غيتا حرب

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الفنانة غيتا حرب
في مدينة جبيل العريقة بحضارتها وبيئتها وخصوصيتها، نشأت متمرسة على عشق الطبيعة واحترام الإنسان، وهي التي تربّت على روح العائلة المتأصلة.
هذا النسق الحياتي عززته بتخصص جامعي ودراسة معمقة وسّعت من آفاق فكرها وعمّقت معارفها. وكان الفن الراقي ظِلَّ نشاطها منذ فتوتها.
في العام 1991 كانت تجربتها الأولى في المسرح الموسيقي للأطفال. عمل مسرحي من تأليف الكاتب جوزف أبي ضاهر وألحان الفنان جوزف خليفة.
إلتحقت بجامعة الروح القدس في الكسليك، درست تقنيات الصوت، تمرّست على الأداء الغنائي، وغاصت في الفن الكلاسيكي والموسيقى الشرقية.
شاركت في استديو الفن 1993 وفازت بالميدالية الذهبية واختيرت أفضل مطربة.
أطلقت أغنية كرمالك يا حبيبي، من ألحان الفنان الياس رحباني، ضمن ألبوم اشتركت فيه مع نجوم استديو الفن. ثم أغنية مين أنا مين.
عادت وأطلقت في السنة 2005 ألبومها الديني الأول، عالأرض السلام، وفيه سبع أغنيات ميلادية. وهي قد اشتهرت بإحياء الريسيتالات بهذه المناسبة الروحية في بكركي وسواها.
توقفت مسيرتها الفنية لسنوات عدّة ولأسباب عائلية، قبل أن تعاود نشاطها من جديد، وأطلقت مجموعة من الترانيم الروحية وريميكس أغانٍ، لإحياء بعض الأغنيات التراثية والفنية والوجدانية العريقة، بالتعاون مع د.ج. سعيد مراد.
في أوائل العام 2007، إشتركت مع الفنان نادر خوري وفرقة همزكايان، في عرض موسيقي وطني. في الأونيسكو، شاركت المطرب الراحل وديع الصافي، الغناء في مئوية الشاعر الراحل سعيد عقل، قبل وفاته، بأغنية أنت أنت العمر، كلمات عقل وألحان الفنان جوزف خليفه، إلى جانب مجموعة من الشعراء قدمت من مختلف البلاد العربية. والقصيدة المغناة بعنوان زهرة الزهور.
في السنة 2010، أطلت في مهرجانات الأوف بيبلوس. بعدها، قامت بجولات عربية وأوروبية وإفريقية.
تتحضّر لإطلاق ديو غنائي مع المايسترو لبنان خليل، يزاوج بين الغناء والآلة الموسيقية. وتتحضر لجولة فنية عالمية.
سطعت شرارات نجوميتها وامتزجت اشراقتها بسيمفونية الجمال، وحلّقت في فضاء الريادة، فتاة مرهفة المشاعر، تعشق الحياة، ترفض الواقع القابض على نبض الوطن الجريح... تقاوم على طريقتها ومن خلال الموسيقى والغناء تحيا للسلام والكرامة الإنسانية.
لديها القدرة على تأدية أغان بخمس لغات.
أتت أغنياتها وترانيمها مسكوبة في ألحان دافئة ومكسوّة بكلمات سهلة وأفكار تنبع من عمق أحاسيس الإنسان.
ومع امتلاكها الصوت الرائع تؤدي وبنفس المقدرة والتمايز مختلف ألوان الغناء.
اعتمدها كازينو لبنان المطربة الرئيسة، لإحياء حفلاته الراقية ومناسباته الرسمية، وما زالت إلى اليوم تحيي حفلات التشريفات.
صوتها الأرجواني يقطّر عذوبة، تملأه ثقة ونفحة فريدة لا فلسفة فيها ولا تصنّع...
الفنانة غيتا حرب نجمة إستثنائية في عالم الغناء الراقي بوجهه المعاصر.
لقد تمكنت بموهبتها وفرادة شخصيتها وثقافتها المنفتحة والأصيلة في آن، من فرض نفسها على الساحة الفنية اللبنانية.
أيقونة الأغنية اللبنانية، لامست بصوتها الملائكي سكينة الخلود وأنعشت الزمن الجاف فسحرت وغنت بإحساس مرهف، وعانقت القلوب حتى الانخطاف، فأبحرت بها الى عوالم السلام والدفء الرومنسي.
(إعداد: أنطوان فضّول)