تارا المعلوف

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول والمنتدى الرقمي اللبناني إلى المغنية الأوبرالية الميتزو- سوبرانو تارا المعلوف
بينها وبين الغناء الأوبرالي حكاية ارتباط وُثقى كتبت أبجديتها لغة الحب الدافئ وخلّدتها سيمفونية العطاء اللامحدود.
ولدت في الثاني من تشرين الأول، السنة 1975، في الأشرفية، ويعود أصلها إلى زحلة.
والدها المهندس سمير المعلوف، ووالدتها الأميركية سالي ساره أدلر ذات الجذور الإيطالية والإيرلندية والألمانية ومن وايلز.
عاشت طفولتها بين عين الرمانة والفنار.
موهبتها في الفن والثقافة والرياضة ظهرت منذ نعومة أظافرها، بتشجيع الأهل ودعم الأساتذة في مدرستها ومشاركاتها في معظم الأنشطة المدرسية الفنية والثقافية.
توزعت دراستها بين الحكمة الأشرفية، والعائلة المقدسة والراهبات الكرمليات في الفنار، وثانوية بيت مري الرسمية.
أما تحصيلها الجامعي فاتخذ منحيين. الأول علمي والثاني فنّي. حيث درست علم النفس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية في الفنار، وحازت الإجازة السنة ١٩٩٧. ومن ناحية أخرى، تدربت على التمثيل في ورشات عمل لإعداد الممثل، لأربع سنوات. والتحقت بعدها بمعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية في فرن الشباك للتخصص في علم التمثيل والمسرح والسينما والإخراج. وحلت في المرتبة الأولى بجدارة وحصلت على دبلوم دراسات عليا في التمثيل والإخراج، السنة ٢٠٠٤.
أبدعت في مختلف أنواع الفنون من تمثيل مسرحي وسينمائي وإخراج ورقص وتعبير جسماني، وغناء وكتابة سيناريو ورسم وسينوغرافيا، إلخ... كما تفوّقت في المواد الفكرية والأدبية التحليلية.
نال فيلمها "لحد هون وبس" ككاتبة ومخرجة عند التخرج، جائزة "القمر الذهبي" لأفضل سيناريو في مهرجان دير القمر للطلاب الجامعيين، السنة 2004، وعلى جائزة أفضل ممثلة.
دخلت المعهد الوطني العالي للموسيقى الكونسرفاتوار، السنة 2002، لتصقل موهبتها وتدعمها بالتقنية المحترفة لامتلاكها صوتًا أوبراليًا ذا قدرة مميزة وخامة نادرة.
عمقت دراستها طيلة إحدى عشرة سنة على يد المغنية الأوبرالية الروسية غالينا خالدييفا، التي دربتها أيضًا على تعليم الغناء للتلاميذ.
تم اختيارها للغناء الإفرادي مع الأوركسترا الوطنية الفيلهارمونية اللبنانية، السنة 2006، بقرار من الدكتور الراحل الوليد غلمية، رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى آنذاك، ولم يكن ذلك معهوداً من قبل، بأن تغني تلميذة إفرادياً. إلا أن مستواها التقني العالي وصوتها النادر خولاها أن تكون الرائدة في ذلك.
لاحقًا، لم يتردد الكثيرون من قادة الأوركسترا في اختيارها للمشاركة في احتفالاتهم الأوركسترالية، ومنهم هاروت فازليان وفوتشيك تشيبل ومارون الراعي وميشال خيرالله وغيرهم من اللبنانيين والأجانب العالميين.
في العام 2009، حازت تارا المعلوف شهادة البكالوريا في الغناء الغربي الأوبرالي. وفي 2012، حازت شهادة الليسانس (الإجازة) في الغناء الغربي الأوبرالي، والماسترز في الفنون المسرحية والإخراج المسرحي من جامعة الروح القدس - الكسليك (USEK) بشرف وتميّز وبعلامة جيد جداً. وهي اليوم في طور التحضير لنيل الدكتوراه في الفن وعلوم الفن في الجامعة اللبنانية.
تمّ تكريمها في الإمارات العربية المتحدة لجودة رسالتها في الماسترز، وقد نشرت رسالتها على شكل كتاب، بعنوان: "مهنة التمثيل المسرحي: دوافع الإختيار ونتائج الممارسة".
بالإضافة إلى غنائها في الحفلات والأعراس وكل أنواع المناسبات، عملت تارا المعلوف لسنوات عدّة في ستوديوهات الدبلجة، كممثلة ومغنية ومؤلفة للأغاني وكمهندسة صوت، وسجلت في استوديوهات لبنانية وكويتية voice over وإعلانات. وهي تعطي دروساً خاصة في الغناء الأوبرالي والغناء الحديث والبيانو للمبتدئين وذوي الحاجات الخاصة.
إلى ذلك، هي من أمهر المدربين على السباحة، خصوصًا لمن يخاف من الماء، وقد ابتكرت طريقتها الفريدة وأسلوبها الخاص الذي يعطي دائماً أفضل النتائج.
هي أستاذة جامعية لكل أنواع الفنون منذ العام ٢٠٠٦، في جامعة سيدة اللويزة (NDU) في زوق مصبح، حيث تدرّس مواد "التمثيل وفنون العرض"، "علاقة الفنون بالموسيقى"، "علاقة الفنون بالحضارات والثقافات"، "الغناء الكلاسيكي الأوبرالي"، "الغناء الحديث"، "الغوسبل" (gospel) ، بالإضافة إلى تنمية وتطوير الشخصية وتخطي الخجل والخوف.
