لبنان في الوثائق الفرعونية
ورد ذكر للبنان والأرز وملك جبيل في نص ون-أمون المصري الذي يعود إلى حوالي السنة 1000 ق.م.
عثر في السنة 1891 على إناء فخاري قديم فيه برديات مطوية تشكل ثلاث مخطوطات مختلفة.
في المخطوطة الثالثة، تدوينات تاريخية ذات أهمية في معرفة العلاقات السياسية والإقتصادية بين مصر وآسيا الغربية في عهد الأسرة الفرعونية الحادية والعشرين أي حوالي السنة 1000 ق.م.
هو تقرير حول رحلة إلى لبنان قام بها ون-أمون المصري بأمر من الفرعون هير-هور للحصول على أخشاب لبناء مركبة فخمة للإله أمون.
اعترض قراصنة البحر مركب وون أمون عند الشاطئ الفلسطيني واستولوا على حمولتها من البضائع التي أرسلت من مصر للمقايضة بأخشاب لبنان مع ملك مدينة جبيل.
إلا أن الموظف المصري تمكن من الوصول إلى صور ثم الإنتقال إلى جبيل التي رفض ملكها ذكر- بعل استقباله وهدده بالأسر كما هو مذكور في البردية.
وجاء موقف ملك جبيل ردًا على ما اعتبره وقاحة من قبل وون أمون وإصراره على تنفيذ المهمة دون أن يستوفي شروط المعاملة.
يقول وون أمون في تقريره:
"قضيت 19 يومًا في ميناء هذا الملك وكان يرسل إلي كل يوم قائلاً إنصرف عني".
ثم سمح ذكر بعل للرسول المصري بمقابلته.
فأظهر له السجلات اليومية التي يحتفظ بها عن أسلافه وهي تظهر الصدق والإحترام المتبادل في التعاون التجاري بين فراعنة مصر وملوك جبيل.
طلب وون أمون خشبًا لمركب أمون رع الفخم بدون مقابل. فرفض ملك جبيل الطلب وقال:
"أنا لست خادمك ولست بخادم للذي بعث بك إلي. إنني آسف فيما يختص بالأرز أو الصنوبر رَبْرَنْ الذي يخترق السماء. فإنني إذا ناديت لبنان تنفتح أبواب السماء وتتدحرج جذوع الأشجار الأرو رَبْرَن ملقاة هنا على الشاطئ"
فيجيبه المبعوث المصري:
ليس على النهر مركب واحد لا يخص أمون.
له البحر، له لبنان هذا البلد الذي تقول إنه ملكي
هو له أيضًا
جعلت هذا الإله الكبير ينتظر 29 يومًا في حين كان في مرفأك
لكنك أمسكته هنا وساومت بلبنان الإله أمون سيده.
ويذكر التاريخ أن وون أمون عاد وأرسل رسولاً إلى مصر ليجلب ثمن الخشب ذهب وفضة وأقمشة وورق بردي وجلد بقر وسمك وعدس وبصل.
وعندها تلقى من ملك جبيل ما يحتاجه من الأخشاب.