لبنان في آخر عهود الإغريق الهلنستيين

أنطيوخوس الرابع أكمل سياسة سلفه التوسعية وهاجم بطالسة مصر في ديارهم في السنة 169 ق.م. قبل أن تدخل مملكته بعد وفاته في السنة 164 ق.م. في حال من التمزق والإنحلال. نشبت نزاعات على العرش واندلعت ثورات داخلية. إحتل الفرس بلاد الرافدين. أقيمت إمارة آرامية مستقلة في منطقة الرها واسس الأنباط دولتهم عبر الأردن وجعلوا من البتراء عاصمتهم. أما الأيطوريون فسيطروا على حوران وجبل لبنان الشرقي والبقاع وتسللوا غربًا إلى الساحل اللبناني. إستقلت اليهودية. إجتاح تيغرانس ملك أرمينيا سوريا الشمالية وكيليكيا وصولاً حتى عكا عاقدًا حلفًا مع حميّه ميتريدانس ملك بلاد البنطس الواقعة عند الشاطئ الجنوبي الشرقي من البحر الأسود. في السنة 160 ق.م. إحتلت الجيوش الرومانية بقيادة بومبيوس الشرق وانتقلت السلطة من السلوقيين والبطالسة اليونان إلى الرومان ليبدأ عهد جديد. خلال قرن من الزمن من 164 ق.م. حتى 64 ق.م. شهدنا انحلال الإمبراطورية الإغريقية السلوقية وتمكنت بعض المدن الفينيقية لاسيما صور وصيدا وبيروت من الإحتفاظ باستقلال ذاتي وخضعت لحكامها المحليين وحصلت على اعتراف بحصانتها ومارست نفوذها في صراع الملوك الإغريق المقدونيين في مصر وسوريا واحتفظت بعلاقات تجارية مع الفئتين. وكان لها حق الحصول على حكومات محلية مستقلة تحت ظل الحكم الهلنستي. فسكّت عملتها الخاصة.