محمد حسين نزيه منصور
بروفسور في الإقتصاد السياسي
في الخامس والعشرين من أيلول 1989، أبصر النور في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، قضاء مرجعيون، وتفتحت براعم ثقافته، أولا في أحضان الجامعة الأميركية في بيروت، التي دخلها في أيلول 2007، وتخرّج منها في حزيران 2010، حائزًا شهادة البكالوريوس في علم الإقتصاد. بعدها التحق بجامعة مانشستر في بريطانيا. في السنة 2011، وحاز الماجستير في الإقتصاد السياسي بدرجة تفوّق. ثم نال الدكتوراه في علم الإقتصاد، بتفوق من جامعة بوكوني في إيطاليا، المصنفة الخامسة عشرة عالميًا (2014 – 2019).
أثناء دراساته الأكاديمية، اعتمدته جامعة كولومبيا في نيويورك، أستاذًا زائرًا.
هو تدرّج ثقافي أثر على منطقه وكوّن منه شخصًا قادرًا على الإمساك بمختلف التحولات الدولية.
بعد تحصيله الأكاديمي، دخل عالم الأعمال، متبوّءًا أعلى المواقع وعلى مستوى دولي، عايش عبرها المرحلة الذهبية من ثورة العلوم والتكنولوجيا متبحّرًا في مختلف قطاعاتها، مواكبًا روح العصر راصدًا كل جديد يشهده العالم وهو في قلب تحولاته حيث أن الولايات المتحدة الأميركية تتربع عرش الأسرة الدولية، دولة عظمى رائدة في كل المجالات.
ثم كان خيار العودة إلى لبنان حيث نشط كباحث أول في المركز اللبناني للدراسات، وإقليميًا، في اتحاد المصارف العربية. كذلك في تدريس الطلاب في ثلاث جامعات في بيروت: الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية، وجامعة بيروت العربية. فاقترن اسمه ببرامج أكاديمية إصلاحية حديثة عدّة، وببصمات بارزة في تطوير منهجية التدريس الجامعي.
لم تقتصر مسيرته العلمية على التعليم بل تعدته إلى التأليف والبحث والإجتهاد وتزويد المكتبة العالمية بباقة من الدراسات والأبحاث والمحاضرات وكلها تنوع في المواضيع وتشعّب في الأطروحات حتى بدت في مجموعها موسوعة بكل ما للكمة من معنى.
واكب التطورات التي عرفها الاقتصاد اللبناني، فتولّدت لديه رؤية إصلاحية شاملة وعصرية برزت ملامحها لاحقًا في العديد من المؤتمرات التي اشترك فيها والمحاضرات التي ألقاها والخطوات التي خطاها والبرامج التي اقترحها.
هو في تجوال دائم عبر القارات حيث قام بزيارة العديد من البلدان، بصفة زائر أو محاضر في عشرات المؤتمرات الدولية، في الولايات المتحدة الأميركية واليابان والصين واستراليا وإيران وبريطانيا والأردن والمغرب وفي لبنان.
في استعراض تلك الدول، تتكشّف أمامنا صورة العالِم المنفتح على روح العصر والعابر للآفاق الإنسانية مقتحمًا الحدود على أنواعها من جغرافية وسياسية وإتنية ودينية، ومساهمًا في إحياء المعرفة الموضوعية والعلم الحديث وتوجيه الأنتلجنسيا العالمية نحو مواكبة العصر وولوج المستقبل بخطوات ثابتة، واعدة، تنسجم والمعايير الدولية والرؤى التحديثية.
ظهر هذا المنحى العالمي في رؤيته الإصلاحية، من خلال نشاطه في البنك الدولي الذي بدأ العمل فيه كمستشار منذ آذار 2018 متنقلاً بين بيروت وعمان وواشطن والعراق والمغرب والمملكة العربية السعودية.
إلى جانب نشاطه الإقتصادي الدولي، نشط على أكثر من صعيد إجتماعي وفي الكثير من القطاعات الثقافية. فهو لم يقف على الحياد أمام ارتدادات الأزمات اللبنانية المتلاحقة وانعكاساتها على مختلف الأصعدة والقطاعات، بل دعم الجمعيات الاجتماعية وقام بمبادرات ذات وجه إنساني، وبأنشطة خيرية وفنية. آخرها في مطلع 2020 حين أطلق مبادرة شبابية لجمع التبرعات لمواجهة الأزمة الإقتصادية والمالية التي عصفت بلبنان، فنجح في تزويد ما لا يقل عن خمسة آلاف عائلة لبنانية بالمواد الغذائية الاساسية في جميع أنحاء لبنان. وليس آخر مبادراته تأسيس جمعية AID Lebanon لتعليم الأطفال مجانا ومساعدة العائلات المحتاجة. كما أسّس المعهد الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط (EMEIR) ومركزه مدينة ميلانو في إيطاليا، حيث يهدف مركز الدراسات إلى إيجاد إصلاحات إقتصادية وسياسية لدول الشرق الأوسط.
من خلال مبادراته الاجتماعية والإنسانية نجح في إحداث تغيير على مستوى الرؤية والقناعات... بابتسامته اللطيفة، وإطلالته المشرقة، وسرعة بديهته وبثقافته الشاملة، زرع التفاؤل وحقق ما يشبه الإنتفاضة على الرجعية والرتابة والتخلّف...
(إعداد: أنطوان فضّول)