المراهقة: مرحلة التغيرات والتحديات
بقلم السيدة رولا العريف فضّول، مستشارة المنتدى الرقمي اللبناني في شؤون الأسرة وسلامة العائلة
رئيسة لجنة الأم اللبنانية في المنتدى الرقمي اللبناني
المراهقة هي مرحلة انتقالية بين الطفولة والبلوغ، تتميز بتغيرات جسدية، ونفسية، وعاطفية كبيرة. تعتبر من أكثر المراحل حساسية في حياة الإنسان، حيث يسعى المراهق إلى بناء هويته المستقلة واستكشاف العالم من حوله.
التغيرات الجسدية وأثرها على السلوك
تشهد هذه المرحلة نمواً سريعاً في الطول والوزن، وتغيرات في شكل الجسم. عند الذكور، يتغير الصوت ليصبح أكثر خشونة، ويبدأ نمو الشعر في الوجه والجسم. أما الإناث، فيحدث تطور في شكل الجسم ونمو الثديين. هذه التغيرات قد تؤثر على نفسية المراهق، حيث يشعر بعضهم بالقلق إذا كان نموهم أبطأ أو أسرع من أقرانهم، مما قد ينعكس على ثقتهم بأنفسهم. كما أن بعض المراهقين قد يطورون سلوكيات غير سليمة مثل العزلة أو اتباع أنظمة غذائية قاسية نتيجة لهذه التغيرات.
التحديات والمشاعر
يمر المراهق بمشاعر متقلبة تتراوح بين الفرح والحزن، وبين الثقة والشك بالنفس. قد يعاني من التوتر بسبب الضغوط الدراسية أو الاجتماعية، كما أنه يسعى إلى تحقيق الاستقلالية، مما قد يؤدي أحياناً إلى تصرفات متمردة.
أهمية الرياضة في حياة المراهق
تلعب الرياضة دورًا مهمًا في هذه المرحلة، حيث تساعد على تفريغ الطاقة الزائدة، وتقليل التوتر، وتعزيز الثقة بالنفس. كما أنها تحسن الصحة الجسدية وتوفر بيئة اجتماعية صحية، مما يقلل من خطر العزلة أو السلوكيات السلبية.
دور الأهل في دعم المراهق
العلاقة بين الأهل والمراهق يجب أن تكون مبنية على التفهم والدعم. من المهم أن يحرص الأهل على توفير بيئة آمنة للحوار المفتوح، وتشجيع المراهق على التعبير عن مشاعره دون خوف من النقد. كما أن تقديم النصائح بأسلوب هادئ ومنفتح يساعد المراهق على اتخاذ قرارات صحيحة.
المراهقة البناءة
مقابل السلبية يمكن أن تكون المراهقة مرحلة بناءة تعزز النمو الشخصي إذا تم توجيهها بالشكل الصحيح، من خلال تحفيز المراهق على تطوير مهاراته ومواهبه. بالمقابل، قد تصبح مرحلة سلبية مليئة بالمشاكل إذا لم يتم التعامل مع التغيرات النفسية والسلوكية بطريقة صحيحة.
نصائح للأهل
الاستماع الجيد للمراهق دون مقاطعته أو التقليل من مشاعره.
تشجيع التواصل المفتوح وتعزيز الثقة المتبادلة.
تقديم الدعم العاطفي مع وضع حدود واضحة ولكن مرنة.
مساعدته في بناء صورة إيجابية عن نفسه، وتعليمه كيفية التعامل مع التغيرات الجسدية والعاطفية.
تشجيعه على ممارسة الرياضة كنشاط صحي ومفيد.
المراهقة ليست مرحلة صعبة بحد ذاتها، لكن طريقة التعامل معها هي التي تحدد إن كانت ستكون تجربة إيجابية أم مليئة بالتحديات. بدعم الأهل وفهمهم، يمكن للمراهق أن يمر بهذه المرحلة بنجاح ويصبح شخصاً مستقلاً ومتوازناً.