لبنان في نص الملك أسرحدون

689 – 669 ق.م. من الثورات التي اندلعت بوجه الحكم الأشوري، ثورة حرّض عليها فرعون مصر، وقعت في صيدا في السنة 676 ق.م. التي تزعمت المدن الفينيقية منذ عهد سنحريب (705 – 681 ق.م.). نظّم الملك الأشوري أسرحدون حملة عسكرية على صيدا ودمّرها تدميرًا كاملاً وبنى مكانها مدينة جديدة أسماها "كار أسرحدون". ويروي أسرحدون على إحدى النقوش تفاصيل حملته على سوريا ولبنان وفلسطين والجزية التي فرضها على ملوك المنطقة وهي خشب لبناء قصره في نينوى: "أرسلتهم جميعًا لينقلوا إلى نينوى... ألواحًا سميكة من الأرز والشربين منتوجات سيرارا ولبنان. ثم يقرر أسرحدون الزحف على مصر، فعقد معاهدة مع بعلو ملك صور في السنة 671 ق.م. ورد فيها اسم لبنان، أمّن له الأسطول الصوري وحماية أموال الملك الأشوري في البحر. إلا أن ملك صور نقض المعاهدة ورفض نقل الجنود الأشوريين إلى مصر. فحاصر أسرحدون صور. لكنه لم يستطع أن يخضعها. ثم زحف نحو مصر بمساعدة القبائل العربية في الصحراء، فسقطت بيده وأعلن نفسه ملكًا عليها. ثم عاد أدراجه وعبر الساحل الفينيقي وخلّد انتصاراته على لوحة صخرية عند مصب نهر الكلب، إلى جانب لوحات الملوك والحكام السابقين له مثل رعمسيس الثاني وأشور ناصر بال الثاني وشلمنصر الثالث وسواهم...