لبنان في نص الملك الأشوري شلمنصّر الثالث

(858 – 824 ق.م.) عُرف عهد الملك أشور ناصر بال بنزعة توسعية إستمرت بعد وفاته على يد خلفه الملك شلمنصّر الثالث الذي واجه حلفًا عسكريًا ترأسه ملك دمشق بن هدد الآرامي وضمّ اثني عشر ملكًا بينهم الملك الإسرائيلي أحاب وملك عربي اسمه جنديبو وملوك عرقة وإرواد وحماه وعمون وسواهم. تواجه الجيشان في قرقر عند العاصي في السنة 855 ق.م. وادّعى الملك الأشوري النصر في المعركة. وكان ملوك صور وصيدا وجبيل قد تحصّنوا بالقرب من مدينة البترون وبنوا ثلاثة حصون في "كيزا" وميزا" و"ماحالاتا" التي أطلق عليها الإغريق اسم طرابلس أي المدن الثلاث. هاجم شلمنصر الثالث في السنة 842 ق.م. ملك دمشق الآرامي حزائيل الذي تحصّن في جبل سنير المواجه لجبل لبنان. ويروي الملك الأشوري تفاصيل عن حملته العسكرية تلك: "في السنة الثامنة عشرة لملكي، عبرت الفرات للمرة السادسة عشرة. إعتمد حزائيل (ملك) دمشق على كثرة جيشه واستدعى فرقه بأعداد كبيرة، واتخذ جبل سنير المواجه لجبل لبنان حصنًا له. حاربته فانتصرت عليه... وقد هدمت مدنًا لا عدّ لها وأحرقتها بالنار... ثم تقدّمت نحو بعلي راسي (رأس بعل) الجبل المشرف على البحر. هناك أقمت نصبًا ملكيًا لشخصي..." من المرجح أن الملك شلمنصر الثالث قد نحت نصبًا أول له عند رأس الناقورة مقابل مملكة صور، قبل أن يتابه زحفه شمالاً ويصل إلى موقع نهر الكلب حيث نقش نصبه الثاني إذ يتابع في سرده تفاصيل الحملة العسكرية فيقول: "وعند رجوعي، صعدت إلى جبل لبنان، ونقشت صورتي إلى جانب صورة تغلت فلأصّر الملك". ويرد اسم لبنان بين أسماء البلاد التي احتلها وسيطر عليها في حملته والممتدة بين البحرين الأعلى ةالأدني أي بين جلة والبحر المتوسط: "شلمنصّر... التنين الكبير، ملك آشور، فاتح البحرين الأعلى والأدنى وبلاد حتّي ولوهوتي وأدري، ولبنان..."