لوحات نهر الكلب

وضع الدكتور ابراهيم كوكباني دراسته الثانية ومحورها آثار نهر الكلب والكتابات واللوحات التي تنتشر على صخوره. لهذا التل المشرف على البحر موقع استراتيجي. كان حاضرًا عبر التاريخ في وجه الغزاة الذين اجتزوه ونقروا في صخوره فأحدثوا ثلاث طرق للتمكن من العبور فوقه. وكانوا يضعون لوحات تذكارية تؤرخ لهذه الأحداث. الطريق المصري أنشأه رعمسيس الثاني فرعون مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. والطريق الأشوري في عهد نبوخذ نصر في أوائل القرن السابع قبل الميلاد. ثم الطريق اليوناني والطريق الروماني والعربي. كلها دورب محفورة بالصخر على يد غزاة وضعوا لوحات تؤرخ عبورهم. لوحات نهر الكلب التاريخية: ثلاث لوحات مصرية باسم رعمسيس الثالث يتحدث فيها عن حربه في الشرق وانتصاره على قادش. 6 لوحات اشورية لنبوخذ نصر الثاني لوحتان يونانيتان تحملان كتابات بالحروف اليونانية. لوحة رومانية بحروف لاتينية. لوحة بالإنكليزية لوحة بالفرنسية للإمبراطور نابوليون الثالث. لوحة بالعربية تعود إلىالسلطان سيف الدين برقوق لوحة الجلاء الشهيرة. لوحة إنسحاب الجيش السوري. تنتشر هذه الأنصاب جميعها على صخور ضفة نهر الكلب اليسرى باستثناء نصب يتيم أقامه الملك نبوخذ نصر الثاني (604 – 562 ق.م.) على ضفته اليمنى ويحتوي هذا النصب على نص منقوش على صخور مماثلة في وادي بريسا في منطقة الهرمل البقاعية وكذلك منحوتة صخرية في بلدة أكروم في عكار. تشمل الضفة اليسرى من نهر الكلب ثلاث أنصاب للفرعون رعمسيس الثاني (1279 – 1213 ق.م.) منها واحد أزيلت معالمه في القرن الماضي ليحل محلّه رقيم يذكّر بالحملة التي أمر بها إمبراطور فرنسا نابليون الثالث (العام 1860 – 1861. ولملوك الأشوريين خمسة أنصاب من بينها واحد ما زالت معالمه المرقومة تشير بوضوح إلى الملك أسرحدون (680 – 627 ق.م.. ومن العصر الروماني هناك نصب واحد باللغة اللاتينية يذكر بإصلاح الدرب الصخرية على يد جنود الفيلق الروماني الغالي الثالث في أيام الإمبراطور كركلا (211 – 217م.) من عصر المماليك نصب يذكر بإنشاء أو ترميم الجسر القديم في أيام السلطان الظاهر سيف الدين برقوق (1382 – 1399 م.) ويعود هذا الجسر في حالته الحاضرة إلى العام 1809 م. في عهد الأمير بشير الشهابي الثاني. من الفترة المعاصرة تحمل صخور نهر الكلب نصبًا يذكر بسقوط دمشق في يد جيوش المشرق الفرنسية بقيادة الجنرال غورو في 25 تموز 1920م. وعليها نصب آخر يحمل رقمين أحدهم يعود إلى العام 1919 م. ويذكر باحتلال دمشق وحمص وحلب من قبل فيلق الصحراء البريطاني في تشرين الأول 1918 م. أما الثاني فيعود إلىالفيلق البريطاني والفرق الأوسترالية والنيوزيلندية والهندية والفرنسية وقوات الملك حسين (شريف مكة) العربية. وهناك نصب يذكر باحتلال مدينتي بيروت وطرابلس من قبل الجيوش البريطانية والفرنسية في تشرين الأول العام 1918 م. إلى هذه الأنصاب السبعة عشر التي تعود تواريخ رقمها إلى ما قبل الإستقلال أضيف نصب الجلاء الذي يذكّر بجلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان في 31 كانون الأول 1946 في عهد الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهورية كما أضيف إليها مؤخرًا نصب أقيم سابقًا في جادة الفرنسيين في بيروت تخليدًا لذكرى قتلى الجيوش الفرنسية. كما أضيف نصب يؤرخ لانسحاب الجيش السوري شبيه بلوحة الجلاء وبالقرب منها. "نيقولاوس احتل ممرات بلاتانوس (قرب عرمون، شمالي نهرالدامور) الضيقة... وممرات بورفيرون (مدينة الجية) حيث بات ينتظر هجوم الملك (أنطيوخوس الثالث)... سار (أنطيوخوس) باتجاه البترون مرورًا بـ"وجه الحجر" واحتل القلمون. ومن البترون أرسل قائديه لاحتلال موقع نهر الكلب الصعب... ثم أكمل سيره وأقام مخيمه عند نهر الدامور... وفي اليوم التالي تابع تقدمه مع قسم من جيشه لاستكشاف الطريق... في تلك البقعة، (منطقة الجية) يوجد نتوء صخري من (جبل) لبنان (ينحدر في البحر) يجعل الممر الساحلي ضيقًا وعبوره صعبًا. وهناك كان يكمن نيقولاوس. لكن الملك السلوقي يقتحم الموقع ويزحف باتجاه صيدا ومنها ينطلق نحو طبريا في فلسطين.