تولت لفترة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا الAUST ، تدريس ذوي الحاجات الخاصة.
كما علّمت أصول الغناء الغربي في مدرسة سيدة اللويزة للموسيقى (NDU) لسنوات عدّة، وفي مدرسة الموسيقى "كيز أن كوردز" (Keys n Cords)، وعُينت مسؤولة لفترة عن نادي الموسيقى في الAUT في حالات.
غنّت تارا المعلوف حتى الآن بسبع عشرة لغة وهي المغنية الأوبرالية اللبنانية الأولى التي تقوم بهذا الإنجاز.
بدأت الغناء إفرادياً منذ السنة ٢٠٠٦ في حفلات الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، ولعل أبرزها كانت في السنة 2011 مع المؤلف الموسيقي اللبناني العالمي جمال أبو الحسن، وفي السنة 2013 حيث غنت ولعبت الدور الرئيس في المسرحية الأوبرالية "كارمن".
غنّت في "مهرجان البستان" لثلاث مرات.
غنت في حفلات في بيروت، وسوريا وألمانيا مع فرقة سارباند (Sarband) الألمانية، تدعو للسلام والتلاقي، وكان عنوانها "الشرق يلاقي الغرب" Orient meets Occident.
كذلك غنت مع المعهد العالي للأعمال ESA، ومع السفارة الفرنسية.
في أيار 2016 قدّمت مع المؤلف والمغني الجزائري شريف حمدان أغنية الجزائر- بيروت، باللغتين اللبنانية والأمازيغية القبائلية الجزائرية. وفي حزيران 2016 سجلت في إيطاليا ست أغانٍ أوبرالية للمؤلف المعاصر فابيو أنتونيلي، وثنائيًا أوبراليًا حديثًا مع المغني الإيطالي رينالدو تزولياني عنوانه "يا أرضي المقهورة" كدعوة للسلام بين الأمم. وقد قامت بنفسها، بترجمة بعض المقاطع من الأغنية إلى اللغة العربية واللهجة اللبنانية.
إستدعيت للغناء في باكستان في أوائل السنة 2017 خلال مؤتمر عالمي للسلام حيث مُنحت لقب سفيرة السلام من خلال الموسيقى، تقديرًا لأعمالها الفنية وجهودها العالمية من أجل تلاقي الشعوب ونبذ الحروب. إلا أن تهديد ما يسمى بداعش، للمؤتمر، أجبر القيمين عليه على إلغائه قبل يوم من انطلاقته.
وفي أيار 2017 دعيت كسفيرة للسلام من خلال الموسيقى وغنّت في مؤتمر القاهرة العربي الثالث للسلام ضد الإرهاب والتطرف، حيث تم تكريمها.
في تشرين الأول 2017 أصبحت تارا المعلوف عضواً مؤسساً في جمعية ألمانية عالمية للفن والثقافة لا تبغى الربح إسمها "Borderless Harmony" (تناغم بلا حدود). وهي الآن المستشارة الفنية للبلاد العربية في هذه الجمعية التي هدفها المساهمة في نشر السلام عن طريق الموسيقى والفن والثقافة والتوعية العالمية من خلال عروض وحفلات وورشات عمل ومؤتمرات للتبادل الثقافي بواسطة الموسيقى.
أمّا في لبنان، فحلّت تارا المعلوف مؤخرًا ضيفة في حفل تتويج ملكة جمال بيبلوس 2017 في تموز، حيث غنت وكانت عضوًا في لجنة التحكيم، كذلك غنت في حفل تتويج ملكة جمال كسروان الفتوح 2017 في تشرين الأول، حيث وُجّهت إليها التحيّة على إنجازاتها كمغنية أوبرا عالمية وتم تكريمها. إلى جانب مشاركتها في مهرجانات صور الدولية مع د. جمال أبو الحسن كراوية تلقي الشعر في تموز 2017، وغنائها في مهرجان الأمم في البترون للبيت الروسي والإماراتي والبرازيلي والأميركي، ومشاركتها مع الإتحاد اللبناني-البرازيلي بمناسبات عدّة.
غنّت في حفل خيري للتجمع الخيري للسكري Dialeb، وفي يوم استقلال الهند في حفل السفارة الهندية وفي العيد الوطني للنمسا. وقد مدح السفير النمساوي تقنيتها العالية في الغناء ونوّه بلفظها الصحيح في لغته الألمانية وتأثيرها في الجمهور بإحساسها المرهف وانتقائها لأغانٍ تلمس مشاعر الحضور وحنينهم إلى أرضهم الأم.
الميتزو – سوبرانو تارا المعلوف، مغنية أوبرالية تخطّت حدود بلاد الأرز لتلامس الكونية...
تتفتح براعم الحياة على أصداء صوتها الملائكي، فتنسج من حولها، شعاعَ قوس قزح ينشل إنسان القرن الحادي والعشرين من غربة يومياته وتعقيدات حياته، ويسمو به إلى حيث تعجز العواصف عن الوصول، لتفتح أمام أعينه آفاق السعادة نحو عوالم الأمل والرجاء.
في حضرة صوتها القدسي لا يمكنك إلا الصمت، ثم التحرر من كل قيد وقلق واضطراب.
(إعداد: أنطوان فضّول)