الإسكندر المقدوني في لبنان
هزم الإسكندر المقدوني الملك الفارسي داريوس الثالث في معركة إيسوس السنة 332 ق.م. في كيليكيا، لكنّه لم يتابع زحفه نحو عاصمتهم برسيبوليس، بل اتجه جنوبًا واستولى على المدن الفينيقية التي كانت حليفة للفرس ضد المقدونيين: أرواد وجبيل وبيروت وصيدا التي استسلمت جميعها من دون اية مقاومة.
وحدها صور وكانت القاعدة البحرية للأسطول الفينيقي وأعظم قوة بحرية في المتوسط الشرقي، فقد طلبت عقد معاهدة مع الإسكندر وأرسلت من أجل ذلك وفدًا قدم له تاجًا من ذهب وكثيرًا من المؤن الغذائية لجنده.
قبل الإسكندر الهدايا واستقبل الوفد بحفاوة وأبلغ الرسل رغبته في تقديم القرابين لهرقل (ملقرت) في هيكله في جزيرة الصوريين.
لكن الصوريين رفضوا أن يدخل الإسكندر مدينتهم وطلبوا منه تقديم القرابين في هيكل صور البرية لأن هيكل الجزيرة من حقوق ملك الصوريين فقط.
قرر الإسكندر أن يسيطر على صور البحرية ويحتلها مهما كلّفه الأمر.
أمر ببناء سد يصل البر الصوري بالجزيرة المنيعة المحاطة بأسوار ترتفع مئة وخمسين قدمًا.
إستعمل الإسكندر ركام البيوت التي هدمها في صور البرية في عملية الردم.