لامارتين في لبنان
الفيلسوف والمفكر والرحالة الفرنسي لامارتين، معارض لعقوبة الإعدام والمناهض للعبودية، أقام في لبنان بين تموز 1832 وتشرين الأول 1833، قادمًا من أجل ابنته جوليا كي يؤمن لها مناخًا صحيًا يشفيها من داء السل الذي أصابها.
في 10 تموز 1832 أبحر من فرنسا على متن السفينة الشراعية ألساست وبعد توقف مؤقت في نابولي ثم في أثينا، وصل إلى بيروت، فكتب:
"في الثالث من ايلول، عند الثالثة صباحًا، شاهد قبطان السفينة قمم لبنان فاستدعاني ليريني إياها...
رفعت عندئذ نظري إلى السماء ورأيت قمة جبل صنين البيضاء الذهبية سابحة فوقنا في كبد السماء...
واعترتني إذاك أروع المشاعر وأحلاها وقد عشتها في سفراتي الطويلة.
إنها الأرض التي نزعت إليها أفكاري عندها كإنسان وكرحالة .
إنها الأرض التي جئتها من بعيد مفتشًا عن ذكريات الإنسانية البدائية.
بيروت، في 6 أيلول، التاسعة صباحًا.
نحن قبالة بيروت، إحدى المدن الأكثر سكانًا في الساحل المعروف قديمًا بـ"بيريت"، التي أصبحت مستعمرة رومانية أطلق عليها الإمبراطور أغسطس اسم ابنته "فيليكس جوليا"، وقد أطلقت عليها صفة البهجة هذه بسبب خصوبة محيطها ومناخها الذي لا يضاهى وروعة موقعها...