مكسيم شعيا يثبّت علم لبنان فوق أعلى قمم العالم
نتذكّر يوم حلّق علم لبنان فوق أعلى قمم العالم
مكسيم شعيا، أرزة لبنانية فوق القمم
إلى حيث تسمو الطبيعة فوق كل المتاهات، وتتحرر من كل عبثية، وتُشفى من كل تلوّث،
إلى حيث ، لا وجود لأباطيل السياسات، وأضاليل الصراعات الإثنية والدينية والقومية،
إلى الأصالة والنقاوة والسكينة والعذرية،
حطّت رحال العبقرية اللبنانية في سابقة لا مثيل لها في التاريخ
فوق القمم السبع والقطبين الشمالي والجنوبي
حيث خفق العلم اللبناني وخفقت معه قلوب اللبنانيين اغتباطًا واعتزازًا.
حدث تولّد من اتحاد أقطاب ثلاثة:
- ريمون عودة بانحيازه المطلق للبنان الإبداع والحضور الدولي
- مكسيم شعيا بإرادته الفولاذية ومقدراته البدنية والنفسية التي لا تعرف التردد والإنقباض
- مجموعة عودة سارادار، الحاضرة دومًا لإعادة لبنان إلى موقعه الريادي.
أقطاب ثلاثة، عقدوا النيّة على تحقيق معجزة لبنانية، تحيي في وطن الأرز روحه العريقة وخلاياه التي التهبت بنيران الحرب وجسده الذي تآكله الشلل.
فجأة بدأ اللبنانيون يسمعون ببطل لبنان والعالم مكسيم شعيا
شخصت عيونهم نحو اعلى ما في العالم من قمم ونقاط ارتفاع يمكن لقدم الإنسان ان تطأها،
فلاحت أمامهم قامته الصلبة الثائرة على الخنوع والموت والهزيمة.
جاءهم حرًا، طليقًا، مقدامًا، متفوقًا، في زمن يعانون فيه من الإحباط والهوان والضياع
وتحوّل كوميض برق وتلاوين قوس قزح، محطَّ أنظار ولمسةَ ارتعاش، وبشرى ربيعية بمستقبل واعد.
إنّه لبنان يسمو فوق القمم، يشاهده العالم بأسره، مضيئًا قويًا، مثالاً يحتذى، رسالة حضارية تتلى على المسامع وبكل اللغات واللكنات واللهجات.
إنه لبنان وقد انتفض على واقعه المأساوي، وضمّد جراحه وقرر الوقوف مجددًا على أنقاضه ليحلّق عاليًا كطائر فينيق ينثر رياشه السرمدية فوق قمم الأرض.
بدأت المعجزة اللبنانية تتكوّن جنينًا في هيكل مجموعة عودة – سرادار، حيث ولدت مبادرة احتضان مكسيم شعيا، وبرنامج دعمه ومواكبته مرّة أولى وتكرارًا.
هي مجموعة عودة – سردار ركيزة هذا الحدث الدولي، آمنت بقدرات مكسيم شعيا وأمّنت سبل نجاحه، وائتمنت على رسالته الوطنية والإنسانية.
دعمًا للإنسان المكافح، للبيئة التي تعاني وتُحتضر، للقاء الإنساني المتحرر من كل قيد،
وإسهامًا للبنان ورسالته الحضارية وحضوره الدولي وإسهاماته من أجل السلام والتلاقي والانفتاح، أتت هذه الخطوة الرائدة.
نعم لقد نجحت مجموعة عودة سرادار في تظهير صورة لبنان الحقيقية
فملامسة أعلى قمم العالم ليست حدثًا عرضيًا مألوفًا، بل هو أشبه بعملة نادرة، بخطوة رائدة، برحلة فريدة كنّا نظن انها لن تتكرر، لكنها تكررت وترسّخت في ذاكرتنا الوطنية والإنسانية وباتت حقيقة تعجز الكلمات عن تفكيك رموزها.
محطات في السيرة الذاتية
مكسيم شعيا
مواليد بيروت، في العام 1961.
والده إدغار شعيا رئيس نقابة الصيارفة سابقاً
والدته رينه عبدالله
هو الإبن البكر لعائلة مؤلفة من أربعة أولاد.
متأهل من باسكال كسرواني العام 1989، ولهما ولدان، إدغار وكيلي
توزعت دراسته بين لبنان وفرنسا وكندا واليونان وبريطانيا حيث أنجز تحصيله الجامعي حائزًا الإجازة في الاقتصاد بدرجة ممتاز.
إثر عودته إلى لبنان تسلّم من والده إدارة شركة للصيرفة.
تقديراً لإنجازاته حاز مكسيم شعيا العديد من الدروع والأوسمة أهمها:
- وسام الأرز الوطني من رتبة فارس العام 2003.
- وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط العام 2006.
- درع من رئيس الجمهورية بعد تسلقه القطب الشمالي في أيار 2009.
- درع المدرسة الحربية في حزيران 2009.
- درع المجلس الوطني لقدامى موظفي الدولة في حزيران 2009.
- طابع بريدي من وزارة الإتصالات.
- طابع بريدي من وزارة المالية.
