حاقل والأسماك المتحجّرة

بلدة حاقل وابراهيم الحاقلاني أول وزير خارجية لبناني في التاريخ والأسماك المتحجرة والمتحف الأول من نوعه في الشرق الأوسط تقع بلدة حاقل في المنطقة الشمالية الشرقية لقضاء جبيل
تبعد عن مدينة جبيل 20 كلم تقريبًا.
ترتفع عن سطح البحر بين 650 و1100 متر.
تصل إليها من الطريق الساحلية الدولية انطلاقًا من موقعين:
- من مدينة جبيل مرورًا بـ"عمشيت، غلافين، حبالين، بيت حبّاق، عبادات، ثم حاقل".
- من بلدة جدّايل مرورًا بـ"الريحانه، غرزوز، معاد، غلبون، بجّه، الخاربه، ثم حاقل.
يعود اسم حاقل إلى اصل سرياني ويعني الحقل الكبير.
تحتوي بلدة حاقل وفي مساحة حوالي عشرة آلاف متر مربع منها، على أسماك متحجرة تعود في قدمها إلى العصر الجيولوجي الثاني، وقد تكوّنت بفضل عوامل طبيعية حوّلت الترسبات على مدى السنين إلى صخور، وهي خير دليل على أن لبنان كان مغمورًا بالمياه، بالإضافة إلى ذلك، إن نوعية الأسماك المتحجرة، بجودة صخرها ووضوح تجمّدها، تُعد الأفضل والأقدم في لبنان.
وقد قدّر الباحثون الجيولوجيون عمر هذه المتحجرات إلى الحقبة بين الثمانين والمئة مليون سنة.
كانت حاقل جغرافيًا تضم قرية الخاربة، وتبلغ مساحتها من 12 إلى 15 كلم تثريبًا حتى انفصلتا إثر الحرب العالمية الأولى.
في حقل ثلاثة ينابيع رئيسة في البلدة أشهرها نبع العين بمحاذاة الطريق العام وهو مقصد للمواطنين من كافة بلدات المنطقة.
أما على الصعيد السكاني فقد كانت حاقل أكبر بلدات ناحية جبيل على الإطلاق في أول إحصاء عثماني سنة 1519.
من رجالات حاقل التاريخيين: العلامة ابراهيم الحاقلاني المولود في 18 شباط 1605، الفيلسوف واللاهوتي والمترجم المحترف، الخبير في الشؤون العسكرية، المحاور بالأمور التجارية، الإختصاصي في العلاقات بين الغرب (باريس، روما، فلورنسا، توسكانة) والشرق الأوسط (لبنان).
تزوج، وزوجته من قرية بان في شمال لبنان، ولهما أربعة أولاد.
سافر إلى روما في السنة 1620، حيث بدأ دروسه في المدرسة المارونية هناك.
درّس اللغات السامية في المعهد الملكي الفرنسي بين 1645 و1664، بعدها درّس في جامعة "بيزا" في إيطاليا.
توفي في روما في الخامس عشر من تموز 1664 عن تسعة وخمسين عامًا إثر إصابته بمرض الغرغرينة.
استطاع الحاقلاني خلال حياته أن يكون منارة مشعّة تربط الشرق بالغرب وتضيء الدرب أمام نهضة فكرية رائدة.
حضنته روما في حياته ومماته وحفظت له تمثالاً على مدخل أحد معاهدها تخليدًا لذكراه.
ترك ابراهيم الحاقلاني واحدًا وخمسين عملاً فكرًا موزعة على الشكل التالي:
- ترجمات من العربية والسريانية إلى اللاتينية والفرنسية. وقد اتصف أسلوبه في الترجمة بميزات فريدة:
- اللاهوت: ونذكر على سبيل المثال كتابه الشهير: "دفاعًا عن العقيدة الكاثوليكية إبّان انتشار البروتستانتية":
- الجغرافيا: أهمها كتاب جغرافية جزيرة قبرص:
- الرياضيات: من أعماله ترجمة أحد كتب العالم الإغريقي PERGA بعد فقدان النسخة اليونانية الأصلية حيث لم يبق حينها سوى النسخة العربية:
- الإنجيل المقدّس La Bible Polyglotte: ترجمه ونقّحه إلى ست لغات ضمن مجلّد واحد. وذلك بالتعاون مع زميليه جبرائيل الصهيوني ويوحنا الحصروني. إبداع فريد من نوعه تحتضنه اليوم المكتبة الوطنية الفرنسية في باريس:
- كتاب قواعد اللغة السريانية. ألّفه الحاقلاني لتسهيل تعليم قواعد اللغة على المستشرقين وطلاب المدرسة المارونية في روما:
- العديد من الرسائل والخواطر التي تبادلها الحقلاني مع ملافنة ذلك العصر ومن بينهم ريشيليو ومازارين.
لعب ابراهيم الحاقلاني دور ممثل الأمير فخر الدين المعني الكبير لدى دوق ودوقة توسكانة. وقد كان بمثابة المستشار العسكري والإقتصادي للأمير في تلك الحقبة، معتمدًا على حنكته في تصريف المنتوجات اللبنانية، وخاصّة الحرير منها، مقابل استيراد الأسلحة وإرسالها بحرًا إلى الإمارة اللبنانية عن طريق مرفأ صيدا. وبالتالي يمكن اعتبار الحقلاني أول وزير خارجية للبنان في التاريخ.