مدينة صور في نبوءة حزقيال

دُمرت نينوى على يد الكلدانيين والميديين في السنة 612 ق.م. إنتقلت السيادة على سوريا ولبنان القديم وفلسطين من الأشوريين إلى الكلدانيين. إحتدم الصراع مجددًا بين بلاد ما بين النهرين وبلاد مصر الفرعونية. في السنة 605 ق.م.، إنتصر الملك الكلداني تبوخذنصر الثاني (605 – 562 ق.م.) على الفرعون المصري نخاو الثاني في معركة كركميش على الفرات. أكمل زحفه جنوبًا واحتل سوريا وفلسطين وسبى اليهود إلى بابل في السنة 586 ق.م. إعترفت المدن الفينيقية بالأمر الواقع فاحتفظت باستقلالها مقابل دفع الجزية، باستثناء صور التي تمرّدت على البابليين. وكان النبي حزقيال قد تنبّأ بحملة الملك الكلداني على صور في عهد ملكها إيتوبعل الثاني، فذكر في حزقيال 26: 2 – 10 "هأنذا أجلب على صور نبوخذنصر ملك بابل، ملك الملوك، من الشمال، بخيل وبمركبات وبفرسان وجمع وشعب كثير، فيقتل بناتك في الحقل بالسيف ويبني عليك معاقل، ويبني عليك برجًا ويقيم عليك مترسة... ولكثرة خيله يغطّيك غبارها، من صوت الفرسان والعجلات والمركبات تتزلزل أسوارك عند دخوله أبوابك كما تدخل مدينة مثغورة". صدقت نبوءة حزقيال في صور البرية أما صور البحرية فقاومت الحصار ثلاث عشرة سنة، بدءً بالسنة 585 ق.م.، ثم وقعت مع الغزاة اتفاقية سلام في السنة 572 ق.م.