مكسيم شعيا وبدايات المسيرة الرياضية
احتلت الرياضة موقعًا متميزًا في حياته اليومية منذ فتوته، حيث اعتاد ارتياد الاندية الرياضة منذ الثانية عشرة من عمره، وتمرّس بشكل خاص على رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية وصيد السمك.
خلال وجوده خارج لبنان، كان يمارس الرياضة في الطبيعة، ويشارك في المسابقات الرياضية الهوائية (الركض، الدراجات الهوائية، التزلج، التسلق والتجديف...)، لاسيما تلك التي نظّمتها المدارس التي انتسب اليها في كندا وفرنسا واليونان، وقد احتل المراتب الأولى حاصدًا مئات الكؤوس والميداليات، بما في ذلك الكأس الأحب الى قلبه "سبيرو تسيليمباريس"(Spiro Tsilimparis Cup)، التي دُوّنت عليها عبارة شكسبير الشهيرة: "الجبان يموت مئة مرة قبل موته، أما الشجاع فلا يذوق الموت إلا مرة واحدة".
في لبنان أسس شركة "ڤي أو تو ماكس" المتخصصة باللوازم الرياضية، وتنظيم السباقات.
إلى ذلك، هو مطلق فكرة "دورية التزلج في بلاد الأرز" سنة 2008
شارك من خلال مؤسسته في العديد من السباقات الرياضية المحلية والدولية، حيث مثّل لبنان في العديد من الدول كتايلاند ومصر وكينيا.
خلال رحلته إلى إفريقيا اكتشف مقدرته على تسلّق الجبال بعدما نجح في تسلّق جبل كيليمينجارو الذي افتتح به رحلته إلى قمم العالم.
القمم السبع
بعزيمة لا تقهر، ومهارة ذات قدرات عالية، تمكن مكسيم شعيا من تسلق أعلى القمم في العالم وتحدي الصعاب والمشقات، واجتياز المناطق القطبية والجليدية متحديًا أصعب الحواجز الطبيعية وأدق الظروف المناخية في العالم.
بدأت قصّته مع القمم حلمًا راوده منذ الصغر، ثم اكتشف وجود ما يسمى بالقمم السبع وهي القمم الأعلى في العالم، فقرر تسلّقها وزرع العلم اللبناني فوقها. إلا أن تحدّي القمم لم يقف عند حدودها السبع، بل تخطاها وصولاً الى القطبين الجنوبي والشمالي الذي كان آخر موقع تسلّقه في 25 نيسان 2009.
منذ البداية تبنّت مجموعة "عودة سارادار" نشاطه الرياضي ومدّته بالرعاية والدعم وأمنت له المتابعة والاستمرارية.
علم لبنان يرفرف فوق قمم العالم
المحطات الزمنية لمسيرة مكسيم شعيا في تسلّق القمم السبع والقطبين الجنوبي والشمالي:
- ماك كينلي، شمالي أميركا، ألاسكا، يبلغ ارتفاعها 6194 متراً، تسلقها في 27 حزيران 2003.
- قمة فيزون في أنتاركتيكا، يبلغ ارتفاعها 4897 متراً، تسلقها بتاريخ 26 كانون الأول 2004.
- قمة أكونكغوا في الأرجنتين، يبلغ ارتفاعها 6960 متراً، تسلقها في 19 كانون الثاني 2004.
- قمة كوسكيوسزكو في أوستراليا، يبلغ ارتفاعها 2228 متراً، تسلقها بتاريخ 5 آذار 2004.
- قمة إلبروس في روسيا، يبلغ ارتفاعها 5642 متراً، تسلقها في 3 تموز 2005.
- قمة كارستينز في أوستراليا، يبلغ ارتفاعها 4884 متراً، تسلقها في 7 كانون الأول 2005.
- قمة إڤيرست في آسيا، يبلغ ارتفاعها 8848 متراً، تسلقها في 15 أيار 2006.
- القطب الجنوبي 90 درجة في جنوب الكرة الأرضية، تسلقه في 27 كانون الأول 2007.
- القطب الشمالي 90 درجة في شمال الكرة الأرضية، تسلقه في 25 نيسان 2009.
من أقواله:
- الحياة سلسلة قمم. كلما حقّقنا واحدة، كلما سعينا الى تحقيق أخرى.
- علينا تجنّب الغضب والانفعال في المشاكل، فلكل مشكلة حلّ.
- أدركت أهمية العمل الجماعي، وأهمية الفرد بالنسبة الى الجماعة، والجماعة بالنسبة الى الفرد، كي يكون العمل ناجحاً ويصل الجميع الى الهدف المنشود.
- عزيمة الشباب تقهر القمم مهما بلغ ارتفاعها.
- ارتفاع القمم ينحني أمام أقدام ذوي الإرادة الصلبة والمهارات العالية.
- علم لبنان يبقى شامخاً، مرفرفاً باعتزاز، يشهد على عزيمة اللبناني وتحديه الصعوبات مهما بلغت.
- عليّ أن أتحدّى نفسي، وأتسلّق هذه القمم.
- عندما يكون هدفك القمة فالباقي تفاصيل.
(بقلم أنطوان فضّول)