مع كبار الفنانين أمثال نجوى كرم وإليسا وماجدة الرومي وصابر الرباعي وزياد الرحباني ووائل كفوري ونانسي عجرم وفضل شاكر ولطيفة وملحم زين ومي حداد ويارا وبريجيت ياغي وأحلام وساندريلا ووليد توفيق وكلاريسا وهيفا وهبي ونوال الكويتية ومادلين مطر وهنادي سلوم وأصالة وسوزان تميم وسعدي الفهد وعبد الله راشد وفارس كرم وسواهم...
وهو يطمح إلى إطلاق مهرجان بيروت للأفلام تيمنًا بمهرجان كان السينمائي.
عمل في التصوير والمونتاج لعدد كبير من التقارير التلفزيونية والريبورتاجات
مخرج منتج لعدد كبير من الحفلات والمهرجانات ولاكثر من مئتي إعلان وأغنية مصوّرة.
نال جائزة تقديرية من جمعية الصم والبكم وهي الجائزة التي يعتز بها ويفتخر.
والجوائز التي حصدها خلال مسيرته الفنية لا تحصى منها:
جائزة أفضل مؤثرات عن كليب "سياسيا" لمحمد منير في مهرجان fair and affaireفي بيروت – 2000.
جائزة أفضل كليب "خذ حرير" لرامي عيّاش في المانيا – 2003.
جائزة أفضل مخرج في مهرجان المشاهير في دبي عام 2003.
جائزة أفضل مخرج من عام 2004 عن كليب "قرّب ليّ لوائل كفوري في تونس – مهرجان اتحاد الصحافة.
وجائزة أفضل مخرج عن كليب "قرب ليّ" في الموريكس دور.
في السنة 2006، حصد جائزتين:
جائزة أفضل تصوير عن فيديو كليب "مآثر في" لفضل شاكر في هنغاريا.
جائزة خاصة عن كليب "إحساس جديد" لنانسي عجرم – من هيئة أهالي الصم والبكم.
وفي السنة 2007 نال ثلاث جوائز:
جائزة أفضل مخرج في الموركس دور عن كليب إحساس جديد".
جائزة أفضل كليب "إحساس جديد في مهرجان في تونس من هيئة اتحاد الصحافة.
جائزة مخرج العام في تونس من هيئة اتحاد الصحافة.
تلقى، ذات يوم، دعوة من شركة كولومبيا فيلم للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، فلبّاها.
إلتقى خلال زيارته كبار أصحاب الاستديوهات وتعرّف على رجالات صناعة السينما واستُقبِل بحفاوة في استديو بارامونت حيث عُرضت عليه الجنسية الأميركية شرط البقاء في اميركا والعمل فيها. لكنه آثر العودة إلى لبنان رافضًا العرض المذكور.
النهضة السينمائية همّه الأول. فهو من أطلق في لبنان والشرق مدرسة النمط السريع في الإخراج. وقد أدخل تقنيات العصر إلى الإنتاج السينمائي اللبناني، كاسرًا التقليد والتخلف والتقوقع.
ناري الأفكار، مشاعره بركانية التفجّر، وإعاصيره السينمائية لا تتوقف.
تزاوج أعماله بين الحداثة والروحية البشرية الباطنية. وهي مشبعة على الدوام بنفس ثقافي وبمسحة عالمية ورؤية مختلفة. إيقاعها سريع ونفسها ملحمي، ونسقها حيوي.
سعيد الماروق هوليوودي الحلم، إنساني الإحساس، عالمي الخبرة.
هو أرزة في وسط راية السينما اللبنانية.
(إعداد: أنطوان فضّول)