ولد في العام 1914 توفي في العام 1976.
هو أديب لامع، خطيب مفوه، رسول علم ومعرفة.
أبصر النور في حبالين القريبة من مدينة الحرف، المتميزة ببيوتها القرميدية.
تنقل بين بلدته الأم والقرى المجاورة وكان يردد "إنني في كل مرة أزور قرية من قرى هذا الجبل المقدس وأشاهد أبناءها المنتشرين في المزارع والحقول كما النحل على أكمام الزهور منصرفين إلى الجنى، إلى العمل، إلى الحصاد، والقطاف، إلى الزرع والضرع، نسوة يفرطن الزيتون، فلاح يدوس العنب في جرن المعصرة، عجوز على السطح يشرّح التين، صبايا على التنور يرققن العجين، عامل يقصب الحجارة، مزارع يذرّي القمح على البيدر. هنا وهناك شلعات ماعز وقطعان غنم معمشقة على الصخور. ومن هنا ومن هناك تتعالى أصوات النعاج وأنغام شبابة الراعي وصرخات الناطور في الكرم وعلى الرجوم.
امام هذه اللوحات اللبنانية الرائعة إزاء هذه النشاطات القروية الخيّرة، أشعر أنّي في صميم لبنان وأتحسس الحياة تدب في شرايين لبنان وأتلمس الغلال والرزق الحلال تتدفق في أهراء لبنان".
في مدرسة تلك السنديانة في شامات ثم في حصارات، تلقى حروفه الهجائية الأولى، على يد المعلّم نجيب عبد الله.
ذاع صيته على امتداد الوطن إنطلاقًا من حبالين إلى بلدات قضاء جبيل. شارك في المناسبات الرياضية والثقافية والإجتماعية.
تابع تحصيله العلمي في مدينة جونيه وفي معهد الرسل. ثم انتقل إلى إيطاليا ودرس في مدرسة الإيمان في روما وحاز الشهادة في الفلسفة من أحد المعاهد الإيطالية ثم انتسب إلى معهد الحقوق الفرنسي خلال وجوده في أوروبا قبل أن يعود إلى لبنان ليزاول رسالة التعليم متنقلاً بين المناطق إلى أن حط به الرحال في مدينة جبيل فأعطاها من فكره وروحه وكل كيانه.
في السنة 1953 أسندت إليه إدارة المدرسة التكميلية الرسمية الأولى فبث فيها نهضة، توجتها تلك النجاحات في الإمتحانات الرسمية إلى أن بلغت نسبتها عتبة المئة في المئة.
إستمر مديرًا لتلك المدرسة الرائدة إلى وفاته حتى التصق اسمه بها. فبات أبناء المنطقة يطلقون عليها مدرسة فرحات.
جمع إلى الأدب والخطابة، رسالة الصحافة. وسِجلُّه حافل ببرامج إذاعية وأحاديث فلسفية وسيكولوجية بُثَّت عبر أثير إذاعة الشرق الأدنى والإذاعة اللبنانية.
حرر في جريدة الدستور التي انتدبته في السنة 1951 في احتفالات تتويج الملك حسين في الأردن.
أتقن سبع لغات: العربية والفرنسية والإيطالية والإنكليزية واللاتينية والإسبانية واليونانية.
له مؤلفات منشورة: تربية العقل - الحواس الجديدة - القلب والدماغ - بين الثقافة والسياسة.
فاخرت به مدينة الحرف، كما فاخر بها، فكان يتقدّم المتكلمين باسمها في أكثر من احتفال. وهو من رحّب باسم جبيل بالرئيس بشارة الخوري في وضع الحجر الأول للسرايا فيها.
عشق لبنان حتى العبادة، وزيّن المناسبات الوطنية بكلماته.
حاز من الرئيس إميل إده كتاب شكر في السنة 1935 بصفته كبير تلامذة الموارنة في روما لأنه طلب الحصول على العلم اللبناني ليرفعه فوق دار المدرسة أسوة بباقي الأعلام الأجنبية.
يصف الراحل فرحات فرحات الحياة على الأرض: "هجعة بين غفوتين، ضجة بين سكينتين، سكينة المهد وسكينة اللحد، هذه هي حياة الإنسان على الأرض".
في شهر الورود من السنة 1976 غادر الحياة وعاد إلى تربة حبالين تحتضنه فيبقى عطره الأدبي عابقًا في أرجاء الوطن بما ترك من آثار والتماعات وبصمات في مسيرته الخالدة.
(إعداد: أنطوان فضّول)