في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى د. فريد الياس الخازن
نائب سابق في البرلمان اللبناني وسفير لبنان في الفاتيكان
ولد في بلدة كفرذبيان. متأهل من سولا إيلي صليبي ولهما ثلاثة أولاد: شربل وساره وماريا.
تلقى علومه حتى الثانوية على مقاعد مدرسة الحكمة في بيروت، أما تخصصه الجامعي فأنجزه في الجامعة الأميركية وأكملها في الولايات المتحدة الأميركية.
إلى جانب نشأته في كنف عائلة تستمد من جذورها التاريخية وحضورها في وجدان الأمة اللبنانية خصوصية إستثنائية، جاءت ثقافته المنفتحة على روح العصر والقيم الإنسانية لتتفتح براعمها في أحضان جامعات الولايات المتحدة الأميركية حيث نال شهادة بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة ميسوري في السنة 1980 وماجستير في العلاقة الدولية في السنة 1982، وأنهى تحصيله الجامعي في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن حائزًا شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية في العام 1987.
هذا المسار الثقافي أثّر على منطقه وأسلوبه وقناعاته وكوّن منه مرجعًا فكريًا قادرًا على الإمساك بمختلف التناقضات الأيديولوجية والانطلاق من تعقيدات المجتمع نحو حالة من النهوض الدائم والتغيّر الداخلي الإيجابي.
تزامنت عودته إلى لبنان مع الدخول في مرحلة ما بعد الحرب. فاتخذ من التعليم الجامعي عملاً ينشط فيه.
درّس منذ السنة 1988 مادة العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت، وقد اقترن اسمه ببرامج أكاديمية حديثة عدّة، لا سيما مع ترؤسه دائرة العلوم السياسية والادارة العامة في الجامعة الاميركية في بيروت، بين العامين 2000 و2005.
إلى عضويته في الجمعية الاميركية لدراسات الشرق الاوسط، ومشاركته في عشرات المؤتمرات والندوات في عدد من الدول في الشرق الاوسط وأوروبا والولايات المتحدة، أصدر حتى تاريخه مجموعة مؤلفات أغنت المكتبة السياسية اللبنانية بما حوته من تحليل وأفكار ورؤية.
من مؤلفاته:
"تفكك أوصال الدولة في لبنان 1967-1976" (دار النهار للنشر، 2002)، وهو الترجمة العربية للكتاب الصادر بالانكليزية في العام 2000 عن دار جامعة هارفرد الاميركية ودار I.B.Tauris البريطانية بعنوان:
The Breakdown of the State in Lebanon 1967-1976
"الاحزاب السياسية في لبنان: حدود التجربة الديمقراطية" (المركز اللبناني للدراسات، 2003)
"الانتخابات النيابية في لبنان ما بعد الحرب 1992، 1996، 2000": ديمقراطية بلا خيار (دار النهار للنشر، 2000)
* "The Communal Pact of National Identities: The Making and Politics of the 1943"National Pact (Oxford: Center for Lebanese Studies, 1992) إلى ذلك، صدر له عدد كبير من الدراسات والابحاث في مؤلفات جماعية وفي دوريات متخصصة في الولايات المتحدة وأوروبا ولبنان. كما نُشرت له له عشرات المقالات والمقابلات في صحف ومجلات لبنانية وعربية واجنبية بما فيها النهار، الحياة، السفير، Washington Post, New York Times, Newsweek.
برزت في مؤلفاته تلك القراءة التحليلية التي تخطّت ظواهر الوقائع لتلامس الحقائق بعمقها وجوهرها.
ففي تحليله للوضع اللبناني تشخيص دقيق وترسيم للمعطيات، نادرًا ما يتوصل إليهما كبار المحللين السياسيين.
ولعل السبب يكمن ليس فقط وراء سعة اطلاعه ودقة المتابعة التي يتحلى بها، بل أيضًا في تجرّده وموضوعيته وصدقية فكره الوطني الذي يستمد جذوره من تاريخ عريق لعائلة هو اليوم أحد أبرز ركائزها ومن ثقافة آفاقها دولية تحررت من كل قيد فئوي أو جدلية مذهبية أو التزام عقائدي ضيّق.
يعود له الفضل في تأسيس جمعية مبادرات للانماء التي يرئسها منذ العام 2006، والتي ترصد الحاجات الوطنية وتطرح البرامج وتعد الدراسات الهادفة إلى تطوير المجتمع وتحديثه ونهضته والتصدي لظواهر الإهمال والتهميش والتخلف.
على مستوى آخر، له اليد الطولى في إطلاق مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني في العام 1989، وهي مؤسسة ناشطة دفاعًا عن الحريات العامة والخاصة ومناهضة لكل أشكال التمييز العنصري وظواهر الظلم.
برز أيضًا على مستوى الصحافة في بعديها: البعد الوطني والبعد الأكاديمي، حيث هو عضو مؤسس لهيئة التحرير في مجلة "الدفاع الوطني" 1989-1990، ورئيس تحرير مجلة "ابحاث" الصادرة عن كلية الاداب والعلوم في الجامعة الاميركية، ومجلة "الباحثات".
البارز أيضًا في مسيرته ذاك الدور المحوري الذي لعبه على مستوى تطوير الطائفة المارونية. فإلى تعيينه منسقًا للجنة الكنيسة والسياسة في المجمع البطريركي الماروني 2004 – 2005، نشط من خلال عضويته في اللجنة الأسقفية لشؤون الانتشار، وفي مجلس إدارة المركز الماروني للتوثيق والأبحاث التابع للبطريركية المارونية.
بعد بروزه كمحاضر في السياسة المحلية والإقليمية والدولية، ومشاركته الفاعلة في "لقاء قرنة شهوان"، وحضوره الواعد على مستوى الكنيسة المارونية لا سيما في كل ما من شأنه تفعيل هيكليتها ورؤيتها ورسالتها، كان طبيعيًا أن يُطرح جدّيًا ترشيحه إلى المجلس النيابي، فانتخب نائبًا عن كسروان الفتوح منذ العام 2005 لدورتين متلاحقتين، وشغل في المجلس النيابي عضوية لجنة التربية والتعليم العالي والثقافة ومقررًا للجنة الشؤون الخارجية.
يتعاطى فريد الياس الخازن اليوم مع السياسة من موقع أكاديمي ومن هاجس إنمائي. فالسياسة التي اقتحمت صومعة ترسّله الفكري، لم تسرق منه يومًا حسّه البحثي وشغفه بالكتابة والتأليف والتعليم.
(إعداد: أنطوان فضّول)