اوضاع الجالية اللبنانية في فرنسا تعتبر مستقرة على الصعد كافة، واللبناني لا يشكل عبئا على غيره، بل يعيش بكرامته ويحترم قوانين فرنسا ويصونها. الجالية حققت العديد من الامتيازات، ورفعت اسم لبنان عاليا في كل المجالات ، وهي على علاقة وطيدة ووثيقة مع وطنها الام لبنان.
ففرنسا تعتبر رئة لبنان منذ عصر الانتداب حينما أعطت الدولة الفرنسية عام 1939 كنيسة للموارنة تحت عنوان كنيسة سيدة لبنان في باريس. يشعر اللبناني في فرنسا كأنه في وطنه الام، وعندما كانت الظروف صعبة في لبنان ، جاء اليها العديد من اللبنانيين. وبعد استقرار الاوضاع عاد الكثير منهم الى لبنان، وقسم هاجر الى بلاد اخرى حيث المعيشة ارخص.
يقدر عدد أفراد الجالية اللبنانية في فرنسا حوالي (150) ألف نسمة مقسمين حسب الطوائف كالتالي :
- الطائفة المسيحية المارونية (70) ألف نسمة .
- بقية المذاهب المسيحية حوالي (20) ألف نسمة.
- المسلمون السنة (10) آلاف نسمة.
- الدروز (10) آلاف نسمة .
- الشيعة بين (30 إلى 40) ألف نسمة. (ساهمت أحداث 11 أيلول في زيادة عدد الشيعة مؤخراً عبر تحويل وجهة طلاب الجامعات من أمريكا إلى فرنسا) .
- الوضع الاقتصادي والاجتماعي للجالية: ر
- يعتبر المستوى الاقتصادي والمالي للجالية جيدا حيث إن معظمهم منتجون وأحوالهم المادية جيدة ويشكل المجنسون منها الغالبية العظمى. والجالية مميزة جدا سواء من الناحية العلمية وتكتسب صفة لم تحظ بها الجاليات الاخرى وهي الثقافة. ومن يحاول استكشاف المستوى الثقافي للبنانيين المقيمين في المدينة، يجد ان من بينهم اطباء ورؤوساء اقسام في كل الاختصاصات ومنهدسين في كافة الميادين وخاصة المعلوماتية، ومحامين مخضرمين يعمل في مكاتبهم مئات الحقوقيين، وباحثين في أكبر معاهد فرنسا ومختبراتها، واساتذة جامعيين يحتلون اعلى المناصب الاكاديمية، وصحافيين واعلاميين وتقنيين ومعلقين، واعضاء مجلس ادارة، ومدراء عامين، وموظفين مرموقين يمارسون عملهم في شركات عالمية، وفنانين ورسامين، وموسيقيين وعازفين ومخرجين سينمائيين ومسرحيين وكتاب وأدباء وشعراء ونقاد...
اما في مجال العمل السياسي لا تزال الجالية طرية العود على الرغم من وجود شخصيات لبنانية فاعلة ومؤثرة على صعيد العلاقات الرسمية. ولا يزال نفوذها ضعيفا . فتأثيرها لا يزال كأفراد مهما كبرت طاقاتهم وإمكانياتهم. وكذلك فان علاقة الجالية مع مؤسسات الدولة الفرنسية جيدة رغم وجود ضغوطات كبيرة من قبل الأجهزة الأمنية الفرنسية على الأوساط الإسلامية والشيعية منها بصورة خاصة.
- وتعتبر الجالية في باريس محافظة نسبيا بكل طوائفها ومذاهبها على الترابط اجتماعي عموما ومحافظة على العادات والتقاليد .
- أما من جهة الاندماج الاجتماعي والحفاظ على اللغة العربية، فليس هناك حفاظاً كما ينبغي على اللغة واللهجة اللبنانية.
يبلغ عدد الجمعيات اللبنانية الناشطة في فرنسا أكثر من مئة ومعظمها مهنية واجتماعية وتهتم بالأعمال الإنسانية والخيرية ومساعدة المجتمع اللبناني بأشكال عدة.
- جمعية الغدير هي جمعية شيعية غير سياسية تعنى بالجانب الثقافي والاجتماعي والديني. تأسست عام 1994 بعد حل مؤسسة أهل البيت (ع) عام 1996. ولدى الجمعية مركز بمساحة 1300 متر مربع عبارة عن قاعة للصلاة، وصالة لاقامة الاحتفالات والمناسبات الدينية والوطنية وإعطاء المحاضرات، ومكتب للعالم المشرف عليها، وقاعات صفوف للتدريس (لغة عربية وتربية دينية) ومرافق تابعة وحدائق بمساحة 700م2 ومستودعات.
أما الجالية المارونية والتي لديها المراكز المحورية في حياة الجالية فيذكر كنيسة سيدة لبنان والبيت اللبناني وهو مركز طلابي ذو أغلبية مارونية.
في حين ان الجالية السنية يتمحور نشاطها حول مؤسسات الحريري بفروعها المتعددة ونشاط العائلة بالاضافة الى امتلاكهم إذاعة الشرق. يليها أنشطة لجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية.
اما المؤسسات الاخرى فيمكن تعداد التالي منها على سبيل المثال وليس الحصر:
- جمعية فرنسا والبحر المتوسط.
- جمعية الاطباء اللبنانيين في فرنسا.
- حركة المواطن.
- نادي اللبنانيين.
- نادي الصحافي العربي.
- معهد العالم العربي.
- اللجنة العربية لحقوق الانسان.
- المرصد الفرنسي لحقوق الانسان.
- طيران الشرق الأوسط. افتتحت مكاتبها مع بداية الستينات وبقيت في خدمة الجالية منذ 48 عاما بدون انقطاع على مدى 3 رحلات يوميا إلى لبنان وتزداد في الربيع والصيف تدريجياً.