إحموا شبابنا!

إحموا شبابنا من جرثومة الإنتحار!
بقلم السيّدة أميرة ناصر الدين رئيسة اللجنة الإجتماعية في المنتدى الرقمي اللبناني.
الانتحار في لبنان، ظاهرة تهدد استقرار المجتمع ونموه، وتنتشر في صفوف الشباب والشابات، بشكل ملحوظ، وأبرز مسبباتها الوضع المعيشي المتردّي.
العلاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية واضحة تماما. لكن العديد من حالات الانتحار تحدث في لحظة الأزمات، في مواجهة ضغوط الحياة، حين ينهار المنتحر أمام المشاكل المالية، أو العلاقات العاطفية، أو الألم المزمن والمرض، أو النزاعات، والكوارث، والعنف، وسوء المعاملة، والخسارة، والشعور بالعزلة.
معظم الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار أو يُقدمون عليه، يعانون من اضطرابات نفسية. جميعهم دافعهم عامل مشترك: فقدان الأمل.
تكرارًا، نسمع بانتحار شاب أو شابة.
هل هي لحظة ضعف أم قوة؟
أهي لحظة تخلّ، أم هو الشيطان يسمم أفكارهم؟
إن فشل الشباب في استقرار حياتهم، عار على المجتمع.
المنتحرون يتركون وراءهم تساؤلات ودموعًا في عيون أهلهم وأولادهم.
لماذا لم يفكروا بأحبابهم؟ أهي أنانية؟
قبل أن تنتحروا وتفكروا في وضع حد لحياة لستم من يملكها، فكّروا بجميع من يحبّكم.
لولا فسحة الأمل لما كانت حياة! فانهضوا يا شباب لبنان!
كافحوا صونًا لمستقبلكم! ولا تدعوا الخوف يهزمكم، والهموم تغرقكم في مستنقعها!
أمام طاغوت الموت الذي يسممون به حياتكم، رددوا نَعَم للحياة. فأنتم رمزها وحلمها!
لا تقتلوا هذه الروح التي زرعها الله تعالى في داخلكم. فالخالق ما خلق إنسانًا على وجه الأرض إلا وجعل منه قيمة، بدونها تفتقد الإنسانية لمعانيها.
للهروب من ضيق حياتكم، لا تلجأوا للإنتحار، لا تكونوا ضحايا هذا الحزن الذي يجتاحكم.
ولا تظنن أنكم إنسان جبان!
فالله معكم، يشعر ما بداخلكم. سيمدّكم بالقوة ويزيد ثقتكم بنفسكم ويقطع عنكم السلاسل السلبية وهو القادر وقدرته لا حدود لها. أما أنتم، يا أبناء المجتمع، فإذا لاحظتم نيّة لدى أحدهم في الانتحار، لا تترددوا في التّحدّث إليه. اسألوه عما يفكر فيه، وامنحوه فرصة للتعبير المطلق. شجّعوه على عدم إبقاء فكرة الانتحار سراً، حاولوا إقناعه بالتحدث عما يجول في خاطره. ولا تجادلوه في أفكاره، لا تناقشوه في صحة قراره أو عدمه. إستمعوا إلى أسباب رغبته بالموت، ولا تسخّفوا ما تسمعون. إحترموا معاناته، وتذكّروا أن تشكروه لأنه يشارككم مشاعره. ركّزوا معه على الأشياء التي ستبقيه آمناً، واعطوه أملاً بمستقبله. شجّعوه على التفكير في نقاط القوة والإيجابية في حياته. وإذا كنتم قادرين، اعرضوا عليه المساعدة. ولا تقدّموا أملاً زائفاً أو وعوداً غير واقعية. واعلموا أنّكم في نهاية المطاف لستم مسؤولين عن تصرفاته أو سلوكياته.
لكل أم وأب! لكل أخت وأخ وزوجة وزوج! لكل أصدقاء وأحباب! دعوتي لكم:
ساندوا بعضكم بعضًا، واتحدوا في وجه هذه الجرثومة الصامتة المميتة!