رولا فضّول
تداعيات التعلم عن بعد على صحة أولادنا
بقلم السيدة رولا العريف فضّول، مستشارة المنتدى الرقمي اللبناني في شؤون الأسرة وسلامة العائلة
التعلم عن بعد وفق التطبيقين Zoom وTeam تقنيتان تنسجمان ونمط الحياة المستجد وحاجات الدراسة والتحصيل التعليمي والجامعي في هذه المرحلة الدقيقة والمستجدة، حيث أنهما يحلان مشكلة الحجر وإشكالية التحصيل العلمي في ظل تفشي وباء كوفيد 19.
أما أنا فلا أسجل أي اعتراض على هذين التطبيقين. بل أراهما حلاً جذريًا وفعالاً لهذه المعضلة التعليمية المستعصية. والشكر هنا، كل الشكر لجهود مدراء المدارس والجامعات على اعتمادهما، في إكمال البرامج السنوية وإيصال المنهج التعليمي إلى الطلاب وهم في منازلهم، آمنين من أي خطر في التقاط العدوى الوبائية.
إلا أننا، نحن اللبنانيون، نعيش في بلاد تنقطع فيها الكهرباء، ويتعطل الإشتراك البديل، ونعاني من ضعف الإنترنت، وبطئه، وانقطاعه المتقطع، ما يؤدي إلى تعطيل البث ووقف التطبيق والعمل عن بعد. وهنا جوهر المشكلة الكارثة، حيث يسيطر التوتر على أولادنا، وتطال مضاعفاته الأهل والأولاد على حد سواء.
فضلاً عن غلاء المعيشة والإرتفاع الجنوني للدولار، ما يزيد في الطين بلة، على الأهل. إذ تتضاعف أثمان الحواسيب والهواتف الذكية المجهزة لتنزيل التطبيقين المذكورين.
وماذا بعد؟
ألا تكفينا كل هذه الضغوطات؟
في العادة تجد في كل بيت حاسوبًا وهاتفًا للأم وآخر للأب. فكيف لعائلة مؤلفة من ولدين أو أكثر أن تتماشى مع نظام التعلم عن بعد هذا؟
لنقل أن هذه الإشكالية قد حُلّت، ماذا عن الإنقطاع المتكرر للكهرباء والإشتراك والإنترنت؟ وماذا عن الغلاء؟ ماذا إن تعطل الحاسوب أو الهاتف، واستوجب تصليحما؟
أولادنا يعانون ونحن نعاني معهم.
تراهم جالسين في البيت لخمس ساعات أمام شاشة الحاسوب، مسمرين، يجهدون في التركيز، في جو من توتر وقلق وانزعاج وتعصيب وعدم طمأنينة واطمئنان.
إن انقطع البث، ينقطع تركيزهم وتتسارع وتيرة عصبيتهم.
ترانا وأولادنا ندفع في صحتنا النفسية والجسدية ثمن لامبالاة دولة فاسدة وزعماء أنانيين مصالحهم ومصالح أتباعهم فوق كل اعتبار وعلى حساب حقوق المواطنين.
صدق المثال المعبر عن حالتنا: ما تهزنا، منوقع... واقفين عا شوار".