البروفسور أنطوان الحكيّم
مؤرّخ، أستاذ جامعي، رئيس جامعة سابقًا.
ولد البروفسور أنطوان الحكيّم في غزير، في السنة 1943.
بعد مرحلة مشبعة بالدراسة الجامعية المعمّقة، حصد جنى وفيرًا في الإجازات والكفاءات والدكتوراه والأستاذية والأهليات العليا، بدءًا بحيازته الإجازة التعليمية في التاريخ من جامعة ستراسبورع في فرنسا وشهادة الماجستير السنة 1969 في التاريخ من الجامعة عينها. ثم إجازة تعليمية في الآداب المعاصرة من جامعة ليون – فرنسا نالها السنة 1970، ودكتوراه حلقة ثالثة السنة 1975، بإشراف مكسيم رودنسون، من جامعة باريس – السوربون (Paris IV) والسنة 1988 دكتوراه فئة أولى – نظام جديد، من جامعة باريس – السوربون (Paris IV)، بإشراف دومينيك شوفالييه، وختامًا نيله في السنة 1990 شهادة الأهلية للإشراف على الأبحاث، من جامعة نيس في فرنسا (Habilitation à diriger des recherches)
تخطّت شهرته الحدود اللبنانية لتلامس الآفاق العالمية. فإلى مشاركته الفاعلة في مؤتمرات دولية تمحورت حول تاريخ الشرق الأوسط، (الولايات المتحدة الأميركية، إيطاليا، فرنسا، تونس، مصر...)، سار اسمه بمحاذاة كبار المؤرخين العالميين.
في جعبته أبحاث ودراسات وتقارير وإحصاءات ووثائق.
كتب في تاريخ لبنان، فضلاً عن مواضيعَ شرق أوسطية وأخرى تتعلّقُ بالسلطنة العثمانية والعرب، وترجَمَ مُعجم الإسلام التاريخي، وأصدر سلسلة التاريخ بالوثائق، وأشرف على سلسلة الوثائق الدبلوماسية الجديدة التي تتعلق بتاريخ لبنان وسوريا. وأنشأ دارًا للنشر الجامعي ومكتبة علمية فرنسية تجاري أكبر المكتبات.
لقد أغنى المكتبة اللبنانية كما العالمية والفرنكوفونية بباقة من المؤلفات المنشورة والترجمات والمقالات باللغتين العربية والفرنسية.
ترجمات:
"معجم الإسلام التاريخي" للمؤلفين دومنيك وجانين سورديل، مترجم عن الفرنسية، بمشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين، (2009).
إلى ذلك، يشرف على إعداد سلسلة "التاريخ بالوثائق" الصادرة عن الدار اللبنانية للنشر الجامعي في بيروت، وعلى سلسلة تصدر عن الدار عينه بالاشتراك مع دار L’Harmattan في باريس.
البروفسور أنطوان الحكيّم عضو مؤسس في الجمعية التاريخية الللبنانية. أُسندت إليه أمانة السر لفترة مديدة، وانتخب رئيسًا لها.
أكاديميًا، تولى لبضع سنوات تدريس مادة التاريخ المعاصر في جامعتي أنجيه (Angers) ونيس (Nice) الفرنسيتين وفي جامعة الروح القدس – الكسليك، وفي الجامعة اللبنانية منذ دورة العام 1978 – 1979، وحاليًا في الجامعة اليسوعية في بيروت.
كما أسندت إليه رئاسة قسم التاريخ في كلية الآداب – الفرع الثاني، بين العامين 1997 و2000، بالإضافة إلى تولّيه لاحقًا رئاسة الجامعة اللبنانية الألمانية.
لم يقتصر عمله الأكاديمي على التدريس فحسب بل تعدّاها إلى تحديث المناهج التعليمية الجامعية وتطويرها. في هذا الإطار ساهم في إعداد مناهج التاريخ الجديدة في الجامعة اللبنانية، كما في البرامج التعليمية للمراحل الابتدائية والتكميلية والثانوية في لبنان، التي أُنجزت بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء.
لسنوات عديدة، لعب دورًا محوريًا في تفعيل قسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، حيث انتخب مقررًا لعدد من اللجان قبل أن يترأس لجنة الدكتوراه.
وفي مستوى مواز، عُيّنَ منسقًا عامًا للدراسات العليا في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية، ومنسقًا عامًا للجنة تطوير المناهج والبرامج وفق نظام LMD بين العامين 2005 و2008.
لمناسبة تكريمه في غزير، قال فيه د. جوزيف لبكي:
" وُلِدَ أنطوان حكيّم للتأريخ وللحقيقة وللبنان وللقيم.
سُنُوُّه يقظةٌ علميةٌ، ونهمٌ ثقافيٌ، وتجلّ في الأدب الفرنسي، وإبداعٌ في التاريخ...
طبَعَ حياته كلّها بنشاط بحثيّ وكتابيّ، تأصّلَ فيه وتواصل، على غير تردّد أو تقاعس أو ملل...
... احتاجَتْ إليه الجامعةُ اللبنانية بكلِّ مستوياتها وأعمدتها، من رئيس وعميد ومدير وأساتذة، فأوكلوا إليه مسؤليات ومهمات، مقدّرين كفاءتَه وفرادتَه وقوّةَ حضورِه، وعلمَه الواسعَ، وجرأتَهُ المتأجّجةَ بالتحدّي العقلانيّ المتّزنِ الصامد، فترأَّسَ، بكفاءة عالية قسمَ التاريخ في كليّة الآداب - الفرع الثاني، ونظّم المؤتمرات، وألقى المحاضرات، وساهمَ بفاعليةٍ في وضعِ مناهجِ التاريخ الجديدة وتطويرِها في الجامعة، وفي مرحلة ما قبلَ الجامعة...
فضلُه واضحٌ في ضبط المستوى الأكاديميّ لمشاريع رسائل الدبلوم وأطروحات الدكتوراه ومُناقشاتٍها والإشراف على بعضها، وعلى امتحاناتِ القبول... بضمير حيّ، وميزان علمي بعثَ الاطمئنانَ والرضى.
أيّها الشرفاء الأوفياء،
الدكتور حكيّم مثقّف كبير على ذكاء لمّاع، وحزم منفتح، واحترامٍ لقيمِ الإنسان والحريات. صادقٌ، جسور، صريح، عفويّ، وفيّ، عفيف اللسان، حرّ التفكير، نقيّ السيرة، لا حقدٌ ولا حسدٌ، ولا مراوغةٌ، ولا تدليسٌ، ولا استغياب. مندفعٌ خَدوم. متجرّدٌ، لم يزوّر حَجمَه، ولم يتوهّم، ولم يتجنَّ، ولم يغترَّ. كثير العناية في أداءِ واجبِهِ. يفرحُ لنجاحِ الآخرين تمامًا كفرحتِه لنجاح مشاريعه. حواريٌّ حادٌّ، يُقنعُ ويَقتَنِعُ، ويقرّ للآخرين بصحة رأيهم إذا ما تبيّنَ له ذلك. إنّه العلم!...
لبنانيّ عريقٌ، لا مساومةَ على الكيانِ والحضورِ والثقافةِ والدورِ والمكانةِ والقيمةِ من أيّة جهةٍ أتت خارجية أو داخلية، وكثيرًا ما كان كالنّسر ينقضُّ على أرانبِ الوطنية المزيفة".
إعداد: أنطوان فضّول